عُقدة الظافر .. وترشيح شداد !! بقلم الطيب مصطفى

عُقدة الظافر .. وترشيح شداد !! بقلم الطيب مصطفى


09-20-2017, 02:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505913388&rn=0


Post: #1
Title: عُقدة الظافر .. وترشيح شداد !! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 09-20-2017, 02:16 PM

01:16 PM September, 20 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



34 زائر 20-09-2017 admin
أتفهم تماماً الدوافع التي حملت الكاتب اللامع عبد الباقي الظافر على عدم الترحيب بترشّح البروف كمال شداد لقيادة الاتحاد السوداني لكرة القدم على خلفية موقفه المبدئي الثابت من التجديد والترشح المتكرر لأي موقع قيادي، وأعلم يقيناً أن الظافر لا يهدف بنصائحه تلك إلا إلى الحد من (الكنكشة) في أي من ميادين العمل العام سواء في السياسة أو الرياضة أو غيرهما.
تلك حجة الظافر وكثيرون غيره ممن أحدثت تضاريس العمل السياسي ومنعرجاته وسخائمه وصراعاته وتجاربه الفاشلة أثرها البالغ في منهج تفكيرهم حتى باتت قضية التجديد عقدة العقد وقاعدته ومركزه الأوحد الذي ينطلق منه تفكيرهم نحو كثير من القضايا.
بعض رواد هذه المدرسة اتخذ السن مركزًا لتفكيره يخضع بها توجهاته في شتى المجالات الأمر الذي جعله لا يرى غير الشباب منقذاً من أزمات الوطن الراهنة، بالنظر إلى الإخفاق في إدارة الشأن السياسي في البلاد والذي تحمل عبئُه الأكبر (عواجيز) السياسة والذين قبعوا في مراكز القرار والتأثير سواء في الحكم أو المعارضة منذ فجر الاستقلال أو بعد ذلك بقليل.
آخرون انحازوا للجندر خاصة من نخب النساء المنتميات للأحزاب السياسية اللائي ظللن يضغطن لزيادة تمثيلهن في المؤسسات الدستورية مستفيدات من الرياح العاتية الهابة من تلقاء الغرب الذي ضمن تلك الأهداف في مواثيق المنظمات الأممية الخاضعة للثقافة الغربية المهيمنة على العالم.
كل هذه التوجهات والتحيزات مجرد أضغاث توهُّمات لا تدعمها التجربة العالمية حتى في الغرب الديمقراطي الذي يقدم معيار الكفاءة على ما عداه من معايير.
نرجع للظافر الذي أنكر على بروف كمال شداد قبول الترشيح للمنصب، ولو تمعّن الظافر في الأمر وفكّر بصورة موضوعية لتخلّص من عقدته المزمنة ولفرّق بين السياسة والرياضة من جهة وميّز بين ما يجيزه القانون وما يحرّمه.
فعلى سبيل المثال، إذا كان الجدل يحتدم حول عدم دستورية وقانونية شغل المنصب التنفيذي الدستوري الأعلى لأكثر من دورتين، فإن ذلك لا يسري على منصب رئاسة اتحاد كرة القدم، وبالتالي فإن ذلك يصبح في دائرة المباح ثم يخضع الأمر بعد ذلك لتقديرات المصلحة العليا سيما وأن لنا عظة ومثالاً حياً في سدنة الديمقراطية وحرّاسها في العالم الغربي الذين مكنوا (عجوز الغابرين) السويسري بلاتر البالغ من العمر (81) عاماً من تولّي قيادة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بكل ضخامته ومكانته الدولية الباذخة وليس - خامل الذكر - الاتحاد السوداني لكرة القدم! بلاتر أيها الناس حكم الفيفا لمدة (17) عاماً متواصلة ولولا أنه اضطر إلى الاستقالة بعد الدعاوى التي رُفعت ضده جراء اتهامه بالفساد والرشوة لاستمر في منصبه إلى يوم الناس هذا، بل وربما إلى أن يُغادر الدنيا فلماذا يا ظافر تصبح ملكياً أكثر من الملك وديمقراطياً أكثر من أهل الديمقراطية بالرغم من عدم وجود نص دستوري أو قانوني يحرم شغل المنصب على شداد الذي يعتبر الأكثر تأهيلاً بين جميع نظرائه وتلاميذه؟!
