حدث مؤلم جدآ في ذاكرة التاريخ بقلم محمد كاس

حدث مؤلم جدآ في ذاكرة التاريخ بقلم محمد كاس


10-02-2017, 03:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506954471&rn=0


Post: #1
Title: حدث مؤلم جدآ في ذاكرة التاريخ بقلم محمد كاس
Author: محمد كاس
Date: 10-02-2017, 03:27 PM

02:27 PM October, 02 2017

سودانيز اون لاين
محمد كاس-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




يراودني حدث مؤلم جدا وقع على احدى ضحايا الابادة الجماعية في دارفور وذلك الحدث المزكور ادناه بتاريخ 17/1/2004. في منطقة اسمها (تَقجَو) تتبع لولاية جنوب دارفور وريفي محلية كاس في الجزء الشمالي للمحلية والتي تقع بين هضبتين (جبل ابصلعة و جبل أولي) اللتان تتبعان لسلاسل جبل مرة من الناحية الجنوبية فهذه المنطقة تمتاز بصفات مميزة من ناحية الطبيعية والتركيبة الايكلوجية بالمنطقة فبعض اصدقائي وزملائي الذين يقطنون في المناطق المجاورة لهذه المنطقة (تَقجَو) يدركون المنطقة لانها تقع بين ثلاث مناطق كبيرة فكل منها تتكون من 450and 600 منزل( بُرمة) والمناطق الثلاث تشمل ( ١/ فوريه ٢/ كالوكتنج ٣/ نبقاية) فهذا الحدث مؤرشفة في ذاكرة كل من كان حاضرآ في موقع الحدث او سمع الحدث من احدى المواطنون الذين حضرو الحدث في المنطقة المزكورة اعلاه ، فهنالك احد ابناء المنطقة (تَقجَو) اسمه (ادم ابراهيم) اغترب الى ليبيا في غضون 1998 م لاسباب مختلفة كالعادة هنالك أفواج للمغتربين السودانيين الى دول المهجر ،وبعد مضي 4 أعوام من الاغتراب هاتف ادم ابراهيم والده في العام 2002 م فطلب منه ان يتزوج بنت اسمها (فتحية) فرد والده باعجاب (مافي مشكلة يا ولدي كدا نمشي نشوف الموضوع) فقام والد المغترب بهذه المهمة الاجتماعية وتم (عقد قران) لآدم ابراهيم مع فتحية موسى في نفس العام 2002 م وبعد عام من عقد القران عاد المغترب الى بلده او موطنه و (رحّل) زوجته وكان الفرح عم الجميع وأقام المغترب حفلة كبيرة جدا (سُبُو) اثناء العرس وذلك عام 5/4/2003 م وبعد العرس بشهرين تقريبا رجع العريس الى ليبيا بغرض ان لديه ممتلكات لكي يجلبه ويبيع بعض الممتلكات ورجع الى دارفور في نهاية ذاك العام وتفاجئة بتوترات في اوساط المواطن الدارفوري بسبب التمليش الحكومي ضد المواطنون في المدن والارياف خاصة وحينها تم حرق بعض المناطق والبعض خالية من سكانها والبعض في هامش استقرار ، فبعد وصول المغترب الى منطقته باسبوعين انجبت زوجته فتحية موسى طفلان توئمين بنت وولد (ذكية وزكريا) وقبل انجاب الطفلين بأيام تم هجوم على مناطق مجاورة لمنطقة تَقجَو والمناطق هي (اليبات الثلاث وشاوة ) وتم نهب ممتلكات المواطنون وتفشي ظواهر الاغتصابات والاختتاف والقتل بطرق منظمة وعشوائية بهذه المناطق المزكورة آنفا فهذه الهجمات والظواهر السالبة لم تتوقف على ذلك بل تمددت في اليوم التالي الى منطقة (تَقجَو) في الهلع والرعب بوسط مواطنين بجنوب جبل مرة فالمواطن تسلق الجبال في صبيحة تلك الهجوم على منطقة تَقجَو والكهوف والوديان وكانوا مضطرين على الهروب من المنطقة لسلامة ابناءهم وبناتهم وانفسهم وجميعهم رحلو الى قِمم الجبال والكهوف ما عدا ( آدم ابراهيم و فتحية موسى) مع طفليهما والسبب الرئيسي ان الزوجة فتحية ليست لها القدرة لتسليق الجبال والجري في الوديان والكهوف مع العلم انها تدخل في (اليوم التاسع) من تاريخ انجابها لطفلين ، وهذا الهجوم الجاشع كان في حوالي الساعة 7 صباحا وبعد تدخل المليشيات القبلية للمنطقة لم يجدوا اي احد في المنطقة سوى هذين الشخصين مع طفليهما فيا للأسف تحدث احد المليشية لآدم ابراهيم ( يا عبيد ماذا تفعلون هنا؟) فرد آدم قائلا: نحن في وطننا واراضينا وبيوتنا فماذا تفعلون انتم؟ فرد المليشية يا (أنباي) الحقير من هنا تعرف الارض ملكا لنا يا عبيد فأطلق الذخيرة الحية على قدميه فرماه على بوابة منزله (القطية) فصاح زوجته بصوت عالٍ وكذلك اطلقو عليها الذخيرة على صدرها فتم قتلها حالاً امام زوجها المصاب في قدميه والاخطر من ذلك تم أخذ الطفلين اللذان لم يبلغاء سن العشرة يوم فغمسها في الماء الساخن التي وصلت مرحلة التبخر من شدة الغليان وتلك الماء وضعها الزوج آدم ابراهيم لطي آلآم زوجته (النفساء)في إناء كبير يسمى (الحَلَة) (البُرمة) ووضعها في النار وكان الزوج مضطرآ لان الدايات والنساء كلهن غادرن المنطقة تَقجَو ولم يمتلك العريس ادم سوى القيام بمهمة الداية في تسخين الماء وطي زوجته والمؤسف تم حرق الطفلين بالماء داخل الإناء فوق لهيب النار الى ان ودعان الحياه الطفولية ووالدتهما في تلك اللحظة مع كسر رجلين الأب الذي اغترب واتى ومن ثم شهد المشهد الآليم وكنت شاهدا على هذا الموقف بعض مضي ساعتان من وقوع الحدث في القرى ومن ثم اتينا من جبل ٱولي بالقرب من ناما ونبقاية وتيرانتاورا وسألنا المصاب ادم ابراهيم وحكى لنا الحدث مهما كان ألمه وحسرتها واخذناه لدكتور محلي للاسعاف وسترنا الطفلين مع والدتهما فهذه الجرائم ستظل في الزاكرة الى حين.


[email protected]