الأخصائي (مرَقْ)..! بقلم عبد الله الشيخ

الأخصائي (مرَقْ)..! بقلم عبد الله الشيخ


09-21-2017, 02:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505999362&rn=0


Post: #1
Title: الأخصائي (مرَقْ)..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 09-21-2017, 02:09 PM

01:09 PM September, 21 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



دموع حزن عميق رأيتها هذا الصباح على وجه الفتى الأُمدرماني الزبير بكرواي.. البكراوي افتقد صديقه عادل عبدالقادر بلال في سويعات. المرحوم عادل عمل تاجرآ متنقلآ في شارع الحرية بالخرطوم. شق طريقه مستعصِماً بالله، حتي تمكن من شراء عربة (أمجاد). تزوجَ ورزِقَ ببنين وبنات وفجأة، وفي يوم 16 سبتمبر، أحس بوخزة في القلب، وتم نقله إلى حوادث مستشفي أم درمان . تم تحويله الي مستشفي البقعة لعدم توفر جهاز التنفس الصناعي داخل حوادث أم درمان، لأن بها أربعة أجهزة فقط للتنفس، وهي ممتلئة.في مستشفي البقعة رفض مسؤول الأمن إدخال المريض عادل عبدالقادر بلال إلىغرفة العناية المكثفة، ما لم يتم دفع مبلغ وقدرة خمسة وعشرون ألف جنيه، كان المتوفر منها لدي ذويه، في ذلك الليل، مبلغ خمسة عشر ألفاً.. المسؤولين في المستشفي رفضوا استلام المبلغ ناقصاً، وقالوا ممنوع الدخول، ما لم يتم دفع القروش كاملة، عداً ونقداً ونقدنآ. اخوان الفقيد - عماد والأمين - قدما شيكاً بقيمة العشرة الناقصة، قوبل الشيك بالرفض، ورفضت كل الضمانات التي تقدموا بها، رخصة القيادة، مع الشيك، مع أوراق الأمجاد،، كل هذا والمريض عادل يصارع الموت منتظراً داخل العربية.. بعد مرور ساعتين تمكنوا من اتمام المبلغ كاش، فعادوا إلى بوابة الحوادث، فقيل لهم أن الأخصائي (مرَقْ)!بدأت رحلة البحث عن مستشفي آخر، فكانت الوجهة الي المستشفي الدولي ببحري. أفاد موظف المستشفي، أن هناك سرير واحد، تم حجزه لمريض، عن طريق التلفون. وأضاف: ممكن تدّونا رقم الموبايل بتاعكم، عشان نتَّصِل بيكم، في حالة عدم حضور المريض الآخر!كان المطلوب لانقاذ حياة عادل، جهاز تنفس صناعي، وفي سبيل الحصول عليه بدأت جولة بحث مُضنية، في مستشفيات العاصمة المثلثة، الخاصة والتخصصية. بينما كان أشقاء الفقيد يطرقون الجدار الصلد، بين مستشفي أم درمان، ومستشفي البقعة، كان عادل قد لفظَ أنفاسه الأخيرة. رحمة الله عليه. عادل عبدالقادر بلال، في الخمسينات من العمر، يسكن ببيت المال. تيتّمَ أطفاله. ماتَ ساكِت! في عهد توطيد العلاج بالداخل! هذه الروح البريئة مسؤولية من؟مثل هذه الحادِثة لو وقعت في دولة تحترم أبناءها لطارت رؤوس. مثل هذه الجريمة لو اقترفت في بلد من بلاد الكفار، لاستقال الوزير، ولأُغلِقت المستشفى.. إذا (زايدة انفجرت) في الليل، تعمل شنو؟ شوف كم زول بموت كل يوم، في مستشفي خرطومي بهذه الطريقة، ناهيك عن أعداد الموتى – سمبلا – في باقي مستشفيات القطر السوداني، الموجودة في الضواحي وطرف المدائن؟ألف ألف قصة حزينة، وملايين الدمعات واللعنات ، وتدور تروس الموت في (الطاحونة)، الإسم الحقيقي لمستشفي أم درمان... الحصل دا، ممكن يحصل لأي زول، ممكن يحصل ليك عزيزي القارئ.. ممكن يحصل لأُمَّك أو أبوك، في الحالة دي، ممكن تعمل شنو؟السؤال دا، مُمكن تسألو لأي زول، عدا وزير الصحة الحصري، الدكتور مأمون حُميدة!


akhir-lahza