ماذا يمكن أن نتعلم من ناس الكورة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

ماذا يمكن أن نتعلم من ناس الكورة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-02-2017, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1509627725&rn=0


Post: #1
Title: ماذا يمكن أن نتعلم من ناس الكورة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-02-2017, 02:02 PM

02:02 PM November, 02 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كانت مفاجأة أن تكون خطبة النصر للبروفيسور كمال حامد شداد بهذه الصراحة.. شداد فاز برئاسة الاتحاد العام للكرة السودانية بعد معركة طويلة ومنافسة شرسة.. قال شداد في لحظة الانتشاء إنه لم يكن يتوقع أن يلجأ الناس إلى رجل في أرذل العمر يلتمسون عنده النصر والتغيير.. في مثل هذه اللحظات يغيب العقل وتسود لغة العاطفة.. لكن شداد ضرب مثلاً في الصراحة والوضوح يستحق عليهما الإشادة والثناء.
ليست الصراحة وحدها التي ميزت معركة انتخابات اتحاد كرة القدم.. فقد اتسمت هذه العملية بقدر من الشفافية.. كل شيء كان تحت الأضواء الكاشفة.. حتى لحظة عد البطاقات كانت منقولة على الهواء مباشرة.. من الصعب أن تتحقق مثل هذه الشفافية في الملعب السياسي.. حتى هذه اللحظة هنالك من يشكك في النسبة المئوية عند الاقتراع التي ضاع بسببها الجنوب.. كما أن مصطلح الخج دخل القاموس السياسي في آخر انتخابات عامة حدثت في السودان.
أروع درس في هذه الانتخابات كان الرضا بالمقسوم.. مثلاً خرج معتصم جعفر من المعركة راضياً بالنتيجة.. بل إن أحد أنصاره وهو أسامة عطا المنان استسلم للواقع، ورفض أن يخوض جولة الإعادة.. ربما لأن الرجل أيقن الخسارة أو تضامن مع فريقه الذي حلَّت به هزيمة مشرفة.. لكن في كل الأحوال كانت هنالك حالة رضا بالنتائج التي تم إعلانها، ولم نسمع نغمة التحكيم فاشل المنتشرة في ملاعب الرياضة.
من الملاحظات التي ينبغي الوقوف عندها أن هنالك ولاءات عابرة للولايات والجهويات.. من ذلك الاجماع الكبير الذي حظي به الدكتور حسن برقو.. حيث نال تأييداً من المجموعتين المتنافستين.. أيضاً الفوز الكاسح للواء عامر عبدالرحمن الذي يخوض غمار المنافسة لأول مرة، يؤكد تقبل الساحة الرياضية لوجوه جديدة.. اللواء عامر نال عدداً من الأصوات أكبر من كمال شداد، الذي تم الاستنجاد به حينما احتدم الوطيس.
في تقديري أن أهم درس في تلك المعركة أن كل الأوراق ليست في حوزة الحكومة.. اضطر الحزب الحاكم تحت ضغط المنافسة للاستعانة برجل من الماضي.. بل إن أمانة الشباب بالحزب الحاكم بذلت جهداً كبيراً من أجل الانتصار في تلك المعركة الانتخابية.. الصبر على التفاصيل، ووضع الخطط البديلة، والاحتكام للآليات المتعارف عليها، جعل للانتصار طعماً ومذاقاً.
بصراحة.. مطلوب من الساسة أن يتعلموا من عالم المستديرة.. وأن يخرجوا لنا انتخابات شفافة يرضى الجميع بنتائجها.. هنالك تغيير كبير..ولولا ذاك التغيير لما تصدر شداد قائمة الحكومة، وكان معتصم جعفر ابن الحزب الحاكم في القائمة الأخرى التي تشمل رموزاً سياسية من أحزاب منافسة.. التغيير ممكن يا سادة لو توافرت الإرادة.


assayha