طيران و طيور ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

طيران و طيور ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


09-26-2017, 01:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506385477&rn=0


Post: #1
Title: طيران و طيور ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-26-2017, 01:24 AM

00:24 AM September, 26 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

المكتب الإعلامي لشركة بدر للطيران وعبر الصحف ووسائط النشر الإلكتروني يُطمئن جمهور عملائه بأن الحادث الجوي الذي وقع في رحلة الشركة بين مطاري الدمازين والخرطوم بسبب إصطدام مقدمة الطائرة بطائر ضخم أدى إلى تهشيمها و(كأنها إصطدمت بمجروس جوي) ، إنما هو حادث عادي ودعت سلطات وإدارة مطار الخرطوم إلى إتخاذ إجراءات فنية لمجابهة أمر أسراب الطيور التي تُعرِّض الرحلات الجوية للخطر .. إنتهى البيان ، وللحقيقة إن ما أصاب أمر الطيران المدني ونظرية الطيران عموماً في بلادنا من مآسي وإنهيارات وفضائح لا يخفى على عين متابع ، ويجب أن يعلم القائمون على أمر الطيران في البلاد بأن مجرد فكرة وجود شركات طيران خاصة لتقوم برحلات داخلية أو حتى خارجية هو مسار لا يمكن تفسيره خارج مبدأ الإستهتار بحياة المواطنين وسلامتهم الذي ترفع شعاره حكومة المؤتمر في عُدة جبهات ، أهمها نفض يدها عن حماية المواطن المغلوب على أمره من قراصنة السوق وصانعي غول الغلاء من زبانية السلطان وحلفاؤهم النفعيين عبر آلة الفساد والتغوُّل على حقوق البسطاء بإسم السلطة والمناصب التي تم تقاسمها (حلالً بلالاً) كغنائم الغزوات فيما بينهم وبين من أوفى لهم حقوق الإذعان والطاعة ، ومن جبهات سيادة مبدأ إسترخاص أرواح الجمهور وتحليل إراقة دمائهم وعافيتهم ما أقبلت عليه هذه الحكومة بلا رحمة ولا عين واجفة فيما يتعلَّق بأمر رفع الدعم ونفض اليدين كُلياً من مسئولياتها تجاه التعليم والإستشفاء والتداوي للعامة من البسطاء ، ثم إفتراض مبدأ توجهاتها وقرارتها من واقع تابعيها وخاصتها من المُذعنين ، هذا الواقع الذي لا يمُت بصلة إلى واقع الغلابة والكادحين من أبناء هذا الوطن الذي لم يذل يتجرع المرارات بلا وجيع ، وبذلك على الجميع أن لا يصدِّقوا الأكذوبة الكُبرى التي تفيد بأن للطيران في بلادنا إدارة قادرة على مواكبة ما يحدث من تطورات في هذا المجال ، أو حتى نكون واقعيين قادرة (على إبقائه) على ما كان عليه في زمانٍ سابق ما زال أكثرنا يتباكى عليه حتى الآن ، كيف لشركات الطيران الخاصة أن تكون قادرة ومضطلعة بالقوانين واللوائح والواجبات والإجراءت الفنية للصيانة والإعدادات التنظيمية للسلامة الجوية ، في وقتٍ عجزت فيه دولتنا بهيبتها وحكومتنا بتورُّطاتها عن الإبقاء على ناقل وطني كانت طائراته تجوب عواصم العالم فخراً وإقتدراً وتميُّزاً ، لو كانت سودانير لم تزل على دفة قيادة أمر الترحال الجوي في بلادنا وإن لم تتطوَّر لما كان هناك مجال أن تستثمر شركات خاصة في الطيران بالسودان لولا إسترخاص المسئولين في هذه البلاد لحياة المواطنين وسلامتهم ، وأعلموا أن هذه البلاد لم تعُد مؤهلة بما فيها من تردي خدمي وإداري وفني وفساد مستشري لتحقيق ضمانات سلامة ركاب البصات السياحية و(الهايسات) في الطرقات الداخلية والسفرية ، ناهيك أن تكون قادرة على تأمين سلامة التنقل الجوي داخلياً وخارجياً ، كيف لها هذا ؟ وهي أي البلاد وحكومتها (المُتطلِّعة) مُحاصرة سياسياً وإقتصادياً على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي .. اللهم صبراً جميلاً.