بيني وبين حيدر إبراهيم (2) بقلم الطيب مصطفى

بيني وبين حيدر إبراهيم (2) بقلم الطيب مصطفى


09-18-2017, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505739667&rn=0


Post: #1
Title: بيني وبين حيدر إبراهيم (2) بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 09-18-2017, 02:01 PM

01:01 PM September, 18 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ختمتُ مقال الأمس بالرد على تكفير حيدر لي حين قال عني إنني لستُ مسلماً بالرغم من أنه يفاخر بانتمائه للملحِد ماركس الذي اشتهر بمقولته الشريرة (الدين أفيون الشعوب)، بل يقول ذلك المسكين، بدون أدنى حياء من الله ومن الناس: (سأظل ماركسياً حتى فجة الموت القادمة)! وقلتُ في آخر فقرة من المقال إن حيدر يعتبر محمود محمود محمد طه، ذلك الناقض لكل عرى الإسلام بما فيها الصلاة التي أوحى له شيطانه أنها رُفعت عنه بالرغم من أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم كان يصليها حتى تتورم قدماه .. يعتبره حجة دامغة ومرجعية عليا يحتكم إليها، ففي مقاله الذي كفّرني فيه استشهد حيدر بمحمود محمد طه الذي سمّى نفسه بالمسيح المحمدي وألّف كتاباً بعنوان (الرسالة الثانية) التي زعم أنه قد بُعث بها بعد الرسول الخاتم، فقال حيدر مستشهداً بمحمود: (كان الأستاذ محمود محمد طه يقول: [كل زول يدي العندو] ! بالله عليكم هل تستحق هذه العبارة السطحية الاستشهاد بها وترديدها؟! وبالرغم من تفاهتها يصر حيدر، الذي أخرجني من الإسلام، على إيرادها لكي يكشف مستوى علاقته بالإسلام وارتباطه بكل أعدائه من أمثال ماركس ومحمود محمد طه!
كنتُ في مقال سابق قد أشرت إلى تساؤل حيدر الذي قال فيه: (بأي منطق يملك الطيب مصطفى صحيفتين بالرغم من أنه لا يملك الرأس مال المادي ولا الفكري).
بالله عليكم أين المنطق في قول هذا الشيوعي الذي يستكثر علي - دون غيري من خلق الله في بلاد تكتظ بعشرات الصحف - يستكثر عليَّ أن أمتلك صحيفة؟! بدلاً من أن يسأل نفسه لماذا ينجح الطيب في إنشاء صحيفتين تحتلان المركز الأول والثاني بين جميع الصحف السياسية يأبى عليه حقده الدفين إلا أن ينظر بعين السخط التي تخرجه عن طوره فيشتمني بل ويكفّرني.
ثم يعود حيدر لنفس الإسطوانة المشروخة ليقول: (ولكن كيف يكون سودانياً من قام بعمل عجز عنه الاستعمار.. أي فصل الجنوب)؟!
سبحان الله ! أعجب والله من هؤلاء الرفاق الذين لا يزالون ينتحبون (ويجعرون) ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويدعون بدعوى الجاهلية حزناً على الجنوب حتى بعد أن فرّ منه أهله وهجروه هرباً من الموت حرباً أو جوعاً وأعجب أكثر من مخبول يلوم الجرّاح على إزالة ورم سرطاني من جسد صاحبه المريض.
ليتني لو كنتُ وحدي، بدون أية مشاركة من أحد من العالمين، من قام بفصل الجنوب عن الشمال لأكون صاحب أكبر إنجاز يتحقّق في تاريخ السودان قديمه وحديثه، ولكن للأسف أن إسهامي في ذلك الفعل كان هزيلاً للغاية بالرغم من أن أعدائي يصرون على تشريفي بنسبة ذلك الإنجاز إلى شخصي الضعيف .
هم كذلك على الدوام يفتقرون إلى البصيرة النافذة والفرقان الهادي إلى الحق المبين وإلى الخيار الصحيح، فكما أنهم لا يزالون يذرفون الدموع على الماركسية بعد أن لفظها أهلها لفظ النواة ويتشبثون بها تشبث المنتحر بالموت الزؤام تجدهم لا يزالون (يكنكشون) في الوحدة مع شعب أبغضهم وبلادهم ورفض العيش معهم حتى بعد أن ذاق ويلات الانفصال ! إنها حالة مرضية غريبة من (الحب من طرف واحد) حتى لو كان الطرف الآخر مبغضاً وكارهاً ويفضل أن يضمه وطن واحد مع الشيطان الرجيم أكثر من وحدة مع المندكورو الشمالي.
لكن لماذا تستغربون تعلُّق حيدر ورفاقه الحيارى بالوحدة مع الجنوب رغم ما يرونه فيه الآن بعد الانفصال من خراب ودمار وموت ومرض كان سيكون عبئاً على الشمال المغلوب على أمره وتنسون أن هؤلاء المساكين ظلوا هكذا على الدوام أسرى للماضي في سلوك رجعي جُبلوا عليه ربما وهم في بطون أمهاتهم؟!
هل نسيتم قرائي (المناحة) التي لا يزال حيدر يقيمها على الشيوعية التي يصر حتى اليوم على الاستمساك بها حتى بعد أن عافها أهلها وغادروها إلى رأسمالية عدوهم القديم وحبيبهم الجديد (ماما أمريكا)؟!
لقد قالها ذلك المسكين راهناً مستقبله وما بقي من عمره بشيك على بياض لتلك النظرية الرجعية البائسة فقال: (سأظل ماركسياً حتى فجة الموت).
ولكن دعونا نناقش الرجل الذي يهرف بما لا يعرف في انقياد أعمى لمراراته وأحقاده الدفينة رداً على مقولته عني إنني (من قام بعمل عجز عنه الاستعمار أي فصل الجنوب).
هل صدق الرفيق حيدر في زعمه أم ظل كعادته يكذب ويتحرى الكذب؟!
لماذا يتجاهل حيدر من صوّتوا للانفصال من أبناء الجنوب والذين كان قرارهم الإجماعي حاسماً ثم لماذا ينسى كل القوى السياسية الشمالية التي أقرت منح الجنوبيين حق تقرير المصير ولا يرى في كل هذه القرارات إزاحة للعوائق أمام إقرار الانفصال؟
لماذا نسي الرجل (حبيبه) قرنق الذي فرض على أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي في العاصمة الإريترية أسمرا بمن فيهم حزبه الشيوعي.. فرض عليهم الموافقة على منح الجنوبيين الحق في تقرير المصير؟!
إنه منطق البصيرة أم حمد ذلك "أن القلم ما زال بلم" كما يقول أهلنا في مثلهم الشعبي الساخر.


assayha