أين المتعافي أخي الرئيس؟ بقلم الطيب مصطفى

أين المتعافي أخي الرئيس؟ بقلم الطيب مصطفى


10-25-2017, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508936560&rn=0


Post: #1
Title: أين المتعافي أخي الرئيس؟ بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 10-25-2017, 02:02 PM

02:02 PM October, 25 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ظللتُ أحرص على ألا أصوغ قناعاتي حول الناس من خلال ما يُنشر أو يُقال عنهم سيما وقد أضحى التآمر و(الحفر) والضرب تحت الحزام والغيبة والنميمة - في عصر الواتساب- إحدى أكبر مهددات الأمن الاجتماعي في بلادنا وأعظم مُحدِثات الفتنة والبلبلة والتشويش وتعكير صفو الحياة والأحياء.
د. عبد الحليم المتعافي الطبيب الذي (أدخل) إلى العمل التنفيذي والسياسي - ولا أقول دخل - من باب الاقتصاد وأُجبر عليه بعد أن اشترط - واستجيب له - ألا يُحال بينه وبين عمله الخاص الذي بدأه وهو طالب طب في (الجميلة ومستحيلة) التي كانت أيام نُدرة الأطباء والمهندسين لا تقبل في المساقين خاصة إلا العباقرة (والكريمة) أو خلاصة الخلاصة من النابهين المتفوقين.. المتعافي الذي لا يتحدث إلا بالأرقام التي يحفظها عن ظهر قلب، انتاشته سهام المبغضين والشانئين والناقمين وأعداء النجاح، لكنه تحدى كبارهم ممن لا يفقهون ولا ينصاعون للأمر القرآني: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا). وبالتالي لا يرون في من يعارضونهم (سياسياً) إلا شياطين مردة، أقول تحدّاهم في مناظرات تلفزيونية مشهودة أفحمهم فيها (ومرمطهم) ومرغ أنوفهم في التراب وعرّاهم حتى من ورقة التوت بعد أن أعجزهم أن يثبتوا عليه جرماً أو فساداً.
المتعافي نثر بعض النصائح التي استقاها من تجارب ثرة خاض غمارها خلال عمله في وزارة الزراعة، وبعد مغادرتها، انتقى في المساحة المحدودة التالية بعضها بين يدي البشريات المتوقعة جراء رفع الحصار الاقتصادي الأمريكي الظالم، فهل من مستجيب لرجل أشعُر بالحسرة - والله العظيم - أن يغادر وزارة الزراعة التي أكاد أجزم أنه لا أحد يعرف ويحفظ دروبها ودهاليزها مثله؟
قال المتعافي متحسرا لصحيفة (الصيحة) إن مصنع سكر النيل الأبيض ينتج (10%) من طاقته، وبالتالي يعتبر مشروعاً فاشلاً، بالرغم من المبلغ (المتضخم) الذي صُرف على إنشائه.
ثم قال إن المصنع بدأ بإنتاج بلغ (74) ألف طن لكنه تراجع إلى (30) إلى (40) ألف طن حالياً وتحدث عن سبب الفشل (الإداري) أول مرة، وعن ضرورة الانتقال إلى زراعة القصب (غرب الجزيرة)، وهناك (20) ألف فدان من الأراضي الخصبة متاحة لإنقاذ المشروع بدل الأرض الحالية غير الصالحة. وتحدث عن توقّف مصنع سكر مشكور جراء فشل السودان في سداد التزاماته للحكومة الهندية، مما تسبب في توقف القرض المطلوب لقيام المشروع. وتحدث عن تراجع إنتاج السكر في شركتي كنانة والسكر السودانية من (760) ألف طن عام 2002 إلى أقل من (600) ألف طن حالياً.
واصل المتعافي تحسّره فقال إننا نزرع (40) مليون فدان، وتكون محصلة الإنتاج أربعة ملايين فدان، وحمل المسؤولية للحكومة وللقطاع الخاص الذي لا يزال يعتمد أساليب متخلفة (أساليب الأربعينات) رغم التطور التكنولوجي الهائل في مجال الزراعة.
عندما سئل عن المعاناة في صناعة السكر أجاب بأن السبب يكمن في طبيعة الملكية الحكومية، ثم أردف بقوله:(أنا مع خروج الحكومة من أي نشاط اقتصادي من الكهرباء حتى البترول والاتصالات وأن تكتفي بأخذ الضرائب فقط كما تفعل كل حكومات العالم).
تحدث المتعافي عن مشروع الجزيرة، ولم يسترسل، وقال إن إنقاذه يحتاج إلى رؤى جديدة وعلاقات جديدة.
لا أزال أتذكّر المعركة الحامية الوطيس التي خاضها المتعافي ضد العقول القديمة الرافضة لاستحداث زراعة القطن المحور وراثياً حتى كسبها بالضربة القاضية التي هزم بها بعض (العلماء) وبعض الأقلام الصحفية المبغضة للرجل، ولكل ما يمكن أن يصدر عنه!
قرأت مقالاً ممتعاً لدكتور مزمل أبو القاسم في (اليوم التالي) استخلص فيه بعض الحقائق من تقرير لبنك السودان المركزي حول الزراعة في السودان، وعقد مقارنة موجعة بين إنتاجية الفدان في السودان ونظيره في العالم، ففي مصر ينتج فدان الذرة أربعة ونصف طن، في حين ينتج الفدان في بلادنا نصف طن، أما في تركيا فينتج خمسة ونصف طن، وأكثر من طنين في أثيوبيا!
بالنسبة للقطن فقد بلغ إنتاج الفدان في السودان (400) كيلو جرام في حين أن تركيا تنتج طناً ونصف، كما تنتج أستراليا أكثر من طنين، وقد تمت زراعة خمسة ملايين فدان من الفول السوداني في العام الماضي كانت حصيلتها (26) مليون دولار فقط، جراء إنتاجية متدنية للفدان بلغت (20) كيلوجرام، أما السمسم فقد بلغت الإنتاجية (246) ألف طن متري من زراعة ثلاثة ملايين فدان، كانت إنتاجية الفدان (68) كيلوجرام للفدان!
الزراعة بشقيها النباتي والحيواني جديرة بأن تبيض ذهباً، وهي المهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى للانطلاق بعد رفع العقوبات المفروضة من أمريكا ومن العالم أجمع الخاضع لسلطان أمريكا وأوامرها، لكني أجزم بأنها لن ينصلح حالها ما لم يقدها عقل ذكي متفتّح وعملي يعرف كل شاردة وواردة من ما يجري في العالم من حولنا.


assayha