Post: #1
Title: مائة شركة سعودية تستثمر في فساد السودان! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 10-22-2017, 04:56 PM
03:56 PM October, 22 2017 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن- مكتبتى رابط مختصر
· إلى أي مصير يقود هذا النظام السودان؟!
· نظام تفوَّق على نفسه في تطبيق مختلف نظريات الفساد.. و يستمر في تكرار تطبيقها.. و يبشرنا بمجيئ 100 شركة سعودية للاستثمار في السودان خلال 5 سنوات؟! بينما المعلوم أن بيئة الأعمال التجارية غير مواتية.. بل و طاردة من بلد يئن تحت وطأة الفساد؟!
· و تتملكني الحيرة.. كيف خلق النظام البيئة ( الجاذبة) لكل هذا العدد من الشركات السعودية.. و عن ماذا تنازل يا تُرى؟! هل عن الأراضي؟ لكن، هناك ملايين الأفدنة من الأراضي السعودية ( داخل السودان)! أم أن التنازل تنازل عن السيادة؟ لكن، النظام يكبكب استجابةً لأي أوامر سعودية! أم تراه تنازل عن سكان السودان، و لم يكتف ببيع جيشنا مرتزقةً يموتون في حرب اليمن و يدفنون في البقيع؟!
· لا بد أن ثمة تنازلات كبيرة، أكبر من ما جاء أعلاه، قدمها نظام البشير للشركات السعودية حتى تهرول بتلك الأعداد للاستثمار في السودان؟
· و يقول السعوديون أن المحفزات الاقتصادية في السودان ( أصبحت) داعمة ولا تنحصر فقط في المجال الزراعي بل تشمل ( العديد) من المجالات من بينها التعدين والبترول.
· و الجدير بالذكر أن المعدنين المحليين/ العشوائيين يشكون من منح أراضٍ بمساحة مئات الكيلومترات لشركات التعدين الأجنبية .. و من طردهم بعد معاناتهم في اكتشاف مواقع توافر للذهب... و أن شركات التعدين لا تستثمر سوى في حدود كيلومتر أو كيلومترين فقط.. و تؤجل التنقيب في باقي الكيلومترات.. و يضطر المحليون للانسحاب و البحث عن الذهب في أراضٍ أخرى!
· هذا، و تعَهَّد النائب الاول لرئيس الجمهورية، بكري حسن صالح ( شخصياً) بتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين السعوديين.. و ربما يُضطر لمتابعة الاجراءات ( شخصياً)، أيضاً، فهو يعلم، يقيناً، أن بيئة الاستثمار في السودان بيئة فاسدة.. و أن الكل فاسد!
· تقول ( الويكيبيديا) أن السودان أحد أكثر الدول فساداً في العالم.. و حسب مؤشرات الشفافية الدولية للعام 2011 ، إحتل السودان المرتبة رقم 177 من بين 183 دولة.. مخلفاً وراءه ست دول..
· و وفقاً لمؤشرات الحاكمية التي أجراها البنك الدولي للعالم في عام 2010 واضعاً تقديراته على أساس درجة المائة نقطة، (100%)، فقد نال السودان الآتي:- %0.90 درجة من حيث الاستقرار السياسي.. و %6.2 من حيث حكم القانون.. و 7.2% من حيث نوعية الانضباط الاداري.. و 6.7 % من حيث فاعلية الحكومة.. و 4.3% من حيث محاربة الفساد..
· و الفساد يتقدم بخطى متسارعة.. و لا نبالغ إذا قلنا أنه قد تجاوز كل حدوده السابقة بعد انفصال الجنوب..
· و تمثل بيئة العمل في السودان أكبر البيئات تحدياً للاستثمار في العالم.. و معلوم أن قطاعات البنى التحتية من تشييد و بناء و مواصلات هي التي تركز الاستثمارات الأجنبية عليها.. و كلها معرضة للفساد بشكل كبير حيث يتفشى الفساد المالي و الاداري و السياسي..
