أن تكون رئيساً..!! بقلم عبدالباقي الظافر

أن تكون رئيساً..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-10-2017, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510324129&rn=0


Post: #1
Title: أن تكون رئيساً..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-10-2017, 03:28 PM

02:28 PM November, 10 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان سمو الأمير يهمس في أذن الرئيس لا تقطع شعرة معاوية مع الأمريكان.. والبشير يستفيد من حكمة ابن سلمان، وبعد أقل من مائة صباح ترفع العقوبات الأمريكية.. الآن الأمير ابن الثلاثين عاماً يصنع ثورة في العربية السعودية.. في أشهر معلومات ينتفض على القديم. وباسم محاربة الفساد يكسب قلوب ملايين من شعب بلاد الحرمين.. قبل أسبوعين تم الترتيب لإجازة قانون الصحافة في مجلس الوزراء.. تقديم المقترحات تم بطريقة مريبة.. البداية كانت مبادرة من وزارة العدل عبر تكوين لجنة لم يمثل فيها من الصحفيين إلا رئيس اتحادهم.. ثم آخرين مثل الأستاذ فضل الله محمد الذي يشغل وظيفة حكومية ذات مخصصات تجعل في فيه ماءً.. الرزيقي رجل كثير التسفار.. لهذا حينما ذهب رئيس اتحاد الصحفيين إلى مجلس الوزراء كان يهز رأسه تعجباً حتى كادت عمامته المميزة تسقط أرضاً.. بعد جهد جهيد من أنصار الحرية تم إرجاء القانون لمدة شهر لإجراء مزيد من المشاورات.
ذهبت أبحث عن القانون المقترح لأقدمه للناس خلال حلقة تلفزيونية.. حفيت أقدامي.. ماذا تخبيء الحكومة .. المقترحات تشمل رفع السن المؤهلة لرئاسة التحرير.. بات رئيس التحرير مثل رئيس الجمهورية لابد أن يبلغ أربعين عاماً.. في قانون ٢٠٠٩م كانت السن القانونية خمسة وثلاثين عاماً.. وتم تصعيب رئاسة التحرير من خلال زيادة سنوات الخبرة إلى خمسة عشر عاماً.. هذا يعني أن إصابة منصب رئاسة الجمهورية أهون من تولي مهام رئاسة تحرير صحيفة الدار الأوسع انتشاراً.
بالطبع هنالك الكثير من السلبيات في القانون الجديد الذي يرمي إلى تكبيل الصحافة ورميها في اليم.. يتوجه القانون إلى الجمع بين الصحافة ووسائل النشر الإلكتروني.. عندها ستكون تكوين صفحة في الـ(فيس بوك) أو مجموعة في (الواتساب) تحتاج إلى إجراءات مشددة وتصاديق مسبقة.. الجمع بين النشر الصحفي والإلكتروني مثل خلط السكر بالملح في كوب من الشاي.. من الصعوبة تحديد دولة المنشأ في النشر الإلكتروني.. كما من الصعوبة أيضاً وضع متاريس أمام هذا النشر العابر للحدود.. الأهم من ذلك أن هنالك قانون صارم اسمه قانون جرائم المعلوماتية ينظم التعامل مع كل صنوف النشر المبثوث عبر الأسافير.
في تقديري أن القانون الجديد هو ردة إلى الوراء.. وضع أي قيود تكبل الصحافة حتى ولو جاءت في ثياب قانونية تجعل بلادنا خارج التاريخ المعاصر.. الآن الصحافة سلطة تعبِّر عن مصالح الناس ورغباتهم.. بل إنها تلعب دوراً في إرساء دعائم الحكم الراشد.. لهذا خنق الصحافة بخيوط الحرير يؤدي ذات مهام جنازير السلطان.. إفساح المجال للحريات والصحافة الحرة يفيد الحاكم والمحكوم ويطور من الحياة السياسية في بلدنا المأزوم.
بصراحة.. سيضحك علينا العالم إن أدركوا أن تكون رئيساً للسودان أسهل من أن تكون رئيساً لتحرير صحيفة.. اتركوا لنا القانون الساري فقط ووفروا له الاحترام والتقدير.


assayha