لا تفرحوا كثيراً برفع الحظر.. فالاستبداد و التمكين للفساد باقيان؟! بقلم عثمان محمد حسن

لا تفرحوا كثيراً برفع الحظر.. فالاستبداد و التمكين للفساد باقيان؟! بقلم عثمان محمد حسن


10-12-2017, 02:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507813641&rn=0


Post: #1
Title: لا تفرحوا كثيراً برفع الحظر.. فالاستبداد و التمكين للفساد باقيان؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 10-12-2017, 02:07 PM

01:07 PM October, 12 2017

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر









· الشعب احتفى برفع الحصار احتفاءً غير مكتمل الأركان.. لم تكن
الثقة كاملة في ( خيراً) يأتي بعد رفع الحظر.. فاللصوص و قطَّاع طرق
تنمية السودان لا يزالون ممسكين بمقاليد الأمور.. و لا ينفكون يتربصون
بخيرات السودان للمزيد من النهب و تهريب الأموال إلى الخارج.. و تدبير
أمورهم في صفقات مشبوهة بالداخل..

· لا تفرحوا كثيراً.. دعوا اللصوص الملاعين يتعانقون فرحين
مستبشرين.. يهنئون بعضهم بعضاً.. و يكمنون لخيرات البلد في خبث.. فبعضهم
يطمع في الصعود مرقاتين.. مرقاتين على سلالم النهب الجديدة.. و بعضٌ يطمع
في الصعود ( بالأسانسير) الأمريكي لتعظيم المنهوب..

· و البُغض يمور في قلوب من أبعدوا عن ساحةٍ التنفيذ التي اكتظت
بلصوصٍ جدد جيئ بهم دستوريين، من غير دستور، إما تأليفاً لجيوبهم أو سداً
لخانات اللصوص المبعدين من ساحات النهب و التدمير، و قد كبر حجم
الدستوريين و اتسعت مساحات الفساد و أساليبه.. فالفساد يجدد شبابه بدماء
جديدة على الدوام..!

· و المبعدون يبطنون أحقاداً دفينة للمقيمين في ( وكر) النظام.. و
الضحكة الصفراء تغطي المجال حين يلتقونهم.. لكن الجميع، المبعدون و
المقيمون، يتكتلون كالبنيان المرصوص متى أحسوا بالخطر مقبلاً على ما
نهبوه.. و تسمعهم، حينها، يعلنون أن ْ:- ( نحن في الشدة بأس يتجلى)!

· أيها الناس، افرحوا برفع الحصار، لكن لا تفرحوا كثيراً..

· قبل انفصال الجنوب، شاهدت أحد المبعدين يعمل سمساراً ( كبيراً)
للأراضي.. لم أصدق.. و لم يصدق قريبي الذي كان معي.. و كان قريبي ذاك
يريد الحصول على أرض زراعية في الخرطوم لوالده الملياردير بجوبا.. لم
نصدق ما رأينا.. لكن تأكد لنا أن الرجل صار سمساراً ( كبيراً) فعلاً..

· دنيا!

· ما أكثر اللصوص و المرتشين في وزارة الزراعة الولائية!.. و ما
أكثرهم في كل الوزرات و الهيئات و المؤسسات! و كم من مستثمرين محليين (
جاهزين) طردهم الفساد بعيداً عن الاستثمار في الزراعة للاستثمار في
قطاعات أخرى أو الهروب للاستثمار خارج السودان!

· الفساد يمشي ( من غير هدوم) في طرقات المدن و الأرياف: سيارات
مظللة و كروش متخمة و مبانٍ تناطح السحاب.. و الصحافة السودانية (
الحرة)، إليكترونية و ورقية، تتحدث عن الفساد و تطالب باجتثاثه و محاكمة
مرتكبيه.. ووسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عنه.. و الشارع العام يتداول
النكات حوله.. و مؤخراً بدأ الاعلام المدجن يتحدث عنه، و في استحياء
يطالب باجتثاثه و لا يطالب بمساءلة مرتكبيه و هو يعرفهم بالإسم.. و
الشارع العام يعرفهم بالإسم.. و يعرف ما نهبوه بالإسم!

· إن نتانة الفساد تزكم أنفك كلما دخلتَ مكتباً، أي مكتب، للحصول
على خدمة ما.. و لن تحصل على الخدمة ما لم يتكلم ( الكاش) إنابة عنك و
المسألة ( خربانة من كبارا)..

