الحل بسيط جداً..! بقلم عبد الله الشيخ

الحل بسيط جداً..! بقلم عبد الله الشيخ


09-14-2017, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505398283&rn=0


Post: #1
Title: الحل بسيط جداً..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 09-14-2017, 03:11 PM

02:11 PM September, 14 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


تلك كذبة كبرى، أن تقول الجهات ذات الاختصاص أن فيضان هذا العام كان أكبرمن فيضان 1947 . منسوب نهر النيل هذا العام لم يصل مناسيب فيضان 64 ولا حتى 88. كان فيضاناً عادياً، وما يُخشى منه أن يجف حلق الأزرق الدفاق ذات يوم، لما عُمل فيه من عمايل البشر.. الحقيقة التي يجب التذكير بها – التذكير فقط - أننا في كل عام ندخل معركة من غير معترك مع هذا النهر. السودان يشمِّر عن سواعده في كل موسم خريف. في كل عام تُرصد الميزانيات لمجابهة الخريف والفيضان، وعندما ينصرم الموسم نجد قنوات التصريف في كل السودان، حضره ومدره، على حالها، غير مهيأة. والحل هنا بسيط جداً.. الحل في أن تكشف المحليات، عن حجم انفاقها لمجابهة فصل المياه المتدفقة هذا.. الحل بسيط، الحل في معرفة سر بعض الماكينات .. ماكينات الشركات التي تقف قوارعاً للطريق..الحل في الكشف عن أصحاب تلك الشركات، فنحن نخشى أن تكون لمسؤولين،، ونحن نخشى – فقط – أن يكون تواجدها في الشوارع يُعطِب أكثر مما تُصلِح.. الحل بسيط، ويكمن في التعرف على أمزجة هذا الصنف من المقاولين ، الذين يحفرون طرفاً من المشروع، ويتركون بقايا التصدعات على جنبات الطريق. في كل عام تخصص بنود الصرف للمحليات، ولا يبدأ العمل لمجابهة الخريف إلا بعد هطول المطر، لتطفح الطوافح، تحت سمع وبصر المسؤولين. الآن انحسر النهر وبارح مناطق الخطر، فلنكن متفائلين وننظر الى النصف الممتلئ من الكوب، لنقل إن فيضان هذا العام قد غسل جروف البلد من الشوائب والنفايات. لنفترض أن الخراب الذي يطال بيئة النهر، يحدث صُدفة، وأنه غير مُتعمَّد، وأن الفيضان ليس كله شراً، وأن بلاد السودان يمكن أن تستفيد منه، إذاً للقائمين على الأمر رغبة مؤكدة في اذكاء تلك الفائدة.. من المفيد لجميع الأطراف – المنتج والمستهلك- أن نتماسك باتجاه وقف التعدي على بيئة النهر، إذا كنا دائماً ما نمتدحه ونقول أنه نهر من أنهار الجنة..علينا واجب تذكير الجهات المسؤولة – فقط التذكير - كي تقوم بدورها في اقناع مُلَّاك المصانع، أن يصرفوا بقايا اللوثة الصناعية بعيداً عن مجاري المياه.. العيش على ضفاف حياة كاملة، وهذه الأجيال الرقمية محرومة من الشرب من مائه الزلال ومن السباحة في مياه كانت نقيّة وصافية. صفحة النيل تعتكر في أيام الفيضان وتتحول الى سائل أخضر في موسم التحاريق. هذا واد ملوَّث، خاصة في القاهرة وعند محطة الخرطوم.. لم يعُد ماءً صالحاً للاستخدام الآدمي كما كان الحال قبل أم الكوراث، كيف لا و مؤسسات النهضة الصناعية تسا هم في تلويث النيلين الأزرق والأبيض، دون تحسُّب لما ينتج عن تلك التنمية، أو ذاك الاستثمار، من آثار سالبة. كان الناس يستبشرون بالمطر وبالدميرة، ويستعدون لهما كلٌ في منطقته، لأنهما يمثلان البلاد الخصب والنماء والفرح.. انتهى بنا الحال إلى الجزع كلما أطلقت تنبؤات الأرصاد الجوي بهطول الأمطار أو بارتفاع مناسيب النيل.. أين نحن مما درسناه في طفولتنا، من شاكلة حل الخريف حلا أهلا به وسهلا..؟ أين نحن من صبانا حين كنا نقول: النيل من نشوة الصهباء سلسله وساكنو النيل سُمَّار وندمان؟ الخرطوم مدينة بين بحرين، وجفافها يحيِّر العقول، فهي إما إماعطشى أو غرقى، من العليها، إنّما أيه..؟ هل مِن متبرع بأية معلومات عن حجم الإنفاق الحكومي لمجابهة فيضان وخريف هذا العام..؟



akhir-lahza