مستقبل سكك حديد السودان بقلم عبدالوهاب همت

مستقبل سكك حديد السودان بقلم عبدالوهاب همت


09-16-2017, 03:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505573150&rn=0


Post: #1
Title: مستقبل سكك حديد السودان بقلم عبدالوهاب همت
Author: عبدالوهاب همت
Date: 09-16-2017, 03:45 PM

02:45 PM September, 16 2017

سودانيز اون لاين
عبدالوهاب همت -
مكتبتى
رابط مختصر






فرغ الباشمهندس هاشم محمد أحمد المدير الاسبق لهيئة السكك الحديد السودانية من رفد المكتبة السودانيه بكتابه القيم(مستقبل سكك حديد السودان) وهو كتاب صادر من شخص سكب عصارة جهده ونير فكره منذ تخرجه في كلية الهندسة جامعة الخرطوم في العام 1964 ملتحقاً بهيئة السكك الحديديه ،اذ عمل بجميع أقسامها ما أهله الى أن يصل الى أعلى وظيفة فيها، بل وانتخب نائباً لرئيس اتحاد سكك حديد أفريقيا(شمال). ومستشاراً لوزير النقل والمواصلات في العهد الديمقراطي.
والكتاب الذي يقع في 295 صفحه به كم هائل من الوثائق والصور والاحصاءات الدقيقه والتي شملت حتى أوزان قضبان القطارات وتواريخ انشائها وأطوالها والجهات المصنعه ، وتواريخ دخول القطارات وعدد الركاب في أعوام مختلفة.
يقع الكتاب في 6 فصول موزعه الى عدة أبواب
يتناول الفصل الاول : السكه حديد أم وسائل النقل_تاريخ تأسيس وتطور الناقل الوطني وفي الباب الاول وسائل النقل والمواصلات والباب الثاني شذرات من من تاريخ السكة الحديد .
الفصل الثاني تطور السكه الحديد بعد الاستقلال وفي الباب الاول السكة الحديد منذ فجر الاستقلال والباب الثاني ،حركة النقل بالسكة الحديد والعائد المادي.
الفصل الثالث: أصول المنشآت الثابته والمتحركة في السكه الحديد، وفي الباب الاول المباني والمنشآت والباب الثاني،كباري السكة الحديد والباب الثالث الموانئ البحرية والباب الرابع البنيات الاساسية والتهميش ، والباب الخامس الوضع الاداري لهيئة سكك حديد السودان.
الفصل الرابع: مكونات عمل السكه الحديد وفي الباب الاول يتناول الانتاج والانتاجيه وفي الباب الثاني عناصر مقومات السكه الحديد.
والباب الرابع يتناول الخصخصة.
الفصل الخامس، الانجازات وخطط التأهيل بالسكه حديد وأحداث التسعينات وفي الباب الاول بعض المفاهيم الخاطئة وبعض الانجازات وخطط تأهيل السكة الحديد السابقة واحداث التسعينيات
ويختتم المؤلف الباب السادس بمستقبل السكه الحديد عام 2030.. المستقبل وأهداف وخطط المستقبليه والمقترحات للتطوير والحلول والسكة الحديد السودانية عودة الريادة.
خلافاً لدور السكك الحديديه السودانية اقتصادياً الا أن المؤلف تناول دورها الكبير في التطور الاجتماعي والسياسي والفني والتعليمي في السودان في السودان، اذ ان هذه المؤسسه العملاقة كانت قد استوعبت عشرات الالاف من الايدي العاملة السودانية.
في هذا العام تدخل السكك الحديديه عامها العشرون بعد المائه فكيف بدأت والى أين انتهى بها المطاف؟.
