Post: #1
Title: كرسي السيد !!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-04-2017, 02:11 PM
01:11 PM October, 04 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*اسمه سيد صالح عثمان خيري.. *ويناديه الناس في البلدة اختصاراً بـ(السيد).. *وسبب التسمية - ذات التعريف بالألف واللام - هو الكرسي.. *فهو قد اشتهر بكرسي يجلس عليه أمام منزله سنين عددا.. *ثم يطلق الأوامر من على كرسيه هذا وكأنه الحاكم.. *لا أحد يعلم كم عدد السنوات هذه بالضبط.. *فالذين بلغوا العشرين من العمر قالوا إن وعيهم تفتح على أشياء ثلاثة : *لوري رضوان، ودكان نصري ، وكرسي السيد.. *ثم يقسمون أن الكرسي هو ذاته كما شاهدوه أول مرة.. *وجزم حاج بكري النجار بأنه لم يجر صيانة عليه أبداً.. *فهو كما هو- الكرسي- مذ بدأ يمارس النجارة قبل عشرين عاماً.. *ونال الكرسي شهرة أخرى حين سُمي شارع (تحت) باسمه.. *أي باسم الشارع الذي يمر أمام منزل صاحبه سيد.. *وقال كبار السن إن سيد كان يحمل كرسيّه معه أينما ذهب ممارساً هوايته.. *هواية إعطاء الأوامر للناس بفعل هذا أوترك ذاك.. *حتى المقابر كان يصلها كرسي السيد هذا عند حدوث وفاة.. *ثم لا يكف السيد عن الصراخ إلا إذا انصاع الناس لأوامره.. *أما الآن فإن الأوامر أضحت (مركزية) جراء عامل السن.. *وقيل إنه يستشعر سعادة عظيمة حين يرى أوامره يُلتزم بها.. *أما إن تجاهلها الناس فإنه قد يغضب لحد سقوطه من الكرسي.. *وللسبب هذا كان الحرص - سيما من جانب الشباب - على عدم إغضابه.. *وقد شخَّص ناظر المدرسة - أستاذ بلال - حالة سيد هذه بأنها (مرضية).. *قال إنه نزوع غير طبيعي نحو الزعامة يتمثل في رمزية الكرسي.. *وذكر دليلاً على ذلك تمني سيد في (جلسة دكاي) أن لو كان هو العمدة.. *ثم حدث شيء عجيب ليلة عرس ابن حسن فكري وقد كان جاراً لسيد.. *شيء لم يعهده الناس في الكرسي - من قبل - وقد ظل صامداً لنحو ثلاثين عاماً.. *فقد أعطى أوامره للمطرب الشاب بأن يغني أغنية لم يعد يذكرها إلا كبار السن.. *أغنية ماتت بموت صاحبها وقد كان يمدح فيها (سيد الكرسي).. *مدحه بها حين جاد عليه سيد بأوراق نقدية اندثرت هي نفسها.. *وكان ذلك عندما أنقذه ذات ليلة من براثن كلب بتول الشرس.. *فأعتذر مطرب الحفل بأنه غير مستحضر لكلمات الأغنية المطلوبة.. *وانشغل الناس عن ثورة سيد بـ(ثورة) الكرسي من تحته.. *فهي المرة الأولي التي (يئن) فيها قبل أن يتحطم.. *ويخر سيده- سيد- (ميتاً !!!).
assayha
|
|