وين راحت ( العصريه ) ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

وين راحت ( العصريه ) ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


09-27-2017, 00:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506469725&rn=0


Post: #1
Title: وين راحت ( العصريه ) ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-27-2017, 00:48 AM

11:48 PM September, 27 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

سبحان ربي مغيِّر الأحوال و الأزمان ، إلتقيت مع مجموعة من الأنداد في مناسبة أسرية سعيدة ، و كعادة الأربعينيين و من تجاوز ذلك ، إندمجنا في ( ونستنا ) المفضلة و المتعلقة بالبكاء على ما فات من زمان و الإدلاء بذكريات أيام ماضية دوماً نعتبرها الأبرك و الأفضل ، مقرنين ذلك بندب زماننا المعاصر هذا بكل أنواع الذم و القدح ، و لا أدري هل في ذلك منحى نفسي أو سيكولوجي يدفع بالإنسان بالمطلق للإنحياز إلى زمانه و عصره و ثقافته التي بدأت تزول و حاصرتها البدائل المستحدثه ، أم أن الأمر مجرد حنين إلى الماضي و لو مُليء ماعونه بخضم من السلبيات و المُنغصات و الآلام ، و لكن هذا كان حالنا يومها ، و في ذات السياق ذكرتُ لأهل جلستي تلك كيف أن الزمن الآن قد فقد بركته و أصبح ( ممحوقاً ) .. لا يكفي من يعيشه لأداء الأولويات و لا الثانويات ، و محور كل ذلك اللهث خلف لقمة العيش التي طالما أصبحت صعبة المنال للسواد الأعظم من أبناء شعبنا الصامد الصبور ، و رغم أن مستوى طموحات و تطلعات الشريحة الغالبه للشعب السوداني أصبحت بسيطةً بساطة ما يجب أن يكون عليه أدنى حال في هذه الدنيا الزائله ، إلا أن تلك القناعة أصبحت في عداد المستحيلات ، فالعمل و الدواء و التعليم أولويات توفرها دول كثيرة بإعتبارها حداً أدنى لمطلب الرفاهية الشعبية ، و هي لا تحتاج من الفرد غير الصحو صباحا و العمل لمدة ثمان ساعات ( كما أقرت بذلك معظم قوانين العمل الدولية ) ، أما من أراد أن يرفع من مستواه المعيشي و تطلع إلى الكماليات كالعلاج في الخارج أو السياحة أو غير ذلك ، كان علية أن يبذل المزيد من الجهد و المثابرة في سبيل ذلك عبر المزيد من ساعات العمل ، و ذكرتُ لندمائي كيف لا ننتبه و نحن في زحمة الحياة و متطلباتها التي لا تنتهي و لا تستقر على حال أن ( وقتاً ما كان في الزمان السابق يُسمى العصر قد راح و ضاع و إندثر ) .. ( فالعصُر ) كان تعبيراً زمنياً مهماً و متعارفاً عليه في حياتنا اليوميه و هو وقت رسمي تُبنى عليه المواعيد و ينتظره الناس لإرتباطه بأشياء كثيرة أهمها الزيارات الإجتماعية و خطبة البنات ، و تناول ( طعام المرطبات ) .. في عقودات النكاح .. فقد كان الموظفون في السابق يخرجون من ديوان العمل في الثانية ظهراً و غالباً ما يصلون بيوتهم في الثانية و النصف ، حينها يتناولون وجبة الغداء ، ثم يخلدون للنوم ، ..ثم بعد كل ذلك يصحون ( العصريه ) .. ليذهبوا للمجاملات الإجتماعية أفراحاً كانت أم أتراحاً ، ثم يعودون لشرب شاي المغرب في ############ات دورهم ، و كذلك كان يفعل أصحاب الأعمال الحرة من مهنيين و تجار و لكن بفارق نصف ساعة أو أكثر بقليل عن الموظفين ، اين العصرية يا أهل الله ، بلعتها هوجة الحياة و صخبها الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، فمعظمنا اليوم يصل بيته قبيل المغرب بقليل ، ثم لا يلبث أن يتناول غداءه حتى يتحوّل إلى جثة هامده لا يمكن أن تحمل أفكاره و آماله المتعلقة بمشاريع أخرى غير النوم العميق .. يا هؤلاء .. يا من تعرفون أنفسكم جيداً أعيدوا إلينا ( ساعة العصريه ) .. ربما عدنا إلى الزمن الجميل .