هالتجربة الفاشلة..!! بقلم الطاهر ساتي

هالتجربة الفاشلة..!! بقلم الطاهر ساتي


10-02-2017, 02:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506950082&rn=0


Post: #1
Title: هالتجربة الفاشلة..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 10-02-2017, 02:14 PM

01:14 PM October, 02 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: قبل أشهر،إفتتحوا مخزناً للدواء بالصندوق القومي للإمدادات الطبية، ثم قالوا في الإحتفال : (هذا أكبر مخزن دوائي في إفريقيا)، فصدقناهم ..ولكن يبدوا أنهم (كترًوا المحلبية)، ولذلك قال الخبر بصحف البارحة بالنص : (أكد وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة أن مستشفى جعفر بن عوف المرجعي أصبح المستشفى المرجعي الأول في أفريقيا).. وعلينا إلغاء عقولنا، لنصدق هذا المركز الأول.. !!
:: ثم يقول الخبر أن مستشفى بن عوف - الأول في إفريقيا - يستقبل أطفال دول إفريقية..لم يذكروا أسماء الدول، ولكنها قد تكون جنوب السودان وتشاد و إفريقيا الوسطى، ولهذا صار المستشفى الأول في إفريقيا التي تم إختزالها في (ثلاث دول).. أو ربما يستقبل مستشفى بن عوف - بغير علم الناس والإعلام- أطفال مصر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا وغيرها، ولهذا إستحق بأن يكون الأول في إفريقيا ..!!
:: وكل هذا ليس مهماً، إذ نحن دائماً - بالكلام والأشعار - الأول في كل شئ ..ولكن المهم في تصريح وزير الصحة بالخرطوم ما يلي : (60% من أطفال مستشفى بن عوف يأتون من الولايات).. وهذا التصريح أفضل من تصريح شهر يناير الفائت، حيث قال الوزير حميدة بالنص : (مرضى الولايات يستنزفون 80% من موارد الخرطوم).. يستنزفون، هكذا كانت الكلمة باللون الأحمر على صدارة أخبار الصحف..!!
:: ويومها قلت أن تلك كلمة معيبة.. وأن مرضى الولايات ليسوا تجار حرب ليستنزفوا الموارد، ولا هم من المفسدين ..فالذين يستنزفون موارد الخرطوم - وكل السودان - هم دعاة الحرب، وكذلك من ينهبون أموال الناس بالتحلل و ( أم غمتي)، ومن يهدرون موارد البلد في المشاريع الفاشلة ..ثم أن مشافي ومراكز الخرطوم كانت (قومية)، ولم تكن لولاية الخرطوم في ميزانيتها (جنيهاً)..ولكن مراكز القوى بالخرطوم هي التي إستولت على هذه المشافى بفكرة (الأيلولة).. !!
:: والأيلولة من التجارب الفاشلة، بدليل أن (60%) من مرضى بن عوف يأتون من الولايات .. وتحسباً لهذا لفشل، ناشدنا - في عام الآيلولة - بالإبقاء على المشافي المرجعية (كما هي).. ولكنهم كابروا وقرروا أيلولة كل المشافي إلى ولاية الخرطوم، بما فيها المرجعية والتعليمية.. والقرار لم يكن منطقياً.. فالتعليم العالي (مركزي)، ومن الطبيعي أن تظل المشافي التابعة للجامعات (مركزية)، ليكون هناك تنسيق ومتابعة ما بين (الوزارتين المركزيتين) ..!!
:: وكذلك لم يكن منطقياً تجريد الوزارة الإتحادية من سلطة إدارة المشافي المرجعية و المراكز القومية التي تستقبل مرضى كل الولايات.. وفي الدنيا كلها، ما عدا السودان طبعاً، وزارات الصحة الإتحادية هي المسؤولة - بالإدارة والتمويل - عن مرحلة العلاج في(المشافي المرجعية)، بيد أن السلطات الولائية تكتفي بإدارة وتمويل مراحل العلاج الأولية والثانوية (المراكز الصحية والشفخانات)..!!
:: ولم تسبق قرار الأيلولة دراسة تثبت قدرة الولايات على إدارة المشافي بالتمويل المطلوب والكفاءة الكافية.. وكذلك لم يسبق القرار توزيع المشافي المرجعية والثانوية والمراكز الصحية - حسب خارطة منظمة الصحة العالمية- بعلمية ومهنية و(عدالة)،أي حسب الكثافة السكانية بكل ولاية ومحلية..ولذلك صار طبيعياً أن يتوافد مرضى السودان إلى العلاج بمشافي ولاية الخرطوم، خصماً من (ميزانية ولاية).. فلتعالجهم ولاية الخرطوم بلا من أو أذى أو شكوى، أو ترفع يدها عن المشافي والمراكز التي كانت (قومية)..!!

fb