هل تعتذر الشرطة للكاتبة سهير بعد حملة الكلاب البوليسية؟! بقلم كمال الهِدي

هل تعتذر الشرطة للكاتبة سهير بعد حملة الكلاب البوليسية؟! بقلم كمال الهِدي


10-04-2017, 03:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507126646&rn=0


Post: #1
Title: هل تعتذر الشرطة للكاتبة سهير بعد حملة الكلاب البوليسية؟! بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-04-2017, 03:17 PM

02:17 PM October, 04 2017

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات





[email protected]

· ألا يتفق معي مسئولو الشرطة بأن حملتهم الضارية على مرتادي شارع النيل وبائعات الشاي بحثاً عن المخدرات بكلابهم البوليسية يعتبر اعترافاً ضمنياً، إن لم يكن صريحاً بأن الكاتبة سهير كانت على حق؟!
· فقدفافالفالشرطة التي ترى أن مقالاً للكاتبة سهير عبد الرحيم قد أساء لسمعتها لاستخدامها فيه عبارة " شرطة السفنجات"، تعترف ضمنياً بتقصيرها الشديد حين تقوم بمثل هذه الحملات متأخراً جداً للبحث عن مروجي المخدرات في شارع النيل.
· هذا طبعاً إن سلمنا بأن الشرطة أصلاً محقة في هذه الحملات، وهو ما سأعرج عليه في هذا المقال لاحقاً بالتفصيل.
· لكن من وجهة نظر الشرطة نفسها وطالما أنها ترى أن هذه هي الطريقة المثلى لمحاربة المخدرات، ألا يحق لنا أن نسألهم: هل بدأ تداول المخدرات في شارع النيل منذ يومين أو أسبوع أو شهر فقط، حتى توجه كلابها لهذا الشارع بهذه الشراسة فجأة؟!
· بالطبع لا.
· فالناس يتكلمون عن انتشار المخدرات في هذا المكان منذ زمن طويل، فأين كانت الشرطة طوال هذه الفترة؟!
· ألم تكتب سهير نفسها عن بعض الظواهر السالبة في شارع النيل قبل سنوات من الآن؟
· فأين كان رد فعل الشرطة طوال تلك السنوات؟!
· مما تقدم أقول لو أن الشرطة تعنى فعلاً بشعارها " الشرطة في خدمة الشعب" فالأولى بها وبمسئوليها أن يعتذروا لسهير ويطالبوا القاضي الذي حكم ضدها بالتراجع عن قراره وإعادة المبلغ الذي فُرض عليها كغرامة.
· وعليهم أن يساهموا عبر نفس الأدوات التي أدت لإيقاف زاوية الكاتبة إلى عودتها مجدداً.
· هذا هو المنطق السليم الذي أفهمه.
· أما أن تثور الشرطة وتهيج فجأة وتعلن عن حملات لمحاربة ما يفتك بشبابنا منذ سنوات ( مع مسك العصا من النصف) رغم دعوات الكثيرين – ومنهم سهير- التي استمرت طويلاً لمحاربة انتشار هذه السموم القاتلة، وفي ذات الوقت يبقى وضع سهير على ما هو عليه فهذا والله الظلم بعينه والفهم المقلوب يمشي على رجلين.
· والآن نأتي على طريقة محاربة الشرطة للمخدرات التي تبدو في غاية الغرابة.
· فالشرطة تسمع وترى وتتابع دخول حاويات كاملة محملة بهذه المواد السامة، لكنها تغض الطرف عن ذلك.
· وبعض أن تصل المواد المخدرة ويتم تداولها بمختلف أنحاء البلاد تركز على أماكن محددة بسبب شهرتها وتسليط الأضواء عليها لتوهمنا بأنها ( أعني الشرطة) تحارب المخدرات!
· أي منطق هذا بالله عليكم!
· كثيراً ما أثير أمر الحاويات المحملة بالحبوب المخدرة بأنواعها المختلفة، لكننا لم نسمع بوصول أي من هذه القضايا إلى نهاياتها المأمولة.
· لم تقبض الشرطة في يوم على شخص أو أشخاص بعينهم وتقدمهم للقضاء كمسئولين مسئولية مباشرة عن تهريب المخدرات إلى البلاد، رغم أننا نتحدث عن حاويات كاملة وليس حبة أو حبتين تذوبان في كوب شاي أو قهوة.
· فكيف يستقيم عقلاً أن يترك الجناة الحقيقيين ليستمروا في تجارتهم المحرمة وفي ذات الوقت تُحارب بائعة شاي على بيع ما جلبه الأشرار الكبار!
· تحدث بعض من يحاولون دائماً التملص من أصل المشاكل طاعنين في نتائجها عن تقصير العائلات في حماية أبنائها وعدم متابعتهم كأسباب تساهم في تعاطي هؤلاء الشباب للمخدرات، لكن يتجاهل هؤلاء عن عمد مجرد الإشارة للأسباب التي جعلت بلدنا مرتعاً لكل سيء.
· ويغضون الطرف عن أن حامي الحمى لا يقوم بواجبه، لذلك كثرت الحبوب والمواد المخدرة وصارت متداولة في الكثير من الأماكن التي ما كان من الممكن أن تتخيل وجودها فيها في هذا السودان قبل عقود من الآن.
· فالجامعات مثلاً ظلت على الدوام تحظى بقدسية ولم يكن بين طلابنا مدمني أو مروجي مخدرات قبل أن يهجم علينا الغول ليسرح ويمرح في مثل هذه الصروح التعليمية ويحولها لأماكن للفوضى والقتل وترويج المخدرات.
· فمن المسئول عن هذه! هل هن بائعات الشاي أيضاً؟!
· ولماذا تدخل المخدرات للجامعات السودانية بهذه السهولة، فيما تقوم الدنيا ولا تقعد لو أن طالباً وزع منشوراً يناهض الحكومة ويبدأ الهجوم عليه بالأسلحة البيضاء ليتم الفتك به في النهاية!
· أفيقوا يا رجال شرطتنا وتذكروا ذلك اليوم الموعود الذي لن ينفعكم فيه مال ولا بنون ولا ثروة ولن تكون لكم فيه سلطة ولا نفوذ.