تروس الاصلاح السياسي بقلم هيثم عبد القادر

00:01 AM September, 29 2017

سودانيز اون لاين
هيثم عبد القادر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

الاصلاح عملية ممنهجة لا تحدث عن فراغ ولا تنطلق لمجرد الرغبة في التغيير فالعملية لا بد من ان تتوفر لها بيئة مناسبة وظروف موضوعية بالتغيير التدريجي لخلق بدائل افضل اخلاقيا وعمليا بعيدا عن البدائل الثورية لتجنيب البلاد الاثار السلبية للترتيبات السياسية القائمة.
ذاعت مدلولات الاصلاح بالسودان اثناء وبعد عملية الحوار الوطني كمصطلح راج استخدامه افراد (قيادة-قاعدة) وجماعات(رسمية-غير رسمية) بانطلاق مبادرات لمفاهيم الاصلاح وتحصينها بمكتسبات تنفيذية وتشريعية وشعارات و وصفة لمستقبل الحياة السياسية السودانية بعيدا عن ماضيه وحاضره باحداث تغيير في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والامني القائم دون المساس بأسس النظام القائم.
تستند عمليات الاصلاح علي اربعة اركان اساسية (الثقافة-المؤسسات-القيادات-السياسات العامة) وبتأثير هذه الاركان علي بعضها البعض توضح عمليات وخطوات الاصلاح اوالتغيير او عدمه الضمور والجمود وان سياسة التغيير في الثقافة والمؤسسات ذات رابط قوي بعامل الزمن تستند علي مراحل تسير ببطئ واي محاولة للتغيير في الاركان مع بعضها البعض بمعدلات سريعة فمعناه ثورة كاملة تؤثر سلبا-ايجابا او ترسيخا للماضي او استبداله بطرق تؤيد او تعارض من قبل الشعب والاستبدال ليس اصلاحا بمفهومه واركانه بل تغيير جزري.
فالاصلاح السياسي في السودان مرهون بتغيير مناخ الساحة السياسية من ميادين العداء الي ميادين التنافس لرفعة الوطن لا علي الاقصاء بتعايش المجموعات باستيعاب الاخر قيادة وقاعدة لتهيئة الجو للتخطيط الهادئ واعداد الامكانيات والنفوس للتغيير المطلوب عبر عملية اصلاح قائمة علي افكار وقيم جديدة تتناسب مع المتغيرات المنشودة للسودان تمثل فيه الاحزاب السياسية حلقة اتصال وتواصل بين الشعب والنظام.
فالاصلاح المنشود يتطلب تفعيل دور الاحزاب لقدرتها في تعبئة الجماهير تجاه البرامج والمشاريع المرسومة للمرحلة المقبلة فالفرد السوداني يتأثر كثيرا بموجهات الاحزاب الفكرية والايدولوجية لطبيعة الحزب الذي ينتمي اليه(قرار حزب) مع ضرورة مراجعة الاحزاب السياسية لبرامجها وتبني اطروحات قومية تتجاوز بها الظواهر الفكرية والاقليمية والجهوية لتوافق وطني علي رؤي ادارة السودان مصحوبة بارادة سياسية حقيقة لتحقيق الاصلاح.
تتزايد فرص الاصلاح في السودان بصنع وايجاد ظروف واوضاع داعمة للعملية كالتعاون والاتفاق العام والتغيير التدريجي المعتدل بوجود عدد كافي من الفاعلين السياسيين الذين يمتلكون مهارات لازمة ويعطون قيمة عالية للقيم والاهداف والترتيبات القومية وفي حالة غياب هذه الفواعل قد تتضائل فرص الاصلاح السياسي بالسودان.