هل تقرير المصير هو الحل الأمثل والوحيد الذي يجب إعتماده؟ بقلم مبارك أردول

هل تقرير المصير هو الحل الأمثل والوحيد الذي يجب إعتماده؟ بقلم مبارك أردول


10-10-2017, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507650129&rn=0


Post: #1
Title: هل تقرير المصير هو الحل الأمثل والوحيد الذي يجب إعتماده؟ بقلم مبارك أردول
Author: مبارك عبدالرحمن أردول
Date: 10-10-2017, 04:42 PM

03:42 PM October, 10 2017

سودانيز اون لاين
مبارك عبدالرحمن أردول-
مكتبتى
رابط مختصر



لقد إطلعت على بيان صادر بالأمس نصه إن المؤتمرين في مؤتمر للحركة الشعبية لتحرير السودان بجبال النوبة قد ضمنوا حق تقرير المصير كحل نهائي لمعالجة المشكلة السياسية التي تعاني منها المنطقة.
ولكن مهما كتبت من بيانات كانت تحمل نصوص بأن المؤتمرين خرجوا بإعتماد حق تقرير المصير كحل نهائي للمشكلة في جبال النوبة الا أن موقفنا سيظل ثابت دون تغيير تجاهه، فتقرير المصير والانفصال وتأسيس دولة جديدة ليس هو الغاية والجنة التي يجب أن تلهف قلوبنا نحو تحقيقها! وليس هو الحل الوحيد العادل لتلبية طموحات وتطلعات شعبنا في جبال النوبة او جنوب كردفان.
فاذا تركنا كل التعقيدات الاثنية والاجرائية حوله وتجاوزنا واقع المنطقة وذهبنا لمناقشته كآلية يعتقد البعض عدالتها لحسم الصراع، نجدها أنها تحمل مشاكل كبيرة يتغاضى عن مناقشتها من يروجون لها حاليا.
فمثلا إذا نظرنا للوراء في خلفية تاريخية سريعة نجد انه منذ أن برز الحديث عن تقرير المصير في السياسة الدولية وضمن في أضابير الأمم المتحدة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية أي بعد إنهيار منظمة عصبة الأمم بعد أن إنسحبت أمريكا منها، وبغض النظر عن الجدال حول أسباب تضمينه (لتفكيك الاتحاد السوفيتي أو لوقف وإنحسار التمدد الاوروبي في إفريقيا أو من أجل مصلحة الشعوب وجملت بعبارات الديمقراطية كزينة دائمة للسياسات الامريكية الخارجية)، وكذلك بعد تطبيقه او ممارسته في المستعمرات الإفريقية وغيرها، ونتج عن ذلك نيلها للاستقلال أو الانفصال وتأسيس دول جديدة، نجده خاصة في افريقيا لم تقود تلك الممارسات نحو تحقيق طموحات وأشواق الجماهير المناضلة والتي كانت ترى بأن مجرد الاستقلال يعني انتفاء الممارسات السابقة التي سبقت حقبة ممارسة حق تقرير المصير والانفصال، ولكن التجربة أثبتت أن تلك الشعوب أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن استقلوا وانفصلوا، لم يحنوا للمستعمر ولكن لان أغلب الدول الوليدة التي ولدت بعد نضال وتضحيات ومعاناة أصبحت ملكية خاصة للنخب والقادة الذين قادوا تلك الشعوب وناضلوا معهم لممارسة تلك الحقوق، بل كانوا صوروا لهم أن الحل يكمن في مجرد الاستقلال والانفصال، وأن المشكلة تكمن فى المستعمر فقط، ذهبت الشعوب خلف الأشواق المحاطة بالثقة المفرطة، ولم يتمهلوا لمناقشة شكل الدول التي يريدونها كشرط سابق قبل تنفيذه، وكيف يمكن لهم ان يجعلوا ذلك ملبيا لتطلعات العدالة والمساواة والحرية والمواطنة المتساوية، ويمنعوا كافة الاسباب التي سوف تجعل الجديد قادما بنفس صفات القديم، وثقوا في قاداتهم ولم يتخيلوا أن يكون فيهم الفاسد والمستبد والدكتاتور، إنخدعوا خلف الشعارات فقط دون إيجاد آليات لتحويلها لواقع.
لكن قادة الثورة والتحرير بعد التحرير حولوا حياة شعوبهم لجحيم أشد إيلاما من سلطات الاستعمار نفسها، أصبحت الدولة حظوة في يد صفوة وأقارب القادة فقط، ظلت الممارسات القديمة في محلها فقط إستبدلت الأشكال او الاشخاص، فالمستعمر الأجنبي القديم ذهب وترك الاستعمار بوسائله وآلياته نفسها لمستعمر جديد وطني، بل عاد نفس القادة وتحالفوا مع مستعمريهم سابقا بشكل جديد، أصبحت تلك الدول في حاجة لتحرير من قادة التحرير أنفسهم.
هذا لا يعني تأييدنا للمستعمر (الاجنبي او الوطني) ولممارساتهم ولكننا نرى أن طرح وإعتماد تقرير المصير كحل نهائي ووحيد دون معالجة الأسباب الحقيقية والموضوعية التي قادت تلك الشعوب للنضال لهو ترحيل للمشاكل فقط والتي ستنتج الفشل والحسرة والندم لاحقا.
فالنضال ليس من أجل إيجاد دولة جديدة فقط دون شرط (شيك على بياض)، ولو كان كذلك فالدولة موجودة حاليا لما نسعى الي الحصول الي شي موجود، ولكن النضال لأن الدولة الموجودة حاليا لا تعبر عننا فهي دولة عنصرية دولة صفوة وحظوة صغيرة، دولة حرب وفقر وإستغلال وإستبداد وظلم، دولة فاسدة وفاشلة! ليست في نفسها ولكن في ممارسات حكامها وطنيين كانوا أو مستعمرين، والنضال والتضحيات من أجل إعادة توزيع السلطة والثروة والموارد بعدالة وتحويل الفشل لنجاح والاستغلال الي استقلال والاستبداد لحريات والفساد الي شفافية ومحاسبة ومسؤولية والفقر الي رخاء والحرب الي سلام واستقرار والعنصرية الي مواطنة متساوية، هذه هي القيم التي كان وسيظل النضال من أجلها، ولو يتعقد البعض أن النضال من أجل ميلاد دولة جديدة نتسأل عن ماهو الضمان من أننا سوف نقوم بتأسيس نفس الدولة التي ناضلنا ضدها وسننتج دولة تحمل نفس جيناتها؟ هل تريدوننا أن ننقاد معصوبي العينين للإستقلال ونكتشف لاحقا إن الأمس مثل اليوم! وإستبدالنا السيد بسيد آخر، وبعد ذلك هل سنرضى بسيادتهم لا ننا أوجدناهم بأنفسنا وبمحض إرادتنا؟ أم سنناضل مرة أخرى من أجل القيم أعلاه أو لتقسيم المقسم إن جاز التعبير؟
والتجارب أعزائي كثيرة من حولنا والظلم والإستبداد ليس له لون، فلننظر للدول التي جاءت بعد نضال مسلح مثل إرتريا وجنوب السودان من حولنا ونقول (العاقل من إتعظ بغيره)، يجب علينا مناقشة الأسباب الجوهرية التي جعلت تلك الدول تنزلق إلى إعادة تدوير وممارسة نفس الصفات السيئة أعلاه ضد شعوبها.
نحن لا نريد أن نكون ( فيران معامل ) جدد تجرب فينا المشاريع السياسية الفاشلة منها دون حتى إفراد جوء مناقشة حرة وديمقراطية لبحث أسباب فشلها.
واخيرا تظل دولة العدالة والحرية والديمقراطية والمواطنة والفرص المتساوية والمتكافئة هي الهدف والمطلب والغاية، ولأجل ذلك سنناضل وسنعمل مع كل الحريصين من أجل إيجادها، فدولة الخرطوم (ماعاجبانا) وخيار تقرير المصير ليس خيارنا.
مبارك أردول
10 أكتوبر 2017م