والسكة الحديد هي التي استقبلت أنديتها وتحولت الى منابر للثقافه والشعر والموسيقى والمسرح وخرجت اقلاماً صحافيه شهيرة محمد الحسن أحمد وسيدأحمد خليفه ومفكرين على رأسهم الشهيد محمود محمد طه وقدمت مبارك زروق وخليفه عباس ومكي السيد والطيب حسن. وقدمت في الرياضة محمود اللبودي ومحمد نورالدين الاسطى وماجد ، وفي الفن جاءت بالعمالقه عبدالعزيز داؤود وحسن خليفة العطبراوي وعبدالله البعيو وتيمان عطبرة وخرجت أميز فرق موسيقى لبوليس السودان والقائمة طويله في كل المجالات.
يتحسر المؤلف على حال السكة الحديد اليوم اذ يقول( ان مايتم اليوم من تشغيل جزء من السكة الحديد بواسطة من هم خارج السكة الحديد، وليس لهم صلة بصناعة النقل أمر غير سليم ولايمكن أن نطلق عليه كلمة خصخصة لبعده عن معنى الكلمة).
في الفصل الرابع
يتناول المؤلف احداث التسعينيات ومؤتمر (انقاذ هيئة السكة الحديد) أغسطس 1991 تحت رعاية وزير النقل والمواصلات العقيد صلاح الدين محمد أحمد كرار وماذا حدث ولماذا انقلبت الموازين بعد ذلك، وكيف انعكست التوصيات وبداية الانهيار التام لهذا المرفق العظيم ومن ثم وتكسير محطة الخرطوم الرئيسية وتدمير المنشآت وبيع الاراضي والمخازن وينطرح التساؤل هل أرادت (الانقاذ) انقاذ السكة الحديد أم تدميرها وتدمير منازل العمال وفصل خمسة الاف عمل ماهر وفني من أرقى الكفاءات في السكة الحديد مما قاد الى شل ورش عطبرة ومرافقها ويواصل المؤلف قوله (لابديل للسكة الحديد الا السكة الحديد).
ويختم المؤلف الفصل الاخير سكك حديد المستقبل (2030) كيف يمكن النهوض بها ومقترحات ذلك.
جدير بالذكر أن الباشمهندس هاشم محمد أحمد والذي تولى ادارة هذا المرفق الحيوي الكبير اضافة الى مشاركاته بالتدريس في كلية الهندسة الميكانيكية في عطبرة وترؤسه لعدد من اللجان لدراسة أوضاع تأهيل بعض المؤسسات الحكومية منها المؤسسة العامه لنقل الموارد البترولية والنقل الميكانيكي ولجنة النقل البري وعضوية اللجنة الفنيه بوازرة الماليه لتخطيط منطقة النيل الازرق ..الخ..
وبدلاً من الاحتفاء والتكريم بأمثال هؤلاء الرجال ، الا أن أهل (الانقاذ) قدموا مكافآت عظيمة تتناسب وشروخهم النفسيه والعقليه اذ تعرض الباشمهندس هاشم محمد أحمد الى الفصل من الخدمة وأُخضع لابشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي من قبل صبية (الانقاذ) والذين مروا بكل مرافق الدولة الشامخة ودمروا وازالوها عن الوجود بشكل كامل.
فمن سيعيد للسكك الحديد سيرتها الاولى هل ابناؤها الخلصاء الذين ترعرعوا في كنفها ، أم من دمروا نهاراً جهراً.
هذا الكتاب سفر نادرة يحكي تفاصيلاً لايلم بها الا أصحاب الشأن.
والسؤال متى سيتم تكريم الاف المهندسين والمعلمين والاطباء والمحامين والرياضيين والعمال ...الخ..وهل ستنظر لهم الدوله كأنهم ماقاموا بشئ وهل من يملأؤن الدنيا عويلاً باعادة السكك الحديد الى سيرتها يعرفون ماذا قدم لها هذا الرجل ورفاقه؟ وهل في مقدورهم الانصات فقط علهم يعرفون شيئاً.
انه زمان المال عند بخيله والسيف عند جبانه.