· هذا هو السودان الذي تهرول إليه 100 شركة سعودية!!
· قامت منظمة الشفافية الدولية بإجراء مسح على مختلف المؤسسات الحكومية السودانية في عام 2011 ، و خلُصت إلى أن 25% من القائمين بالمسح قد تعرضوا لضغوطات كي يتم مدّهم بالمعلومات المبتغاة.. و أن نسبة الرِشى وسط الشرطة و الجمارك و الضرائب و خدمات الأراضي كانت أعلى مما هي عليه في غيرها..
· و تقول ( ويكيبيديا) أن دوائر الشرطة تتفوق على جميع الدوائر الحكومية في مجال الفساد.. و أنها مرتشية و ترتكب جرائم صد حقوق الانسان في معتقلاتها.. علاوة على أن الضباط يتعرضون لمضايقات من نافذين في الحكومة أثناء محاولة تطبيقهم للقانون.. و أن التوظيف في الشرطة يتم على أساس الانتماءات السياسية.. أكثر منه على أساس المؤهلات و الكفاءة..
· أما عن القضاء، فتتحدث عن انعدام الفصل بين السلطة القضائية و السلطة التنفيذية.. و لذلك يتعرض القضاة للضغوط من قِبَل الأفرع الحكومية الأخرى.. و أن المحاكم السودانية يعوزها الكثير كي تطبق الأحكام بمهنية..
· و تقول منظمة Freedom House أن السياسة تهيمن على المحاكمات في السودان.. ما يحول دون أن ترقى المحاكمات لمستوى القياس العالمي..
· كنت كتبت مقالا بعنوان ( العدالة العاجزة) عن تجربة شخصية مع المحاكم امتدت لمدة أربعة سنوات..
· و تتحدث ( ويكيبيديا) عن أن نُظم الجمارك السودانية لا تطبق على الجميع.. و أن الشركات و الموظفين ذوي الصلة بالنظام الحاكم معفِيُّون من الجمارك في الغالب.. بالرغم من أنهم يتكسبون من السلع التي يستوردونها.. دون دفع أية تعريفة..
· و لم تنسَ ويكيبيديا المشتروات الحكومية.. حيث تتضارب المصالح في المشتروات فتمنح الشركات ذات العلاقة بالنظام ( الاسلامي) التعاقدات العامة دون اتباع الاجراءات المنصوص عليها في قانون المناقصات.. و بعد ذلك يتم منح تعاقدات ( من الباطن) لشركات تتبع للأحزاب التابعة للنظام، و بذلك يتم اقصاء الشركات الأخرى من الحصول على التعاقدات.. ما يؤدي إلى إفلاس العديد من الشركات غير ذات الصلة بالحكومة..
· و يتميز قطاع الأعمال في السودان بفساد متوطِّن نظراً لانعدام آليات تحَفِّز على الشفافية.. و قد أبانت منظماتٌ مختصةٌ بالشفافية الدولية لجميع المستثمرين أن بيئة الأعمال التجارية في السودان بيئة فيها مخاطر كبيرة..
· و جاء ترتيب السودان في المرتبة 135 من بين 183 دولة وفق مؤشرات انسياب الاعمال التجارية بسهولة و يسر Ease of doing business index .. و صنفت مؤسسة القياسات الدولية السودان كأصعب دولة يمكن القيام بالأعمال التجارية فيها...
· و مع ذلك تأتي 100 شركة سعودية للاستثمار في السودان.. فنتساءل:- ما الذي أغراها/ أغواها؟!
· أتمنى، جاداً، أن تستهدف الشركات السعودية من الاقدام على الاستثمار في السودان منفعة للسودان و منفعة للسعودية معاً.. تحت شعار:- الكل يكسب! Win- win game، و هو شعار لا يمكن تطبيقه سوى تحت أنظمة حكم راشد، ليس نظام البشير واحد منها..
|
|