Post: #2
Title: Re: هل تقرير المصير هو الحل الأمثل والوحيد ال�
Author: Talb Tyeer
Date: 10-10-2017, 08:14 PM
Parent: #1

تقرير المصير قد يكون هو الحل الأوحد يا اردول لأنه ليس هناك خيارات أخرى....فالسودان دولة عروبية اسلامية التوجه وهذا يعني بأنها دولة لا تؤمن بالتنوع....وشعب النوبة لا يمكن أن يكون جزاء من دولة تفتي بالجهاد ضده لقتله وسبي نسائه وأخذ أمواله واحتلال أرضه..فتوى من العام 1992م مازالت سارية المفعول ضد النوبة ولا أحد من الاحزاب السياسية السودانية يقول حولها شيئا وحتى الحزب الشيوعي وكل الأحزاب اليسارية لم نسمع لها صوتا في ذلك حتى من هم يدعون بأنهم ديمقراطي التوجه من امثال الدكتور حيدر ابراهيم الذي تناول في القاهرة في منتدى له الفتاوى في السودان ولكنه لم يتطرق لهذه الفتوى الخطيرة والتي يستخدمها المؤتمر الوطني في تحريك متحركاته في جبال النوبة لقتال النوبة الكفار وكل تلك المتحركات المستهدف بها النوبة حتى شعاراتها كلها ضد النوبة مما يعطي مؤشرا قويا بأن المستهدفون هم النوبة وليس غيرهم. فأكيد النوبة ليس لهم خيار آخر لوجودهم داخل مثل هذه الدولة التي تفتي بقتلهم...دولة في صراع دائم مع نفسها. أكيد النوبة ليس لهم خيار آخر بأن يكونوا داخل هذه الدولة إلا أن يقرروا مصيرهم وأعتقد بأنه سيكون هو الخيار الأوحد لأنه ليس هناك بديل آخر إلا واعطنا اياه.....

Post: #3
Title: Re: هل تقرير المصير هو الحل الأمثل والوحيد ال�
Author: nour tawir
Date: 10-11-2017, 00:30 AM
Parent: #2


فتوى من العام 1992م مازالت سارية المفعول...
....

و فتوى أخرى فى عام 2012 لتأكيد الفتوى الآولى..
و التى بموجبها دّكت قرى بكاملها حتى اصبحت القرى التى أختفت من جبال النوبة..
40 (أربعين ) قرية.. بسكانها و مواشيها ومبانيها..الخ
قضية جبال النوبة مع حكومات الشمال يجب أن يتم فيها فصلا نهائيا...
لا يقبل أى نوع من التنازل أو المهادنة أو المجاملة..
فحكومات الشمال لم تترك لنا أى أمل نتمسك به..
ثم أن السؤال الذى يفرض نفسه بالحاح فى حالتنا نحن..
لماذ نقبل كل هذا البطش ؟!