Post: #1
Title: ضبط كهربتنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-28-2017, 02:10 PM
01:10 PM September, 28 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *وحدث (الزائد) الذي كنا نتخوف منه.. *فنحن منذ نحو ثلاثين عاماً تكمن معظم مشاكلنا في مفردة (زائد) هذه.. *سيما مع المجتمع الدولي الذي لا يقبل (الزائد) حيثما كان.. *وفي عاميتنا السودانية نقول (فلان زودها شوية) بمعنى أنه بالغ في الأمر.. *ولدينا جهات رسمية دائماً ما (تزودها) إزاء أشياء لا تستحق.. *يعني مثلاً (شوية) تظاهرة طلابية نتعامل معها بردة فعل لا تتناسب مع الفعل.. *وأحداث بسيطة نندفع لاحتوائها بإجراء (زائد).. *وتفلتات محدودة نتصرف إزاءها بانفعال لا محدود..... وأشد تفلتاً.. *وهي زيادة يمكن تشبيهها بكهرباء موسى الزومة الزائدة.. *فهذا اللاعب بدلاً من أن يستخلص كرة سهلة يرتكب مخالفة خطرة.. *وبدلاً من أن يعكس الكرة أمام المرمى يرسلها إلى الكشافات.. *وبدلاً من أن يضبط جريته نحو الخط يندفع بقوة ليتخطاه هو- والكرة- معاً.. *ولو ضبط كهربته لانضبط جريه... ولعبه... و(شوتاته).. *أما (الزائد) الذي نعنيه اليوم فقد جاء في وقت غير مناسب.. *في وقت نترقب فيه جميعاً رفع العقوبات الأمريكية عنا خلال أيام قليلة.. *والعقوبات هذه نفسها كانت نتاج حماس (زائد) من جانبنا.. *حماس كلامي وإنشادي وكتابي بلغ حد تحذير أمريكا من (توجهنا الإسلامي).. *ثم دعمنا هذا الحماس بعلاقات خارجية أعنف حماساً.. *علاقات مع إيران... وحماس... والجهاد... والجماعات... وجهات أخرى.. *ثم حين راحت سكرة حماسنا جاءت عبرة أفعالنا... وكلامنا.. *ولكن رغم هذا التعقل (المفروض) ما زال البعض منا يمارس هواية (الزيادة).. *فتظاهرات معسكر كلمة كان يمكن فضها بـ(أقل) ما يمكن.. *وليس بـ(أزيد) ما يمكن لدرجة لفت أنظار أمريكا التي ننتظر رفع حظرها عنا.. *وها هي تطالب حكومتنا بإجراء تحقيق في أحداث كلمة.. *وتعرب عن قلقها حيال الاستخدام (الزائد) للقوة تجاه المتظاهرين في المخيم.. *ودعتها إلى ضبط النفس.... ولم تقل الكهرباء.. *وما دام هذا ما تقول أمريكا إنها (رأته) فلن يجدي إقناعها بما (رأته) حكومتنا.. *خاصة إن صدق كلامها عن وفاة (5)... وإصابة (26).. *فهذا الرقم عند الأمريكان- والغربيين عموماً- كبير... يستدعي قلقاً (زائداً).. *وكان على الذين تصدوا للمتظاهرين أن يستدعوا قلقاً مماثلاً.. *ليس بالضرورة قلقاً على (الأرواح) كقلق أمريكا.. *رغم أحقيتنا به من منطلقي الدين... والرحمة تجاه بني الجلدة.. *وإنما قلقاً (قومياً) يستصحب مصلحة البلاد في ضوء ترقبنا لقرار رفع العقوبات.. *ومظنة أن مثل هذا الفعل (الزائد) لا يؤثر سوء تقدير من تلقائنا.. *وسوء فهم لكيفية عمل العقلية الأمريكية... ومؤسساتها... ومنظماتها المجتمعية.. *وسوء إدارة لمشاكلنا الداخلية الصغيرة لتغدو أزمات كبيرة.. *وسوء ضبط لكهربتنا (الزائدة !!!).
assayha
|
|