شر البلية ما يُضحك ! بقلم الطيب مصطفى

شر البلية ما يُضحك ! بقلم الطيب مصطفى


11-12-2017, 04:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510499030&rn=0


Post: #1
Title: شر البلية ما يُضحك ! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 11-12-2017, 04:03 PM

03:03 PM November, 12 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


عجبتُ حين قرأت خبراً موجِعاً عجِزت مشاعري قبل قلمي عن التعبير عنه فقد (اتلخبطت) وأضحيتُ مُتنازَعاً بين الحيرة والدهشة والضحك والبكاء والحزن والغضب لا أدري أي تلك المشاعر غمرني أكثر من الآخر.
فقد طالبتْ وزيرة التربية والتعليم آسيا عبد الله، بسن قوانين لمحاسبة من يمتنع عن الالتحاق بدور التعليم، وكشفت عن أن قانوناً سيصدُر في القريب العاجل بإلزامية التعليم.
بالله عليكم مَن يُلزم مَن.. أتلزم الحكومة المواطنين بإدخال أطفالهم في المدارس أم ينبغي أن تلتزم الحكومة أولاً بإنشاء وتسيير المدارس التي تستقبل أولئك الأطفال؟! مَن يُحاسب مَن وكيف تُحاسب من لا تستطيع تقديم التعليم المجاني لأطفاله وهو عاجز عن سداد التزاماته واحتياجاته المتعاظمة؟.
منظمة اليونيسيف أكدت أن ثلاثة ملايين طفل فاتهم قطار التعليم ولا نحتاج إلى تقديم محاضرة لإثبات أن الحكومة رفعت يدها عن التعليم أو كادت بعد أن أُرهق الآباء بعبء الصرف على أطفالهم من خلال ما تفرضه المدارس من رسوم؟.!
إدارات المدارس الحكومية عزيزتي الوزيرة لا تجد مناصاً من فرض بعض الرسوم على الأسر من خلال المجالس التربوية التي تطلب من الآباء توفير بعض المعينات الأساسية التي لا يُمكن للمدارس أن تعمل بدونها.
يحدُث ذلك حتى في ولاية الخرطوم، فما بالك بالولايات الفقيرة التي لا يزال تلاميذها وتلميذاتها في كثير من المدارس يفترشون الأرض ويستظلُّون بالسماء.!
تحقيق ينشر في (الصيحة) غداً الإثنين بإذن الله، يصرخ (ويكورك) عن تدني البيئة المدرسية ويفضح أوضاعاً بالغة السوء من بينها أن مليوني تلميذ يتلقون تعليمهم في فصول من القش مع انعدام للمراحيض ومختلف المعينات وبالرغم من ذلك تتحدث الوزيرة عن إلزامية التعليم ومعاقبة الآباء فمن بربكم أحق بالمعاقبة؟!
لا أقول ذلك رجماً بالغيب، فقد عركتُ التعليم وعركني من خلال رئاستي لعدد من المجالس التربوية في مرحلتي الأساس والثانوي، وأعلم يقيناً أن تصريح الوزيرة سابق لأوانه بل إنه قفزة في الهواء غير قابلة للتطبيق حتى في الخرطوم.
هل تعلم الوزيرة أن المدارس تُسدّد حتى فاتورة الكهرباء بالسعر التجاري وأن كثيراً من الاحتياجات المدرسية تُوفَّر من الرسوم التي تُفرَض على آباء التلاميذ؟.
وزارة التربية تعلم أن المعلِّم يتقاضى راتباً يقل عن راتب الشغَّالة الأجنبية التي لا تصرِف قرشاً من راتبها حيث تقيم مع كفيلها الذي يتولى إعاشتها بالكامل.. ذلك ما يجعل المعلّم يبحث عن ما يسد رمق أسرته باذلاً وقته خارج بل وداخل المدرسة في سبيل ذلك.
المدرسة الناجحة هي التي تبذل جهداً أكبر من أجل التفوُّق وهو ما لن يتأتَّى لها بدون توفير بيئة مدرسية ملائمة وبذل جهود أكاديمية لن تتحقَّق بدون رسوم تُفرَض على أولياء الأمور .
أكاد أجزم أن الفقر والصرف على التعليم هو الذي يتسبب في حرمان مئات الآلاف من التلاميذ كل عام في شتى أنحاء السودان من مواصلة تعليمهم.
كم هي بالله عليك أيتها الوزيرة حصة التعليم في الموازنة العامة مقارنة بالدول الأخرى في أفريقيا وليس في أوروبا؟! ما جنى على التعليم أنه أُوكِل إلى المحليات التي كثيرًا ما تضطر إلى تأجيله انصياعاً لمطلوبات أكثر إلحاحاً، فهل يُعاد النظر في هذه (الجليطة) التي ألحقت به كثيراً من الأذى؟!
لن أستَرسِل بالحديث عن كارثة الحُكم الفيدرالي التي جنتْ بها (الإنقاذ) على السودان سياسياً واقتصادياً فذلك حديثٌ يطول.
أقول للوزيرة إن قرار إلزامية التعليم كان من الممكن فرضه حتى في المرحلة الثانوية خلال فترة ستينات وسبعينات القرن الماضي حين كان التعليم مجاناً لا يدفع الآباء لتعليم أطفالهم وأبنائهم حتى الجامعة قرشاً واحداً بل كانت الحكومة تتولّى إعاشة الطلاب في الداخليات، أما طلاب جامعة الخرطوم فقد كانوا يُقيمون بالمجان في داخليات تشبه فنادق الخمسة نجوم.
أما (الأمية) فحدِّث ولا حرج، فقد أقرَّ وزير الدولة للتربية والتعليم د. الصادق أن عدد الأميين تجاوز (10) ملايين في زمان أصبح فيه التعليم أكبر رافعات النهضة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية.
أكثر ما (يفقع المرارة) أن توصية إلزامية تعليم الأساس صدَرت من (المُلتقى التنسيقي الثاني لمديري تعليم الكبار).
على كلٍ سعدتُ كثيراً أن قراراً جمهورياً قد صدر بإحداث شيء من التعديل في مهمة صندوق دعم الطلاب بما يجعله ينهض بدعم التعليم، وأثق في قدرات وخبرة أمين عام الصندوق بروف النقرابي الذي أرجو أن يهتم بالأولويات بما يؤدي إلى إعادة التعليم إلى عهده الزاهر، ولكن أكثر ما يعوق تلك المهمة (اضطهاد) تعليم الأساس من خلال تبعيّته للمحليات بدلاً من الوزارة الولائية التي تتولى إدارة التعليم الثانوي، ومن شأن ضم التعليم الأساس إلى الوزارة أسوة بالتعليم الثانوي أن يحدث التناغُم المطلوب بين مختلف مراحل العملية التعليمية ويُيسِّر من مهمة صندوق دعم الطلاب الذي ينبغي أن يغير اسمه ويوسع ليشمل المهمة الجديدة التي انتُدب إليها.
أخشى ما أخشاه أن يُضيَّق على موازنة التعليم اتكالاً على قرار تغيير مهمة صندوق دعم الطلاب.



assayha

Post: #2
Title: Re: شر البلية ما يُضحك ! بقلم الطيب مصطفى
Author: الباهي محي الدين
Date: 11-12-2017, 04:36 PM
Parent: #1

نعيش عصر المخانيس من أمثالك و أمثال العجل المقدس رئيسك تباً لكم جميعا