سيادة الوزير.. يفتح الله..!! بقلم عبدالباقي الظافر

سيادة الوزير.. يفتح الله..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-13-2017, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507903874&rn=0


Post: #1
Title: سيادة الوزير.. يفتح الله..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-13-2017, 03:11 PM

02:11 PM October, 13 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


بدا السيد عرمان يخطب بحماس كبير وسط الغرفة المخصصة للمفاوضات بين الحكومة وخصومها في الحركة الشعبية .. من أجل إرباك الخصم، استدعى عرمان رقماً غير دقيق عن القرارات الصادرة من مجلس الأمن في الشأن السوداني.. لكن البروفسور إبراهيم غندور رئيس الجانب الحكومي وقتها استخدم ذات الأسلوب عبر نقطة نظام طالباً من المتحدث أن يتحرى الدقة أو يذكر القرارات .. الملاحظة جعلت عرمان يتصبب عرقاً ويتلطف في لغته.
في إحدى حلقات برنامج صالة تحرير الذي كنت أقدمه .. كان قيادي شاب في الحزب الحاكم يقدم أرقاماً دقيقة في مناظرته لأحد خصومه، وكان مجال النقاش وقتها عن الخدمات الصحية.. خاصية الاستعانة بالأرقام جعلت الشاب يتفوق في أدائه .. بعد نهاية الحلقة اعترف ذاك القيادي أنه شتل الأرقام شتلاً متقناً.. وبذات الهدوء طمأنني أنها ستكون اًرقاماً للقياس في مقبل الأيام .
من ذاك التاريخ بدأت أتعامل بحساسية مع الأرقام التي ترد على لسان السياسيين.. قبل أيام ذكرت إحدى الجهات المختصة أن ٤٠٪‏ من طلاب الجامعات مدخنون وأن نصف ذاك العدد طالبات مدخنات.. لكن سألت نفسي عن المبالغة في الأرقام التي تعني أن بين كل عشرة طلاب هنالك ستة يتعاطون السجائر.. بالطبع من الصعب إحصاء الطالبات في هذا الصدد.. لم أر في حياتي سيدة تدخن في الشارع العام دعك من طالبة في عقر الجامعة.. إذاً من أين أتت هذه الإحصاءات، وما هي أدوات القياس.. من قبل صدرت إحصائية مضللة تؤكد أن ثلث الزيجات في السودان تنتهي بالطلاق.
قبل أيام نشرت إحدى الصحف إن خسارة السودان من الحصار الأمريكي تبلغ نحو خمسمائة مليار دولار أمريكي ..الصحيفة نسبت الخبر إلى وزارة الخزانة الأمريكية.. حينما راجعت المصدر الأساسي لم أجد المعلومة على هذا النحو.. تفكيك الأرقام مهم للغاية.. موازنة السودان السنوية في حدود سبعة مليارات دولار ويمكن أن تصل إلى عشرة مليارات دولار في أيام الرخاء .. الناتج الإجمالي المحلي يترواح بين الخمسة وخمسين مليار دولار إلى تخوم الستين مليار دولار .. كل أموال السودان المجمدة في المصارف الأمريكية حوالي الثلاثين مليون دولار .. المساعدات الأمريكية المباشرة التي لم تصل السودان خلال عقدين من الزمان بسبب العقوبات أقل من خمسة مليارات دولار.. حينما ندعي أن الخسائر تبلغ نصف ترليون دولار هذا يعني أن أمريكا كانت تأخذ نصف ناتجنا القومي، وهذا بالطبع غير دقيق.
آخر الأرقام التي جعلتي أكتب هذا المقال تصريح لوزير الموارد البشرية.. الدكتور الصادق المهدي أكد أن شركات أجنبية تحصد من السوق السوداني ملياراً ومئتي مليون دولار سنوياً وترسلها إلى الخارج في مجال الصناعات الاسمنتية .. الصناعات المعنية هداكم الله لا تتجاوز طوب البلوك الذي ينشط فيه الأتراك .. بالطبع الشركات تعيد فقط جزءاً من الأرباح، وذلك لأن الجزء الآخر يتم به التوسع في ذات الصناعة التي تبيض ذهباً.. هل من المعقول أن يكون حجم الصناعة في طوب البلوك يوازي نصف ميزانية السودان.. لهذا حينما يقول ذات الوزير إن حجم العطالة في السودان في حدود مليوني فرد نقول له (يفتح الله.).. وزير الاستثمار قبل أيام بشرنا أن شركات أمريكية ستضخ عشرة مليارات دولار في بلدنا الحار صيفاً والجاف شتاء.. من أين جاءت الأرقام ..لا أحد يدري.
بصراحة.. هنالك استسهال رسمي في لغة الأرقام.. لا توجد مراكز متخصصة يمكن الاعتماد على أرقامها ..لهذا كانت المهمة سهلة لشركة روسية مغمورة خدعت كل المسؤولين وباعتهم الوهم باسم التعدين في كنز الذهب السوداني.



assayha