نهاية الشوط الأول..!! بقلم عبدالباقي الظافر

نهاية الشوط الأول..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-07-2017, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507388081&rn=0


Post: #1
Title: نهاية الشوط الأول..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-07-2017, 03:54 PM

02:54 PM October, 07 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان المسؤول السوداني الرفيع يتصبب عرقاً وهو يقترب من رجل الجوازات في ذاك المطار الغربي ..أن تكون سودانياً في تلك اللحظة فهذا يقتضي معاملة مختلفة ومشددة كونك تنتمي لدولة مدرجة في القوائم الأمريكية لرعاية الإرهاب.. لكن أن تكون بحوزتك ستين ألف دولار نقداً فتلك قصة قد تطول.. بداية الحكاية أن السودان فشل في تسديد مبلغ اشتراكه في إحدى المنظومات الدولية عبر التحويلات المصرفية .. الخيار كان حمل المبلغ نقداً وأخذ التحوطات اللازمة من إعلان مسبق مصحوب بالمطالبات ومسنود بالتبريرات.. في أوقات أخرى كانت البعثة الدبلوماسية في نيويورك عاجزة عن فتح حساب مصرفي لأن بلدنا يقع تحت العقوبات الأمريكية القاسية.
مساء أمس انتهى ذاك الفصل الحزين على السودانيين .. أعلنت الإدارة الأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية التي استمرت نحو عشرين عاماً.. الإعلان الأمريكي أقر بأن هنالك تحسناً في مجال حقوق الإنسان في السودان عموماً، وفي دارفور على وجه خاص.. كما أقرت إدارة ترامب بالتعاون الوثيق في محاربة الإرهاب.. الإشارة لحقوق الإنسان تكتسب أهمية كونها لم تكن من ضمن المسارات الخمسة المتفق عليها أثناء الحوار المنهك بين الجانبين.. كما أن هذا الملف تحديداً هو أكبر نقطة ضعف في هيكل حكومتنا وتاريخها الطويل في التعامل مع شعبنا.
ليس من اللائق أن نحول يوم الفرح لمناسبة عزاء.. لكن من الضروري أن ننوه أن الخبر السار رافقته أخبار ليست على ذات السياق.. قبل يوم واحد تم إدراج اسم السودان في قائمة الدول المتقاعسة في مجال الاتجار بالبشر .. القائمة صادرة من وزارة الخارجية الأمريكية .. كما أدرجت الأمم المتحدة التحالف العربي في اليمن الذي يشكل السودان لحمته وسداه، في قائمة أخرى تحمل عنوان انتهاكات حقوق الأطفال أثناء الحرب.. على حكومتنا أن تهتم بالأمر لأنه يشير بشكل كبير لصورة السودان في الذهنية الغربية.
لابد من الإشارة إلى أن هنالك شوطاً آخر يقتضي اللعب بذات الروح والتجانس .. مازال اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.. القائمة التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية تتم مناقشتها مراراً داخل أروقة الكونغرس الأمريكي .. كما أن هنالك قوانين أخرى أصدرها الكونغرس مثل سلام السودان.. وقوائم حظر شركات ورجال أعمال سودانيين.. كل تلك ملفات شائكة تقتضي التعامل الجاد وبحذر .. القضايا المطروحة أو التي تجد رواجاً بين بين نواب غرفتي الكونغرس تعتبر أكثر تعقيداً.. هنالك تنشط مجموعات الضغط في إعادة رسم الملعب بمواصفات داخلية تتعلق بالانتخابات والرأي العام.
في تقديري أن الإفراط في التفاؤل مضر للغاية.. لن تنتهي كل مشكلاتنا الاقتصادية بمجرد رفع العقوبات الأمريكية.. قبل سنوات ارتفعت حظوظنا الاقتصادية بعيد ضخ البترول ووقف الحرب الأهلية في السودان.. حدث ذاك الانفراج والعقوبات الأمريكية حاضرة.. تمكن السودان من جذب استثمارات أجنبية كبيرة في ظروف الحصار .. حدث ذلك ببساطة بسبب ارتفاع إنتاج السودان من النفط في وقت كانت فيه أسعار الذهب الأسود جيدة.. لهذا المطلوب الآن حث الشعب للتوجه نحو الإنتاج.. كما على الحكومة أن تشد أحزمة التقشف وتضرب القدوة الحسنة.
بصراحة.. رفع العقوبات الأمريكية يجعل اقتصادنا وبلدنا في الاتجاه الصحيح للانطلاق.. الخطوة الأمريكية أكدت ان التفاهم مع الغرب ليس صعباً ..الحقيقة أننا دفعنا ثمناً سياسياً لهذه الصفقة الرابحة ..لكن المطلوب الاستعداد لتغيير كبير يجعلنا في المكان الصحيح، وبعيداً عن الدول سيئة السمعة.



assayha