جيهان تتذكر بقلم عبدالباقي الظافر

جيهان تتذكر بقلم عبدالباقي الظافر


09-24-2017, 03:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506261841&rn=0


Post: #1
Title: جيهان تتذكر بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-24-2017, 03:04 PM

02:04 PM September, 24 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل نحو عامين زارني مجموعة من طلاب دارفور بجامعة الخرطوم..قدم لي الوفد مبادرة اجتماعية ممتازة كان يشرف عليها البروفسور علي رباح عميد كلية الهندسة بذات الجامعة.. المبادرة تقوم على فكرة الدمج الطوعي لسكان المعسكرات في المدن الكبيرة.. الفكرة تستند على اعتبار المعسكر احد إحياء المدينة حيث يتم تخطيطه في شكل مساحات صغيرة يملك كل مواطن منزل مشيد بالمواد المحلية كسائر منازل الاهالي .. تكون هنالك طرق وأسواق ومشافي..في ذات الوقت الاحتفاظ لسكان المعسكر بكافة حقوقهم في مناطق سكنهم الاولى.
تذكرت تلك المبادرة وان اقرأ بتمعن اخبار مقتل عدد من سكان معسكر كلما بنيالا ابان زيارة الرئيس البشير الى ولاية جنوب دارفور امس الاول..من الملاحظ أن الالتحام حدث خارج المعسكر بعد ان تم نقل لقاء الرئيس بالمواطنين الى موقع مجاور..هذا يؤكد طغيان روح الاندفاع لدي المتظاهرين.. موجة الغضب امر متوقع لشباب قضوا نحو ثلاثة عشر عام في معسكرات فيها كل شيء صعب وموقت.
في المقام الأول يقفز سؤال حول توقيت زيارة الرئيس الى ولايات دارفور..الحكومة أرادت أن تؤكد حقيقة لم تكن تحتاج إلى تأكيد..هدوء أحوال دارفور شهدت به الامم المتحدة التي شرعت في تخفيض تواجدها وتسليم آلياتها للسلطات المحلية..تاكيد المؤكد كان من الممكن ان يحدث دون الاضطرار للضغط على ذيل القط الوديع..
يكفى أن يزور الرئيس منطقة شطاية التي كانت معلما في ظلم الانسان لأخيه الانسان..حيث تم حرق المنطقة بكاملها عقب اندلاع العنف بين القبائل في تلك المنطقة..لكن الان شطاية تقدم انموذجا في العفو والتسامح ونسيان الماضي الأليم.. زيارة واحدة بحضور اعلامي أجنبي ووطني كان يمكن ان يرسل الرسالة ذات المضامين.
الان اكتملت الزيارة بنجاح كبير لكن ثمة انفس سودانية اريق دمها في ليلة الفرح..ليس المهم كيف حدث ذلك..العبرة دائما في النتيجة ..هل كان العنف امرا متوقعا.. الحقيقة ان شواهد العنف كانت حاضرة..احتجاجات حدثت في المعسكر قبل ايام..قادة الحركات المسلحة نفخوا في نار الازمة لتزيد اشتعالا..
الحكومة تناولت جرعة من دواء الحكمة حينما نقلت اللقاء خارج أسوار المعسكر..لكن ذلك لم يكن كافيا..يجب الاقرار ان الحكومة مسؤولة من كل الناس بمن فيهم من يرفع راية العصيان..لهذا كان من الاوفق صرف النظر كلية عن مخاطبة قاطني معسكر كلمة والاكتفاء بلقاء جامع في قلب المدينة.
بصراحة..احيانا بعض من مسوولينا يزود الأعداء بذخيرة حية..كانت كل تصريحات ادم الفكي تؤكد ان كل شيء تمام والامور مرتبة..لكن للاسف حدث ماكان متوقعا..الغريب في الأمر أن الفكي نال شهادة إنجاز تجعله على مقعد الوالي حتى العام ٢٠٢٠.
الان الحكومة بدأت تحصد بعض الخسائر..جيهان هنري كبير الباحثين في منظمة (هيومان ووتش) اتخذت من احداث معسكر كلمة منصة لانتياش الحكومة السودانية..ذكرت العالم بما حدث في دارفور وتجاوزه الاهل في شطاية.. حتى المظاهرات التي حدثت فى ذات الشهر من العام ٢٠١٣ بالخرطوم كانت حاضرة في تقرير المنظمة العالمية..
قوات (يوناميد) التي تحزم الحقائب في انتظار إشارة الخروج النهائي كانت اول من اصدر بيانا يندد بالعنف ويذكر العالم بشكل غير مباشر ان أوان الرحيل من دارفور بشكل نهائي لم يحن بعد.


assayha