تُرى هل يعلمون .. !! - بقلم هيثم الفضل

تُرى هل يعلمون .. !! - بقلم هيثم الفضل


09-21-2017, 01:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505953287&rn=0


Post: #1
Title: تُرى هل يعلمون .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-21-2017, 01:21 AM

00:21 AM September, 21 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريد

بعد أن عجزت حكومة المؤتمر الوطني عن حماية المواطن من الجوع والفقر والمرض ومغبة العجز عن الحصول على الدواء والإستشفاء ، وِفقاً لإنحياز منظومة الحكم والإدارة للمصالح الذاتية والحزبية ، فضلاً عن الأولوية (للمكافآت) التي تدفعها من حُر مال المواطن والدولة لمجموعة المنتفعين والموالين من الأحزاب الوهمية المشاركة في ما عُرف إعتباطاً بحكومة الحوار ، أصبح المواطن في الملمات الكُبرى التي تعتري حياته الخاصة والأسرية لا يخشى شيئاً غير أن يقع به المرض أو بأحد أفراد أسرته ، لأن ذلك يعني ببساطة خراب البيوت وضياع ما تم إدخاره لمجابهة (صعاب) كان الغلابة يعتبرونها أهم وأجدى وأحق بالتضحية ، أما الآن فعملية جراحية بسيطة قد تكلفك بيع ماء الوجه وتعرضك للإستدانة وبيع ما تملك ، لما في (سوق) الإستشفاء في بلادنا المكلومة من إستغلال وجشع ، فضلاً عن الإستقلال التام للمستشفيات والعيادات والمراكز الطبية عن بؤرة الرقابة الحكومية والمجتمعية فيما يخُص قيامها بواجبات تعتبر (إنسانية) تجاه مواطن فقد معونة حكومته ودعمها في وقتٍ عصيب ، ورغم أن الحالة العامة لبلادنا في زمن الفساد وإستئساد كل من ملك موهبة عدم الحياء وإنعدام الضمير والرحمة ، تشير بلا إشتباه إلى أن هذا الزمان هو زمان (تجارية) المرافق الإنسانية ، خصوصاً في مجال الضروريات المُلِّحة والتي لا غنى لكافة الناس بما فيهم الكادحين من ولوج صعوباتها وآلامها ، كالتعليم والصحة اللذان أعتبرهما يمثلان أعلى نسبة للتدول التجاري والإستثماري هذ الأيام ، وقد هيأت الدولة لذلك الأسباب والسُبل ، عبر مبدأ إعتبار الحكومة لكل من لا ينتمي إليها سياسياً أو مصلحياً لا يقع ضمن مسئولياتها وإهتماماتها ، ثم عبر تكالب المنتمين إليها من خلال إستغلال نفوذهم وصلاحياتهم في الإضطلاع (بمتعة) و(لذة) الإستثمار والإتجار في قوت الناس وصحتهم وحقهم في البقاء أحياء ، أقول هذا والدولة ترفع يدها كلياً منذ سنوات عن دعم الإستشفاء والدواء ، وتتجرأ على مواطنها المغلوب على أمره بتحرير سعر الدواء ثم لا تتحرك إيجاباً في إتجاهات الرقابة على شركات الأدوية وتحديد نسب أرباحها بعد أن يتم حساب الدولار الدوائي بسعر (السوق الأسود) شأنه في ذلك شأن العطور والكريمات وإسببيرات العربات والمكيفات الإسبيلت التي (يتقلَّب) نافذوها تحت هوائها البارد ، ثم أيضاً تسمح ومن باب (جِلداً ما جلدك جُر فيهو الشوك) بإنتشار طب الإعشاب والخزعبلات الدجلية دون رقيبٍ ولاحسيب ، وهي أي الحكومة تعلم علم اليقين أن ما يحدُث من جشع وغلاء ومبالغات في مجال الإستطباب والحصول على الدواء هو ما يؤجج ذلك التكالُب الجماهيري نحو الطب البديل الذي يفترش أصحابه الأرض في الأسواق والميادين و واقف المواصلات ويُنادى عليه بمكبرات الصوت (على عينك يا تاجر) ولا أحد يسأل أو يهتم أو يمنع ، في حين أن ركن نقاش سياسي أو تجمهُر أو مظاهرة سلمية تنادي بحقوقٍ واجبة ومُستحقة ، لا تتأخر آليات مناهضتها وقمعها بفعالية وحماس ومتابعة منقطعة النظير ، يا هؤلاء إعلموا أن الفقراء يموتون يومياً بالفاقة و البؤس ثم أخيراً المرض.