البشير في مهمة حساسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

البشير في مهمة حساسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-25-2017, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508936762&rn=0


Post: #1
Title: البشير في مهمة حساسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-25-2017, 02:06 PM

02:06 PM October, 25 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم تكن مفاجأة متوقعة أن يهرع جلالة الملك لاستقبال ضيف على سلم الطائرة . حينما وقعت عينا البشير على جلالة الملك أدرك أن ثمة أمراً طارئاً.. خلال المحادثات الثنائية بين الزعيمين، كان الملك يحاول أن يجد مدخلاً مناسباً لطلب عون السودان في حرب اليمن.. لكن البشير كان حاضراً حينما استأذن من جلالة الملك أن يسمح له باستخدام الهاتف ليضع الجيش السوداني في خدمة مهمة استعادة الشرعية في اليمن.. كل مباحثات الملك السابقة مع الأشقاء والأصدقاء كانوا الضيوف يطلبون مهلة لإعداد فاتورة الحساب.. لكن لاحقاً ثبت أن الرئيس البشير كانت رؤيته ثاقبة ونافذة في ما وراء الحجب السياسية.
من ذاك الاجتماع وما تلاه من خطوات للقفز من المحور الإيراني بكل رشاقة كانت الأبواب المغلقة تفتح في هدوء وفي كافة الجبهات.. قبيل مغادرته مقر وزارة الخارجية الأمريكية كان جون كيري يرمي بتصريح صاخب. الوزير أكد أنه سيتفاهم مع الأصدقاء في الخليج في شأن العلاقة مع الخرطوم.. كان ذاك التصريح إيذاناً بنقل واشنطن للملف السوداني من القاهرة إلى الرياض وأبوظبي.. بالطبع ذاك التحول كان من الصعب تحقيقه في ظل التوترات مع الخليج العربي الذي كان يرى شبح إيران في كل مكان.
أمس وصل البشير إلى دوحة العرب قادماً من الكويت.. توقيت الزيارة مهم للغاية.. فقد صبرت القيادة السودانية ولم تجازف بالتواصل مع قطر في لحظات الانفعال السعودي.. الآن هدأت كثير من الأصوات العاطفية، وبات عقل الحكمة يعود للمشهد.. كما أن تأخير الزيارة إلى ما بعد رفع العقوبات الأمريكية عن كاهل السودان كان فيه بُعد نظر.. من الأفضل أن تتفرغ القيادة السودانية لمواجهة المشكلات السودانية المستعصية أولاً ثم بعد ذلك الحديث عن وساطة بين أشقاء الخليج.. بل كان يمكن لأية زيارة مستعجلة لقطر أن تقلل من الجهد الخليجي في الأزمة بين واشنطن والخرطوم.. لهذا توقيت الزيارة كان مناسباً للغاية.
المسار المعقد للرحلة والتي بدأت بالسعودية قبل بضعة أسابيع.. ثم راحة واستجمام بالخرطوم قبل ابتدار المشوار من الكويت.. هنا أيضاً تستحق الدبلوماسية السودانية الإشادة.. التوقف في الكويت يفيد أن الجهد السوداني جاء مكملاً للوساطة الكويتية.. وأن البشير يسير في الحركة على ذات مسار الأمير الصباح.. محطة الكويت قطعت الطريق على أية مزايدة من مصر أو غيرها للتشويش على رحلة قطر.. كما أن لحن الختام كان أكثر من رائع بحيث تختم الرحلة بالسعودية، وبدعوة من الملك سلمان شخصياً.. التوقف في الرياض يعني مباركة الجهود السودانية إن نجحت وإن فشلت.
في تقديري أن الدبلوماسية السودانية تستحق الإشادة ورفع القبعات، بحراك دبلوماسي مدروس ومخطط له تجنب السودان الانزلاق في المعركة الجماعية ضد دولة قطر ذات الأيادي البيضاء على السودان حكومة وشعباً.. في ذات الوقت تمكنت الدبلوماسية السودانية من شرح خصوصية الظرف السوداني لدولة مثل السعودية تملك كثيراً من مفاتيح الحل في المنطقة.. النجاح في مهمة إنهاء العقوبات الأمريكية كان معركة احتاجت لكثير من التدابير.. هنالك خطوات في الأفق حول تحسين العلاقة مع الجنوب عبر معابر اقتصادية تفضي الى مصالح مشتركة .
بصراحة.. بعد هذا الإنجاز على الدبلوماسية السودانية أن ترتاح قليلاً.. من الواجب ألا نتوغل في الملف الخليجي الشائك إلا بمقدار إثبات حسن النوايا وتأكيد مواقف الحياد البناء.. أي تهور أو زيادة في النشاط قد يجعلنا نعود الى محطة المفاضلة بين الدوحة والرياض وذاك أصعب الخيارات.




assayha