المزايدة بالبشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر

المزايدة بالبشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر


09-28-2017, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506604270&rn=0


Post: #1
Title: المزايدة بالبشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-28-2017, 02:11 PM

01:11 PM September, 28 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في يونيو من العام ٢٠٠٦م؛ وقف جمال الخُولي، أحد كوادر الحزب الحاكم في اليمن مخاطباً حشداً سياسياً في ميدان السبعين بصنعاء.. الخُولي كان يستعطف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن يترشَّح مرة أخرى للانتخابات من أجل استكمال مسيرة التنمية.. أكد الخُولي أن لا أحد في اليمن يستطيع أن يتحمَّل هذه المسؤولية، سوى الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يحكم اليمن منذ عديد الأعوام.. بعد نحو عشر سنوات، وتحديداً في مارس ٢٠١٥م؛ كان ذات الميدان يشهد مظاهرات تطالب هذه المرة بترشيح العميد نجل الرئيس السابق ليرث والده في حكم الجمهورية.
بين كل فترة وأُخرى يأتي صوت من أقصى المدينة يطالب التجديد للمشير البشير لفترة رئاسية جديدة.. النائب عثمان نمر، رئيس لجنة التشريع بالمجلس الوطني، كان قد ألمح لفكرة تعديل الدستور لتُتاح الفرصة للمشير البشير.. لكن؛ سرعان ما صرَّح رئيس البرلمان أن الاقتراح يعبِّر عن صاحبه، ولم يُطرح بشكل رسمي في مضابط البرلمان.. لكن؛ نائب رئيس البرلمان، مولانا أحمد التجاني، رد الأمر الى بيت الحزب الحاكم، باعتبار أن الأمر شأن حزبي بحت.. لكن؛ كرة الثلج كانت تكبر.. حتى وصلت الى رجال الإدارة الأهلية الذين ارتفع صوتهم في زيارة المشير لدارفور مطالبين بالتمديد للرئيس مرة أخرى.
لم أُدْهَش من تلك المطالبات، خاصة أن البيئة الحاضِنة للعمل السياسي تخاف من التجديد، وتخشى من التغيير.. لكنني استغربت من أن ترد ذات المطالبة من الأستاذة إشراقة سيد محمود، قائدة حركة التغيير في الحزب الاتحادي الديمقراطي.. كل منطق إشراقة في ثورتها على شيوخ الحزب الاتحادي، كانت تتمحور حول التجديد والتغيير.. خاضت لأجل ذلك الأستاذة إشراقة معركة شرسة، وصلت مرحلة إطلاق النار في أحد فصولها.. لهذا؛ تأتي دعوتها ــ التي وردت في حديث صُحفي قبل أيام ــ من قِبل المزايدة السياسية.
من ناحية أخرى؛ لماذا لا تسعى إشراقة وحزبها للفوز برئاسة الجمهورية.. الحزب الاتحادي صاحب تاريخ مشهود، وقد أصاب السلطة منفرداً في أول انتخابات في تاريخ السودان.. من هنا؛ كان من باب أولى أن تصمت إشراقة إن لم ترفض صراحة وجود منافس قوي مسنود بتاريخ طويل في السلطة.. أما إذا كانت الوزيرة السابقة معجبة بالحزب الحاكم، فأبواب النادي الكاثوليكي تسع إشراقة.. كما وسِعت غيرها.. من إسماعيل الحاج موسى الى الاب فيلوساوث فرج.
في تقديري؛ بعد أن حسم الرئيس البشير أمره، وأكد رغبته في مغادرة القصر الأبيض بعد ثلاثة عقود من الإقامة، على الجميع احترام رغبة الرئيس المتسِقة مع روح الدستور.. لهذا معظم هذه الدعوات تأتي من باب المزايدة بالسيد الرئيس.. وكل هؤلاء يفترضون أن الرئيس غير جاد في المغادرة، ويحتاج لمن يَلحُّ عليه في تمديد الإقامة.. في هذا الافتراض؛ ظلم للرئيس.. ومحاولة للاستثمار السياسي بوسائل غير أخلاقية.
بصراحة؛ سعدت جداً بتأكيدات الفريق قطبي المهدي رئيس جهاز الأمن الأسبق، والتي أكدت رغبة الرئيس في افساح المجال لدماء جديدة.. الفريق قطبي ليس مجرد مراقب عادي، بل هو قيادي صاحب سَبْق في الحركة الإسلامية.. كل تحليلات الفريق ترتكز على مخزون من المعلومات.. ربما تمكَّن الفريق من اغلاق باب المزايدات والاستثمار في بريق الرئيس.




assayha