ابيي الحاضر الغائب في مؤتمر القصر.!! بقلم عوض فلسطيني

05:24 PM November, 04 2017

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواق وأشواك.
[email protected]

في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده رئيس الجمهورية المشير عمر البشير،مع رئيس جنوب السودان،سلفاكير ميارديت امس الاول الخميس، إتفق فيه الرئيسان على رعاية المصالح المشتركة بين الدولتين، وبالإشراف المباشر عليها، والتواصل بين الرجلين لإزالة أي عقبات تعكر صفو العلاقة من جديد، الزيارة وصفت من قبل الرئيس بأنها انطلاقة حقيقية للعلاقات وتعد علامة بارزة في العلاقة بين الخرطوم وجوبا...،،
ضمن الزيارة تم التوقيع على عدد من البروتوكولات المشتركة والتي جاء الاتفاق على تفاصيلها بعيداً عن الإعلام والشعب!!؟
كنت حضوراً فالطرفان المختصان من الدولتين يوقعان على البروتوكول المعني ثم يتبادلان النُسخ ويلوحان بها على الكامبرات لتوثيق الحدث، وتضج القاعة بالتصفيق وإلابتسامات المتبادلة بين الضيوف؟؟!
إنتقل بعد ذلك الرئيس البشير وضيفه سلفاكير لمنصة المؤتمر الصحفي عبّر كلٍ عن سعادته بالعلاقات الازلية بين البلدين، و ابرز ما كشف عنه الرئيسان من البروتكولات هو ما ذكراه شفاهةً من إنتهاء عهد النشاط السياسي والعسكري المناوئ للطرفين في البلدين،والعمل على إستئناف ضخ البترول، والاستفادة من الخِبرة السودانية في ذلك!!
الحديث عن الحدود جاء مجملاً حال كونها اطول حدود بين بلدين في القارة الافريقية ، وسيكون بها حوالي احد عشر معبراً منظماً للتبادل التجاري بين البلدين.... إنتهي!!؟
ما تبقى من حديث لا يتعدى الخواطر و المجاملات وبعض البروتكولات ؟!!
غابت قضية اساسية ، وهي قضية ابيي، نعم ابيي كانت الحاضر الغائب، لم يتطرق لها الطرفان ولا بكلمة، ولو افترصنا جدلاً ان البروتكول الامني قد إشتمل على بعض من التفاهمات حول القضايا المؤجلة منذ الانفصال بين البلدين، ومن ضمنها ابيي فمفترض ان تكون القضية حاضرة في مؤتمر الرئاسة، بحكم انها قضية وطنية حضورها في كل المنابر يجعلها حضوراً غير قابلة للتناسي، بينما التستر عليها وعدم ورودها ولو في حديث الطرفبن يترك الف علامة إستفهام؟؟!
ذكر الرئيسان ان هناك إرادة سياسية قوية لديهما للمضي قُدماً في هذه العلاقه، إضافة الى انهما حريصان على تنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في السابق واليوم، و أن الخيار الأفضل للطرفين هو التعاون، لتكون الحدود لتبادل المنافع والتواصل، وتعزز الأنشطة والمصالح الاقتصادية للبلدين والتي يعززها التداخل القبلي، ولا اظن ان هناك تداخلا قبليا اكثر من الذي يتم في منطقة ابيي الأن وحتى إشارة أن البلدين دفعا ثمناً غالياً نتيجة الخلافات بينهما تتجسد بصورة كبيرة في هذه المنطقة، لما خلفته من نزاع وحروب واضرار ،انا لا ارى حرجاً في ان تكون القضية حاضرة علناً في اجندة الطرفين ،فليتمسك كلٍ بحججه حتى مرحلة التفاوض، لكن الصمت عليها يرسل عدة إشارات سالبة حتى وإن خلصت النوايا!!
كنت اود ان اتوجه بسؤال للرئيس سلفاكير عن هذه القضية، لكن سياسة الفُرص المُعلبة والتي ظل يوزعها وزير الاعلام نائب رئيس مجلس الوزراء احمد بلال ظلت تحرم الكثيرين من الحصول على فرصة سؤال واحد خارج ما يطلبه المستمعون!!
السيد نائب رئيس مجلس الوزراء القومي اجاد ببراعة حبكة إخراج المؤتمرات الصحفية الگُبرى، وهو يستجلب إسئلة للمنصة من شاكلة التي لا تغّلط عليك ولا بتوسخ يديك!!؟؟
فمارس هوايته المعهودة لمنح ثلاث فرص اجبارية للكِبار ، ومع الالحاح أُنتِزعت فرصة واحدة سمح بها السيد الوزير على مضض، من ثم حوّل المايكرفون الى المنصة، فما كان علينا إلإ ان نتساءل سراً وليس جهراً من اين أتي هذا الوزير!!؟
مهما حققت الزيارة من مكاسب وتطايبت النفوس وأُغلِقت صفحة الماضي، من دعم للحركات وإيواء للنشاط السياسي، فغياب أبيي و الدوبلوماسية الشعبية المتمثلة في رفع القضية للحس الوطني، هو منقصة، لان ما اتفق عليه الطرفان وظل في اضابير إرشيف القُصور الشاهقة، لن تنزله الحكومات لارض الواقع ، فالذي يجعل الاتفاق واقعا معاشا هو الشعب المغيب، الذي لم تعد المعلبات المنتجة فوقِياً تجدي معه نفعاً، ونيفاشا خير دليل، إن أشواق المُكتوين بنيران أبيي في ارض الواقع تواقة الى لُحمة وطنية تنهض بالشعب من اجل إستعادة رقعة من تراب الوطن إبتُلعت في غفلة الحاضرين في نيفاشا والموقعين عليها، إلإ ان أشواك الحلول المعلبة ستجعل من أبيي صراعا قبليا ينتهي بخروج المهزوم لا قدر الله.

صحيفة الوان.