الجاتك في تلاميذك سامحتَك .. !! - بقلم هيثم الفضل

الجاتك في تلاميذك سامحتَك .. !! - بقلم هيثم الفضل


09-14-2017, 02:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505351858&rn=1


Post: #1
Title: الجاتك في تلاميذك سامحتَك .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-14-2017, 02:17 AM
Parent: #0

01:17 AM September, 14 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريد

طبعاً ما أصاب التعليم في السودان بعد ثورة التعليم العالي المزعومة ، من مآسي وإنهيارات قيَّمية ومادية وأكاديمية وتربوية لا يخفى على أحد ، خصوصاً أولئك الذين شهدوا أمجاد التعليم وأبعادهُ التربوية من أمثالي قبيل إجتياح الإنقاذ للكثير من المرافق الإستراتيجية الوطنية بالشعارات والهتافات المهرجانية التي أوصلت بعض تلك المؤسسات إلى الهلاك الكُلي وأودت ببعضها الآخر إلى ما يمكن وصفهُ (بالموت السريري) ، فلا هي موجودة بالقدر الذي يسمح لعامة الناس تحسُّس وجودها في واقعهم اليومي ، ولا هي شُطبت كُلياً من قائمة (الموجودات) وأُحيلت إلى حالة الفناء الذي يجعلنا ننسى أمرها ونخوضُ في غيرها من الأمور شأنها في ذلك شأن مشروع الجزيرة وسودانير وشركة الأقطان والبحرية السودانية وغيرها من المؤسسات الوطنية ذات البُعد السيادي التي غرقت (في شبرِ جهلٍ وفساد) ، هكذا حال المؤسسة التعليمية في السودان منذ زعزع (الهتافيون) و(النفعيون) الجُدد أركانها وإتجهاتها ومناهجها وسلّمها التعليمي ثم (إستثمروا) في (كارها) عبر تجفيفها من المنافع والدعائم والتنمية ، ليُمهِّدوا الطريق لإمتصاص دماء أولياء الأمور بالمتاجرة في العلم والمعرفة والإستنارة بإسم المدارس الخاصة ، هذه الأخيرة التي أصبحت مؤخراً (شريكاً إستراتيجياً) لوزارة التربية نفسها ، عبر ما تدفعه سنوياً من رسوم خاصة بتجديد تراخيص العمل لكل سنة دراسية جديدة ، ووزارة التربية في هذا المنحى تغُض الطرف عن مُخالفاتها اللائحية التي تبدأ بعدم إلتزامها بقرارات الوزارة المتعلِّقة بعدم زيادة الرسم الدراسي إلا كل عامين وبنسبة مُحدَّدة ومعلومة ، وتنتهي بعدم الإلتزام بالشروط والمواصفات الخاصة بالبيئة المدرسية وتوفير المساحات والأدوات اللازمة لضمان الإستقرار النفسي والصحي والتربوي للتلاميذ ، فأصبحت المدارس الحكومية (إكسسواراً) تُبقي عليه حكومتنا الغافية لتغطية (شكلية) تُشير إلى إطلاع الدولة بالتعليم ، في حين الحقيقة والواقع يُشيران إلى أن الحكومة أصبحت (تُدير وترعى) سوق التعليم الخاص ، الذي لايستقيم أمر تسويقه إلا عبر مزيد من الهدم والتشويه والإهمال للتعليم الحكومي ، قادني للحديث عن موضوع التعليم مرةً أخرى ، ما تقودنا إليه يومياً بؤر الفساد الذي إستشرى و(عمَّ القُرى والحضر) ، بما أوردته الأخبار الرسمية أن فصلاً من فصول مدرسة شادية سالة الأساسية بنات بمحلية الكاملين قد إنهار سقفه ، بعد عملية ترميم طالت المدرسة بالإضافة إلى إنشاء فصول جديدة قُدرت تكلفتها بما يفوق المليار جنيه بالقديم ، والحمد لله رب العالمين أن جميع التلميذات نجوْن ولم تُصب إحداهن بأذى ، والغريب في الأمر أن هذه المدرسة كان من المفترض أن يفتتحها بثوبها الجديد رئيس الجمهورية عبر برنامج زيارته لولاية الجزيرة المُقرَّرة في نوفمبر القادم ، نقول للسيد رئيس الجمهورية حمداً لله على السلامة (الما وقعت فيك) و(الجاتك في تلاميذك سامحتك) ..