ما دفع الناس إلى إعادة ترشيح شداد ذلك الصراع والعراك الذي تجاوز كل الحدود والذي أدى إلى نشوب أزمة أوشكت أن تزيح السودان من الفيفا وتزيد من عزلته الدولية والإقليمية (وكأنه ناقص)، كما أن الكرة السودانية تردّت إلى قاع سحيق بعد أن كنا نقود أفريقيا وننافس في كؤوسها بفريقنا القومي وبفرقنا الكبرى خاصة الهلال والمريخ، وكنا نحتل مكانة كبرى بين العرب بل كانت فرقنا مثالاً يحتذى في محيطنا العربي والأفريقي، وكانت أسماؤها تُطلق على فرق المقدمة في الخليج العربي وما الهلال السعودي الذي سُمّي على هلال السودان إلا مثالاً ساطعاً لتميّز السودان في تلك الأيام الخوالي سيما وقد نشأت فرقه الكبيرة قبل مولد بعض الدول التي تملأ الدنيا هذه الأيام ضجيجاً وتفوز بالبطولات الإقليمية وتنافس على المستوى الدولي!
كان رأيي قبل ترشيح شداد إبان احتدام الصراع بين معتصم جعفر والفريق عبد الرحمن سرالختم والذي أوشك أن يتسبب في طرد السودان من الفيفا .. كان رأيي أن يتولى المنصب (أبو القوانين) الأستاذ محمد الشيخ مدني الذي مورست عليه ضغوط عليا وكنتُ من بين الضاغطين لكنه رفضها كلها للأسف، فمن خلال تجارب لصيقة وعديدة مع الرجل الذي أوتي من الحكمة ما يؤهله لقيادة الفيفا (ذاتها) ناهيك عن الاتحاد السوداني فإني لم أكن أرى أفضل منه لإرجاع الكرة السودانية إلى عهودها الزاهية بل إلى التحليق إلى آفاق أرحب ولكن!
الآن وقد اعتذر ود الشيخ فإنه لا مجال ولا خيار غير شداد الذي جاءه المنصب يجرجر أذياله سيما وأن الرجل يتمتع بخبرة محلية ودولية وعلم غزير واحترام واعتراف من جميع الأطراف بل وعلاقات إقليمية ودولية ستعينه في مهمته وسيوظفها إن شاء الله لمصلحة السودان.
مما زاد اقتناعي بدكتور شداد مساندة (أبو القوانين) ود الشيخ له ذلك أن ود الشيخ لا يلقي ثقله وثقته بلا حيثيات قوية وموضوعية فقد خبر الساحة الرياضية وظل جزءًا منها ولكن للأسف ليس من مواقع اتخاذ القرار خاصة خلال سنوات التيه الأخيرة.
قد يدهش البعض لتدخّلي في ما لا يعنيني وفي أمر يظن الكثيرون أن علاقتي به أشبه بعلاقة راعي الضأن بتقنية الأقمار الصناعية، ولكن الأمر ليس كذلك، وهذا يحتاج إلى شرح لا تتسع له هذه المساحة، فضلاً عن أنه لا يجوز لمن يتعاطى السياسة أن يغفل عن هذه (صرعة) كرة القدم التي تجتاح العالم أجمع والتي رفعت شأن دول هامشية إلى ذرى لم تكن لتبلغها بدونها كما رفعت من شباب من فئة الفاقد التربوي إلى عداد العظماء المقدمين على رؤساء دولهم بل وعلى زعماء العالم.
هنيئاً لكمال شداد المنصب وأرجو أن يتوافق الجميع على الرجل حتى يفوز بالتزكية التي يستحقها فذلك أكرم للجميع ويقدم رسالة أخلاقية نحتاج إليها بعد هذا العراك الخشن الذي أساء إلى كثير من القيادات الرياضية.


assayha