· فشل منهج ( خلوها مستورة)فشلاً مبيناً.. لم يستر عفونة فساد
النظام، لأن نتانة الفساد المهول أشد نفاذاً إلى الأنوف من نتانة جيفة
حيوان ملقاة تحت ظل ( الشجرة الخبيثة) تحت رحمة الحشرات القمامة.. و طنين
الذباب يصم الآذان.. و النمل..! النمل! ما أكثر النمل في سودان (
الانقاذ).. و ما أكثر خشاش الأرض حول مائدة السحت يقيمها النظام للأوغاد
من جماعته و المنافقين..

· أسَّرّ البشير لأحد ملازميه أنه سوف ( ينضف) البلد و يسلمها نظيفة
لمن يأتي بعده! و لا أدري إن كان البشير جاداً- ربما يكون كذلك، لكن من
أين يبدأ البشير ( النضافة) يا ناس.. من أين يبدأ..؟ هل يبدأ من بيتٍ
تنطلق نتانة الفساد منه فتغطي ميادين أحياء العاصمة، و تطال ميدان (
البحيرة) في أم درمان.. و المنتزهات و أفخم سوبرماركت في البلد.. و لا
تترك للمصانع و المزارع حيزاً لممارسة العمل دون مشاركة ( الاخوة
الأمراء).. و حتى عطاءات الجيش دخلتها العفونة مع ( الدرجو العباس)..

· أيها الناس، لقد تم رفع الحظر الاقتصادي.. و أنتم تنتظرون أن يفعل
البشير شيئاً يخرِج البلاد من طاحونة الفساد و التضخم و الكساد.. و سوف
يطول انتظاركم.. ما لم تفعلوا شيئاً..

· أعطوا البشير خارطة طريق لاجتثاث الفساد الذي أهلك زرعكم و ضرعكم
و شرد أبناءكم في أركان الدنيا الأربعة.. ارشدوه إلى من أين يبدأ الحرب
الضارية على الفساد و المفسدين، و ارفقوا مع الخارطة إرادة سياسية قوية
يفتقر إليها البشير بشدة.. ثم حددوا له نقطة بداية ( النضافة) انطلاقاً
من البيت.. و قولوا له كيف يبدأها؟ و قولوا له متى يبدأها؟

· لن يجرؤ البشير على الاقدام على محاربة الفساد عن طواعية، فنظامه
موغل في الفساد حتى النخاع.. و اجتثاث الفساد يمثل انتحاراً محال أن يقع
فيه أناس يحبون الحياة و المال و الرقص حباً جماً.. و يحلمون بنعيم
الآخرة عقب كل حجة يؤدونها كل عام بأموال السحت، و هم مطمئنون أنهم سوف
يكافَؤون بوضعهم موضع الشخصيات عظيمة الشأن VIP بالقرب من قائمة العشرة
المبشرين بالجنة.".. و في يقينهم أن ( ثلة من الأولين و قليل من الآخرين)
في سورة ياسين لا تشير إلى سواهم..

· و مع ذلك، لن يستطيع البشير اجتثاث فساد تجذر في قلوب قواعده.. و
كفله برعايته منذ رفع راية ( التمكين) الذي خنق البلاد و شرد الكفاءات -
شيوخاً و شيخات و شباباً و شابات- و جفف منابع الابداع والابتكار.. فهرب
الخبراء و العلماء من كل التخصصات.. و توقفت المصانع..

· يبدو أن من يأتون البشير بالأخبار لا يأتونه بالخبر اليقين و لا
هو يعلم ما سبَّبه ( التمكين) اللعين من تخريب و دمار للبلاد و العباد..
و لم يقولوا له أن الفساد صار هو القاعدة و أصبحت الأمانة تثير العجب
العجاب بين الناس..

· إن اجتثاث الفساد يحتاج إلى إرادة حديدية لا تتوافر لدى المشير..
و لن يأتي بها رفع الحظر الاقتصادي الذي فرحنا به، لكن لن نفرح كثيراً..
طالما الاستبداد و التمكين للفساد يهيمنان على نظام البشير إلى ما شاء
الله..!

· أيها الناس، لا تفرحوا كثيراً برفع الحصار، و استنبطوا وسائل أخرى
لاجتثاث الاستبداد و الفساد، كي تفرحوا كثيراً..!