بين الشيخين فرح ود تكتوك والعبيد ود بدر والهوية السودانية بقلم الطيب مصطفى

بين الشيخين فرح ود تكتوك والعبيد ود بدر والهوية السودانية بقلم الطيب مصطفى


11-09-2017, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510232023&rn=0


Post: #1
Title: بين الشيخين فرح ود تكتوك والعبيد ود بدر والهوية السودانية بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 11-09-2017, 01:53 PM

12:53 PM November, 09 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كنت قد كتبت عن دور الوسط النيلي في الحفاظ على الهوية السودانية لاعتبارات كثيرة أهمها أنها نشأت وتربت وازدهرت في كنفه منذ مولد السلطنة الزرقاء أو مملكة سنار في بدايات القرن السادس عشر الميلادي بتحالف العبدلاب شمال الخرطوم بقيادة عبدالله جماع والفونج بقيادة عمارة دنقس في المنطقة المحيطة بسنار التي أصبحت عاصمة تلك الدولة التي تفاعلت مكوناتها الثقافية القائمة على هوية إسلامية مكونة من البعدين الأفريقي ممثلا بالفونج والعربي ممثلا بالعبدلاب وتلاقحت عدة قرون لتصنع النمط الثقافي والحضاري السائد حتى اليوم واستمرت إلى أن أزالها الحكم التركي المصري في عام 1821م.
من الاعتبارات المهمة التي منحت الوسط النيلي ذلك الدور الحيوي في الحفاظ على الهوية السودانية من أن تتخطفها بعض الأطراف العنصرية المتمردة على تلك الهوية تحت دعاوى التهميش وصراع المركز والهامش أنه يضم أكثر من (60)% من شعب السودان وأنه يتبنى ذات المفاهيم الثقافية بل أن ثقافة ذلك الجزء الحيوي من السودان انتشرت في معظم أنحاء السودان الأخرى في كردفان ودارفور وشرق السودان والتي تبنت جميعها ، ما عدا أقليات صغيرة معزولة ، مرتكزات تلك الهوية الأمر الذي ضيق من فرص دعاة الهامش والمشاريع الاستئصالية والإقصائية الأخرى مثل مشروع السودان الجديد لإعادة هيكلة السودان وإحلال هوية ثقافية وحضارية بديلة وليخسأ الشيوعيون الحلو وعقار وعرمان وعبدالواحد محمد نور الذين لن ينجحوا في زرع مشروعهم العنصري البغيض في بلادنا هذه المروية بدماء الشهداء والمحروسة بدعاء الصالحين والمستغفرين بالاسحار ..ذلك المشروع الذي نحمد الله تعالى أنه يتلقى اللطمات يوما بعد يوم ولن تقوم له قائمة وفينا عين تطرف.
كنت قد أشرت إلى الشيخ فرح ود تكتوك كمثال للدعاة الكثر الذين أسهموا في تشكيل ملامح تلك الهوية ذات العمق الإسلامي الضارب في جذور هذه الأرض الطيبة وذكرت نماذج من أقواله لكني خلطت بين بعض مقولاته ومقولات داعية أخر هو الخليفة الشيخ العبيد ود بدر وكان أول من نبهني إلى ذلك الخلط الشاعر محمد عبدالحليم مبدع النشيد الثوري (فلناكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع) لكني لم أتاكد من أني خلطت بين أقوال الرجلين إلا بعد أن اطلعت على مقال سطره الخليفة الشيخ الطيب الجد الذي أورد إحدى حكم الشيخ ود بدر التي نسبتها بالخطأ إلى الشيخ فرح ود تكتوك وتقول تلك الحكمة :
(عدي الكليمة وزيل الصريمة وأدي اللقيمة وبالليل أخد لك قويمة تبقى من أهل النهيمة)
ذلك ما دعاني لكتابة هذا المقال حتى لا أظلم قائل تلك الكلمات الذهبية، واعتذر لشيخي الخليفة الطيب الجد إن كنت قد ظلمت الداعية الشيخ العبيد ود بدر .


assayha