السودان في جوبا .. مشهد آخر! (1) بقلم محمد لطيف

السودان في جوبا .. مشهد آخر! (1) بقلم محمد لطيف


10-13-2017, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507900300&rn=0


Post: #1
Title: السودان في جوبا .. مشهد آخر! (1) بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 10-13-2017, 02:11 PM

01:11 PM October, 13 2017

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



وتبدأ القصة من مطار جوبا.. حين يقول لنا سائق السيارة التي تنقلنا إلى داخل المدينة.. يا سلام السودان كيف بالله..؟ السودان ما بلدنا.. ثم يضيف وقد قلل من سرعة السيارة متعمداً.. والله لو ما السودان دا كنّا متنا.. تتأخر إجاباتنا بعض الشيء.. ونحن نفكر في هذه الحفاوة غير الرسمية وغير المتوقعة.. ولكن.. تلك كانت مجرد إشارة لما يمكن أن يكون عليه التعامل في جوبا مع قادمين من السودان.. ذهبت أصلاً بدعوة من وزارة النفط في جنوب السودان.. رفقة مجموعة من الزملاء لحضور مؤتمر سموه مؤتمر الطاقة والبنى التحتية في جنوب السودان.. وأسميه مؤتمر الفرص المتاحة لأصدقاء الدولة الجديدة للإسهام في نهضتها.. وأنا تتنازعني الأفكار الآن.. بين الكتابة عن المؤتمر.. والكتابة عن جوبا الحقيقية التي أزورها لأول مرة بعد أن أصبحت عاصمة لدولة مستقلة.. وبين الكتابة عن كيف تنظر جوبا هذه للسودان.. ولأن ما رأيته كان غير ما سمعت تماماً.. فدعوني أبدأ لكم بالأخيرة هذه.. كيف تنظر جوبا إلى السودان.. ولو أنني قد بدأت هذا التحليل بإفادات السائق كتعبير شعبي عفوي.. فسأحملكم معي إلى داخل قاعة المؤتمر الذي بدأ أعماله صباح أمس وينتهي اليوم.. ويجد الناس قصته في غير هذا المكان.. لن أتحدث اليوم عن الاعتذارات المتتالية التي أحبطت جوبا كثيراً.. فهذا يوم للتفاؤل.. قاد وفد السودان المهندس صلاح وهبي مستشار وزير النفط وأحد خبراء النفط في السودان.. بحضور سفير السودان بجوبا السفير عادل إبراهيم وطاقمه الدبلوماسي.. فترك وزير البترول السفير إيزيكل جاتكوث مقعده ليجلس إلى جواره.. ثم كان الترحيب بالسودان متقدماً على كل الضيوف.. ورغم وجود وزراء أجانب ورؤساء شركات عالمية.. فقد كان ترتيب الحديث في المنصة قد وضع السودان تالياً لوزير بترول الجنوب مباشرة..!
فكانت كلمة المهندس صلاح وهبي عبارة عن محاضرة قيمة.. بل يمكن اعتبارها واحدة من أهم أوراق المؤتمر.. وكانت إشاراته الذكية محل ترحيب حار من المؤتمرين.. ثم وهو يضع خبرات السودان وقدراته تحت تصرف الجنوب حتى يستوي على سوقه بشارة تفاؤل واسعة استقبلها المؤتمرون عموماً وأهل جنوب السودان خصوصاً بترحاب بالغ.. وزير البترول الذي قدم عرضاً تفصيلياً عن موقف استثمارات النفط في جنوب السودان.. وقف كذلك على الاستثمارات المشتركة بين البلدين.. ثم وقف عند نقطة مهمة.. وحتى لا يتم تشويه نقلها.. فقد قال الوزير إنه وفي حال تحقق الاكتشافات الجديدة ودخول كميات إضافية من النفط، فإن خط الأنابيب الذي ينقل النفط عبر السودان والذي يواجه مشاكل تقنية لن يستوعب الكميات الإضافية.. مما يجعلنا نفكر في خيارات أخرى..!
وتظل حالة الترحيب بالسودان هذه ممتدة.. السيد نائب الرئيس جيمس واني إيغا.. وهو يغادر قاعة المؤتمر.. غيّر مساره كلية ليصافح الوفد الصحفي السوداني.. ويتجاذب معهم أطراف الحديث.. أما المواطن في الشارع.. وحيث ما كان.. فستلجم الدهشة لسانك.. وأنت تسمع بين الخطوة والأخرى.. إن هذه بلدكم.. مرحباً بكم.. أما الهدوء الذي تشهده مدينة جوبا وجل مناطق دولة جنوب السودان.. فيكفي أنه يدحض كل التقارير المفبركة.. والادعاءات الكذوبة التي دأب البعض على الترويج لها.. لحاجة في نفس… لا لمصلحة عامة يسعون لتحقيقها.. بالنسبة لنا.. رأينا رأي العين.. كيف أن المدينة تقضي أمسياتها بهدوء وطمأنينة.. صحيح ثمة إشكالات ما تزال تواجه توفر الخدمات.. وهي إشكالات يعترف بها المسؤولون.. ويسعون لتوفير هذه الخدمات..!
رغم التمثيل المشرف والكلمة القيمة التي قدمها مستشار وزير النفط.. يمكن القول إن أبرز الغائبين.. لا عن قاعة المؤتمر.. بل عن الجنوب عموماً.. هو السودان.. غاب وزراؤه عن القاعة.. وغاب مستثمروه عن الاقتصاد هنا.. وغاب عموماً عن المشهد العام.. غداً.. أو بعد غدٍ.. نحكي لكم عن قصص أبرز الغائبين من الخرطوم.


alyoumaltali