البوصلة ..!! بقلم الطاهر ساتي

البوصلة ..!! بقلم الطاهر ساتي


11-02-2017, 02:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1509627863&rn=0


Post: #1
Title: البوصلة ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 11-02-2017, 02:04 PM

02:04 PM November, 02 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



:: قبل أشهر، وفي سجال حول إحدى قضايا الرأي العام، كتبت بالنص : ينسب لصلاح أحمد إبراهيم، عليه رحمة الله، قول معناه : إذ أردت أن تتبين الحق من الباطل في القضايا العالمية والمحلية، فأنظر إلى مواقف أمريكا ومنصور خالد في تلك القضايا، ثم قف ضدهما بلا أي تفكير.. رحم الله صلاح وبارك في عُمر منصور، فرغم إختلاف مواقفها السياسية ساهما في تشكيل الوعي بالآراء والأفكار (غير المتطرفة).. ولكن لو عاش صلاح إلى يومنا هذا، ربما إستبدل منصور خالد بالطيب مصطفى، بحيث يصبح القول : أينما يقف الطيب مصطفى، فقف ضده لتكون من (أهل الحق)..!!
:: ومنذ ذاك الزمان و إلى يومنا هذا، لا تزال مواقف الطيب مصطفى المتطرفة - في كل قضايا الرأي العام - هي البوصلة التي أرى بها الحق حقاً ثم اتبعه بلا تحفظ والباطل باطلاً ثم اجتنبه سريعاً .. وعلى سبيل المثال الراهن، فان قضية الساعة هي ما يحدث بولاية الجزيرة، والشاهد أن الطيب مصطفى يؤيد - بتطرف - موقف رئيس و بعض نواب المجلس التشريعي ، و يهاجم - بذات التطرف - موقف الوالي محمد طاهر ايلا وحكومته، وكذلك يحرض السلطات المركزية ضد طاهر ايلا .. وعليه، فان موقف الطيب هذا يكفي دليلاَ واضحاَ على سلامة موقف حكومة طاهر ايلا ..!!
:: ولكن المضحك في أسطر الطيب مصطفى التحريضية، ما يلي بالنص : ( شاهدت فيديو لطلاب مدارس ثانوية جيء بهم صباح أمس من قرى بعيدة، بعد أن تركوا مقاعد الدراسة، وحُشدوا ببصات مدفوعة القيمة حاملين لافتات لا يعرفون معنى ما كُتب فيها ووقفوا يصرخون أمام المجلس التشريعي، وقد حزنتُ والله، بعد أن ضحكت، من هذه الألعاب الصبيانية، وتساءلت عن من منح هؤلاء إذناً بالخروج والاحتشاد بينما القوى السياسية تنتظر الشهور للحصول على تصديق بالتجمهر ولا تجد من يسمح لها بقولة بغم).. نعم، مًحزن للغاية أن يتم الزج بالطلاب في المعارك السياسية..!!
:: وكذلك مًحزن للغاية أن يتم تحريض الطلاب بحيث يغادروا مقاعد الدراسة إلى قلب المدينة ليناصروا حكومتهم .. كل هذا مًحزن للغاية، ولكن الأعمق حًزناً وغضباً - لحد فقع المرارة و تمزيق القلب - هو أن من يحزن - اليوم - على الزج ببعض طلاب ود مدني في المعارك السياسية، لم يحزن - بالأمس - على الزج بكل طلاب السودان في المعارك العسكرية.. فالطيب مصطفى الذي يطالب بفصل الطلاب عن السياسة اليوم، هو ذاته الطيب مصطفى الذي كان يلف رأسه بقطعة قماش حمراء و يقف وسط الطلاب محرضاَ إياهم على ترك مقاعد الدراسة ثم القتال في مسارح العمليات .. !!
:: وبعيداَ عن شيزوفرينيا الطيب مصطفى، فالمَحزن في تناول الأقلام الموالية للمؤتمر الوطني- لما يحدث بالجزيرة - هو قصر النظر الذي يتباكى على حال الحزب، وليس على حال الجزيرة و أهلها وخدماتها.. هم يعلمون أن طاهر ايلا يًكافح تعدد المناصب بحيث لا يكون للمسؤول أكثر من منصب، ويَكافح تبديد المال العام بحيث لايتناوب النواب على رئاسة لجان المجلس سنوياً، ويَكافح الاختلاس و التزوير بحيث لا يكون للموتى مرتبات، ويَكافح إغراق المؤسسات التنظيمية وأنشطتها بأموال المواطن بحيث لا تكون بنود الصرف الأساسية لغير خدمات صاحب المال (المواطن)..وعليه.. كما يخافون انقسام حزبهم من أثر القرارات الإصلاحية، فليت كًتاب الحزب الحاكم يخافون الله في المواطن والمال العام ...!!

fb