اليتيم !! بقلم صلاح الدين عووضة

اليتيم !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-06-2017, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1509973906&rn=0


Post: #1
Title: اليتيم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-06-2017, 02:11 PM

01:11 PM November, 06 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*طار من الفرح عند نقله إلى ثانوية بنات..
*وبعد أشهر طار من الفرح عند نقله من ثانوية البنات هذه..
*وهذا الذي حدث لزميل دراسة ليس لغزاً من ألغاز الرياضيات التي يُدرِّسها..
*فقد تمنى منذ لحظة تعيينه أستاذاً أن يكون في بيئة (رقيقة)..
*بيئة تتلاءم ورقيق طبعه المحب للطافة...والأناقة...والنظافة...والكياسة..
*وهذه البيئة أبعد ما يكون منها أولاد رماه حظه في (فصولهم)..
*أو رماهم حظهم- هم - في سكة معلم دائم التذمر من كل ما هو (دشن)..
*وبعد شهر في ثانوية البنات تمنى العودة إلى (الدشنين)..
*إلى الذين لم يلفت انتباههم - ولو مرة- بنطلونه الواحد...وقميصاه الاثنان..
*وكره مفردة (اليتيم)... إشارة إلى بنطلونه اليتيم..
*فكل بنات الفصل- دون استثناء- لاحظن (وحيده) هذا... وتغامزن بهذه المفردة..
*وقبل أيام كشفت ميشيل أوباما سراً عجيباً عن زوجها..
*قالت إنه لم يرتد طوال فترة حكمه سوى بدلة (وحيدة) في المناسبات..
*وزوج حذاء (يتيم)... لم يكن ينتعل غيره..
*بمعنى أن الرئيس السابق لأقوى دولة في العالم كان مثل صديقي أستاذ الرياضيات..
*كان مثله ؛ يتيم البنطلون.. وحيد الحذاء..
*وتتساءل ميشيل متعجبة: كيف لم يكتشف العالم ذلك؟..
*لا أهل الصحافة.. ولا السياسة... ولا العلم... ولا الفن... ولا حتى المخابرات..
*ولو قالت (ولا حتى النساء) لكان العجب في محله تماماً..
*فمن الغريب حقاً أن لا تنتبه لذلك واحدة- بالغلط - من (نساء حول الرئيس)..
*وقد يكمن السبب في اللون (الخادع) للبدلة... والحذاء..
*ومع هذا الخداع اللوني بعدٌ عن أي تميز شكلي- وتفصيلي- يلفت الأنظار..
*فكله غامق وداكن و(عادي)؛ البدلة... والحذاء.... وأوباما..
*وسياساته نفسها كانت غامقة... و باهتة... و(عادية).... لم تشد انتباه العالم..
*وكان له نهج يتيم... ووحيد........ لا يحيد عنه..
*نهج لا طعم له... ولا لون... ولا رائحة.... يتمثل في كلام كثير هو ذاته (رمادي)..
*وخلاصته: لا فعل... لا إجراء... لا مبادرات..... فقط (تردد)..
*وكانت فترة حكم طويلة غامقة... غامضة... قاتمة........ لا إثارة فيها..
*وربما الإثارة (الوحيدة) هي التي عرفناها الآن فقط..
*عرفناها من ميشيل بعد أن لم يعد زوجها رئيساً... وهي اللبسة (الوحيدة)..
*وصاحبنا ذو البنطلون (الوحيد) ليته يعرفها كذلك..
*يعرفها كي يطير فرحاً للمرة الثالثة........ ولو بأثر رجعي..
*شريطة أن تعرف بذلك - أيضاً- كل من كانت تسميه (اليتيم) من طالباته..
*فرئيس أمريكا نفسه كان مثله... (يقشر) ببنطلون يتيم..
*بدلة وحيدة... وجزمة وحيدة... وبنطلون وحيد...... وعند ميشيل هو (الوحيد)..
*وصديقنا هذا أستاذ- ما زال- اجتمع أمامه الأولاد والبنات..
*أستاذ جامعي (امتلأ) دولابه بالملابس...... و(فرغ) رأسه من الشعر..
*وانتقلت (أزمته) من أسفل......... إلى أعلى..
*وبدأ يحس فعلاً إحساس (اليتيم !!!).


assayha