(مُخرجات) منطقية .. !! - - بقلم هيثم الفضل

(مُخرجات) منطقية .. !! - - بقلم هيثم الفضل


10-18-2017, 01:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508286490&rn=0


Post: #1
Title: (مُخرجات) منطقية .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 10-18-2017, 01:28 AM

00:28 AM October, 18 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

أخوتي الكرام فلنفترض جدلاً أن الفساد يمكن تقسيمه وتصنيفه ، وذلك حسب نوع المفسدة وإتجاهات المفسدين على مستواها الفكري والثقافي والإجتماعي ، هل يمكننا أن نفصل بين ما يحدث في دولة السودان الحالية من فساد إداري ومهني وفني مُتعلِّق بالدرجة الأولى بدائرة التعديات المستمرة والمتنامية والمتطورة على الملك العام للشعب والدولة ، فضلاً عن التعديات المباشرة على المال العام ، وبين ما يحدث من إنهيار وفساد أخلاقي طال المجتمع على مستوى قياداته السياسية والمهنية والإقتصادية ، فمن وجهة نظري الشخصية لا يمكن أبداً الفصل بين هذا وذاك ، لأن القاعدة الشرعية المتفق عليها هي (أن ما بُني على باطل فهو باطل) فبناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية والصدقات وغيرها من المندوبات لا يقبلها الله تعالى تقرُّباً إن كان أصلها حراماً وسُحتاً ، وكذلك إذا أصبح أثرى أثرياء دولتنا المبكي على عنفوانها وكبريائها وكرامتها هم موظفيها الأعلون فأعلموا يا سادتي أن أمر الفساد قد ساد وأصبح يُشكِّل حكومة الظِّل الذي لا يطرح إلا لهيب السراب ، ولأن كل مؤسسة لا بد أن تخرج من بين مكوِّناتها و فاعلاتها ما يسميه أهل الإدارة (بالمُخرجات) فإن مخرجات مؤسسة الفساد الإخطبوطي في السودان من الطبيعي أن تكون مُخرجاتها حالة الفقر العام الذي أصاب الأغلبية العُظمى من عامة الناس الذين لا علاقة لهم بصولجان السلطان ولم يتعوَّدوا أو يجيدوا مهارة التزلف المنفعي وإهدار الكرامة والقناعات من أجل التُمتع بزيف الدنيا الزائل ، ومن تلك المخرجات ذلك الهلع الذي ضرب بأطنابه في قلوب الناس فصاروا يتصارعون ويتنافسون في يفيد ولا يفيد وإنتشار الغش التجاري والتدليس والرشوة والتكاسل و التلكؤ عن أداء الحقوق والواجبات والجشع التجاري وإغتصاب الأطفال وتنامي تداول المخدرات وإنتشار الأوبئة والأمراض وعجز الناس عن التداوي والحصول على العلاج ، كل ذلك من المخرجات المنطقية لحالة الفساد المؤسسي الذي أصبح سيِّد الموقف في واقعنا الحالي ، ومن تلك المخرجات الواقعية أيضاً والتي لا مُبرِّر لإستغراب الناس فيها أن يتم توقيف أحد المنتمين إلى المؤسسة الدبلوماسية السودانية العريقة في قضية تتعلَّق بالسلوك الأخلاقي والآداب المجتمعية العامة التي لا يقع في مغبتها إلا المجرمين والمُنحرفين والمنتمين إلى قاع التحلُّل الأخلاقي في مجتمعاتهم ، هل نُردِّد في ذاك الإتجاه التساؤل المنطقي والحاذق لأديبنا الراحل الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء ؟) ، أيضاً من المخرجات الواقعية لحالة الفساد العام في دولتنا أن يتم القبض بالدليل القاطع على أحد الرموز الإقتصادية في بلادنا ليواجه إتهاماً بممارسة شذوذ جنسي من نوع جديد فحواه التمتع بفض عذرية القُصر من حرائر الفقراء والمعوذين من عامة الشرفاء في هذه البلاد ، نعم شرفاء رغم أنف الفقر والضياع والفساد وإنقطاع الأمل ، أقول للراحل المقيم الطيب صالح هؤلاء لم يأتوا من رحم هذه الأرض الطيبة المعطاء الحنون ، هؤلاء بُذروا في أرض أخرى ترابها الظلم وحرثها الفساد ، وماءها دماء الجوعى وآهات المتسولين والعطالى وآخرين سيُولدوا وبين أيديهم بعضاً من جراحات وطن طُعن مغدوراً بخنجر الفساد والإستعلاء.