راكوبة في الخريف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

راكوبة في الخريف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-20-2017, 03:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508510842&rn=0


Post: #1
Title: راكوبة في الخريف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-20-2017, 03:47 PM

02:47 PM October, 20 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان القيادي البارز في كيان الأنصار يتعرض لحصار عنيف.. بعض الحضور استنكر على الرجل حتى (الجلابية) الأنصارية بحجة أنه بات من أنصار الإنقاذ.. لكن الرجل قدم مرافعة تستحق أن توضع في( برواز) خلف المقعد الذي يجلس عليه أمين الحركة الإسلامية.. الأنصاري دون أن يطرف له بصر وصف الإنقاذ مثل راكوبة في خريف ماطر.. الراكوبة لا تشكر في الخريف لكنها تعتبر ملاذ مؤقت لكل مواطن سييء الحظ كانت أقداره أن يكون تحت الأمطار الغزيرة.
نشرت الزميلة (التيار) خبر تأجيل أو إلغاء مؤتمر الحركة الإسلامية الذي كان من المفترض أن يلتئم في نوفمبر القادم.. مصادر عزت التأجيل لتعثر في التمويل.. وأخرى رأته كاستحقاق للمرحلة الجديدة بعيد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية.. أغلب الظن أن أثرياء الحركة الإسلامية لن يعجزوا عن التمويل وهم في ظل السلطة.. إخوتهم في الشعبي وفي ظل مواجهة حامية عقدوا مؤتمراً جمع فأوعى.. لهذا لن يكون المال هو العائق.. على كل، تتعدد الأسباب والنتيجة أن الإسلاميين تحت المظلة الحكومية لن يجتمعوا قريباً..
منذ سنوات كنت استشعر أن هنالك مؤامرة تستهدف تقزيم الحركة الإسلامية.. كانت الحكومة دائماً تتخوف من ترابي جديد ينازعها الولاء.. بات ذلك واضحاً حينما تمت صناعة مقام سلطوي باسم هيئة القيادة لينازع الأمين المنتخب في ولايته.. ثم اتضح ذلك أكثر حينما كانت الحكومة تناصر كل والٍ يشق عصا طاعة الحركة الإسلامية في ولايته.. بل هنالك عناصر نافذة في الحزب الحاكم كانت تريد أن تجعل الحركة تعمل حصرياً في مقام التبشير.. رغم أن المنطق أن المؤتمر الوطني يمثل الجناح السياسي للحركة الإسلامية.. بمعنى أن الحركة تمثل الجمعية العمومية فيما الوطني مجرد اسم عمل في عالم السياسة.
في تقديري أن الإسلاميين سيرتكبون خطأ استراتيجياً إن ركبوا الموجة وسرحوا سفينتهم.. الحزب الحاكم وتحت ظلال السلطة المترعة بالنعيم جمع أطياف من الناس تنتظر المغانم.. لكن حينما يحتدم الوطيس وتتغير أحوال السلطان لن تجد من هؤلاء إلا قليل جداً.. ذلك من المهم جداً الاحتفاظ بأصل الشجرة إذا كان الإسلاميون يعتبرون أن حركتهم يجب إلا ترتبط بواقع الإنقاذ.. أين جماهير الاتحاد الاشتراكي؟.. ألم ينفض سامرها بمجرد سجل البساط الأحمر من تحت أقدام المشير نميري في مطار القاهرة.
بصراحة.. هنالك من يحاول تسريح الحركة الإسلامية بعد أن تحققت أحلامهم في الوصول إلى السلطة.. هؤلاء ينظرون الآن للحركة باعتبارها حملاً ثقيلاً يجب التخلص منه قبل الاندماج في المجتمع الدولي.. لكن على الإسلاميين ألا يسمحوا بذلك، ومن حسن الحظ أن بمقدورهم المقاومة والانتصار.

assayha