عريس أوفر (Over) بقلم كنان محمد الحسين

عريس أوفر (Over) بقلم كنان محمد الحسين


09-14-2017, 06:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505409893&rn=1


Post: #1
Title: عريس أوفر (Over) بقلم كنان محمد الحسين
Author: كنان محمد الحسين
Date: 09-14-2017, 06:24 PM
Parent: #0

05:24 PM September, 14 2017

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر










بالأمس القريب كنت ابحث في سهرة او فيلم جديد لم يتكرر ولا يكون مملا ، وبمحض الصدفة وجدت سهرة في احدى الفضائيات تناقش موضوعا يدمي له القلب بعيدا عن السياسة وتشعباتها والرياضة ومهاتراتها ، موضوع شخصي لكنه يلقي بظلالها على السياسة والاجتماع والاقتصاد واشياء اخرى ، الموضوع هو ان احد الآباء احضر طفليه بمحض ارادته إلى دار لرعاية الايتام حتى يتخلص منهم لأن السيدة حرمه المصون الجديدة لا تريد أن ترى أي شيء من ريحة زوجته الأولى التي انفصل عنها عشان خاطر عيون المحبوبة الجديدة.

كل واحد فينا يتخيل هذا الأب الذي انتزع الشيطان منه عاطفة الأبوة والانسانية وغيرها من القيم حتى يستمتع بمحبوبته الجديدة التي كانت تعذب هؤلاء الابرياء الذي تبلغ اعمارهم الرابعة والثانية من العمر ، ولاتدرى إن هذا الشخص المجرد من عاطفة الأبوة من الممكن أن يتخلص منها مثلما تخلص من زوجته الاولى وفلذاته كبده بكل هذه السهولة. وكيف تأمن لمثل هذا الشخص المنزوع الكرامة والحب والاحساس بالمسؤولية ومهما ظنت انها ستستطيع المحافظة عليه ولا اظنها تقدر.



وقد اظهرت الاحصائيات ارتفاع حالات الطلاق بشكل غير مسبوق ، وتبين ان هذه الظاهرة في تنام وازدياد بسبب اشياء كثيرة على رأسها عدم تحمل المسؤولية من قبل الطرفين واللامبالاة والحالة الاقتصادية بالاضافة إلى الكثير من المشاكل بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي بقدر ما هي اسهمت في التوعية والتواصل الا انها لها بعض السلبيات التي لا داعي لذكرها لأن الجميع يعلمها. وهناك العديد من النكات والطرائف التي تتداول في الواتساب وغيره من وسائل التواصل الكارثية عن اسباب الطلاق ، وقد اضحكتني نكتة اظن معظمكم اطلع عليها لكن سأقوم بسردها للتذكير (:ﺍﺗﻨﻴﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺣﻨﺎﻛﻴﺶ ﺍﺗﻼﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ بعرفو بعض من زمااان

ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻮﺭﻛﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ

ﻳﺎ رنا ﻳﺎ رنا

رنا ﺍﺗﻠﻔﺘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ

ﻣﻴﺴﻮﻥ ﺍﺻﻠﻮ ﻣﺎ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻛﻴﻔﻚ ﺗﻤﺎﻡ

ﺑﻮﺳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﺑﻮﺳﺔ ﻳﻤﻴﻦ

رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﻳﻦ ﺍﺧﺘﻔﻴﺘﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻮﺗﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻮة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺲ

ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺲ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺗﻄﻠﻘﺖ

ﻣﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺍﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭأﺗﻄﻠﻘﺖ

اها ﺳﺒﺐ ﻃﻼﻗﻚ ﺷﻨﻮ يا ميسو؟

ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻟﻘﻴﺘﻮ ﺑﺴﻒ ﺻﻌﻮط ﻭﺑﺨﺖ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺼﻌﻮط ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻼﺟﺔ :

رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭاااﺍ .. ﺍﻭﻭﻭﻭﻭﻉ يخسي عليهوو

ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺗﺴﻠـميـﻪ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ

ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﺍﻧﺘﻲ ﻳﺎ رنو ﺳﺒﺐ ﻃﻼﻗﻚ ﺷﻨﻮﻭ

رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ياااي ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻓﻈﻴﻊ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻟﻘﻴﺘﻮ ﺑﻴﻠﺒﺲ ﺟﻼﺑﻴﺔ وعندو ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻭالسروال ﺍلبربطوه بالحبل داك .

يربطوك ف حظيرة الدندر بركه إلهي مولاي..



شتان ما بين هذا الحوار الذي يخلو من الأدب والاحترام ،والذوق واللياقة ، مهما كانت تصرفات الطرف الآخر ، اذا لم يصبر الطرفين على بعضهما لن يستمر زواج في الدنيا ، لأن الزواج هو رسالة وتضحية وتكوين عائلة وانجاب اطفال يعمرون الكون ورسالة ، ، كل طرف يأتي من بيئة مختلفة ومن عائلة مختلفة ، اذا لم يمنح اي منهما الاخر فرصة لتعلم التضحية وفهم الاخر لن تستمر الحياة . ووصية أم حكيمة تعلمت من الزمن وتجارب الحياة الكثير التي قالت كلاما رائعا لابنتها في ليلة الزفاف حيث قالت لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها .." أي بنيّــة .. إنك قد فارقت بيتك .. الذي منه خرجت .. ووكرك الذي فيه نشأت .. إلى وكر لم تألفيه .. وقرين لم تعرفيه .. فكوني له أمة .. يكن لك عبدا .. واحفظي له عشر خصال .. يكن لك ذخرا .. أما الأولى والثانية .. فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة .. أما الثالثة والرابعة .. فالتعهد لموقع عينيه .. والتفقد لموضع أنفه .. فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف وأما الخامسة والسادسة .. فالتفقد لوقت طعامه .. والهدوء عند منامه .. فإن حرارة الجوع ملهبة .. وتنغيص النوم مكربة .. وأما السابعة والثامنة .. فالعناية ببيته وماله .. والرعاية لنفسه وعياله .. أما التاسعة والعاشرة .. فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا .. فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره .. ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه .. فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير .. وأشد ما تكونين له إعظاما .. أشد ما يكون لك إكراما .. ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك .. وهواه على هواك .. فيما أحببت أو كرهت .. والله يصنع لك الخير واستودعتك الله .



وارتفاع نسبة الطلاق خلال هذه الفترة كارثة بمعني الكلمة سواء كان هناك ابناء ام لم يكن ، لذلك على الجهات المختصة أن تعمل على دراسة هذه الظاهرة المدمرة التي تنذر بانهيار مجتمع وضياع امة ، وعلى علماء المسلمين بدلا من تجنيد الشباب للضياع وادخالهم الجنة بفتاوى غير معروف مدى صحتها ، وخلق فوضى في المجتمع والعمل على جمع المال الحرام باسم الدين ،يجب أن يعمل الجميع معا على توعية الشباب لمواجهة التحديات بكل منطق وواقعية وحمايته من اخطار المخدرات والتفكير غير السليم ، والعمل على تسليحه ضد التحديات المحتملة وخلق اجيال واعية وقوية للمستقبل بالتخطيط السليم وتعليمهم القيم والاخلاق السمحة وقبول الرأي الآخر في مجتمع معافى بعيدا عن العنف والضرب والقتل وتكفير الآخر .



[email protected]