عدا السودان !! بقلم صلاح الدين عووضة

عدا السودان !! بقلم صلاح الدين عووضة


09-12-2017, 02:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505221403&rn=0


Post: #1
Title: عدا السودان !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-12-2017, 02:03 PM

01:03 PM September, 12 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*مما تعلمناه زمان أن الفلسفة وليدة الدهشة..
*ومما تعلمناه الآن أن بلادنا وليدة العادة... والتعود... والاعتياد..
*ولولا كتشنر لظل السودان - أعواماً عديدة - على ما كان عليه أيام الخليفة..
*لظل على ما اعتاد عليه الناس من بدائية الحياة...وبؤسها..
*ولظل الناس على اعتقادهم بأن فكتوريا فرَّطت في يونس الدكيم..
*وبأن من يحكم السودان لابد أن يتلقى الوحي في ضريح الإمام..
*وبأن من يأكل في الظلام سيصفعه شيطان (يعوج) فمه..
*ولما كانت هنالك كلية غوردون...ولا دار بريد...ولا قصر رئاسة..
*ولا أي مبانٍ حكومية - على الطراز الحديث - بشارع النيل..
*ولا خطوط سكك حديد...ولا ملاحة بحرية...ولا بواخر نيلية..
*وفارقت بلادنا محطة الرتابة والكآبة والـ (لا دهشة) طوال فترة حكم الإنجليز..
*ثم عدنا إلى هذه المحطة فور ذهابهم إلى المحطة..
*إلى محطة القطار تشيعهم صيحات (يا غريب يلّا لبلدك...سوق معاك ولدك)..
*وساقوا معهم أولادهم...أدوات الدهشة الحضارية...إلى بلدهم..
*وبقيت لنا بلدنا بلا دهشة...ولا حضارة...ولا نظافة...ولا طوح...ولا (فعل)..
*أو بقيت كذلك إلى حين بفعل (قوة الدفع الذاتي) القديمة..
*ثم تعطل كل شيء...إلا الذي يقود إلى كراسي السلطة بأي ثمن..
*ولو كان هذا الثمن هو رؤوس...وعظام...ودماء...بعضنا البعض..
*وصارت الدهشة الوحيدة هي مارشات الفجر العسكرية..
*وما بين مارشات وأخرى هدوء...ورتابة...وملل...وتكرار لشعارات جوفاء..
*ونشرات أخبار يعرف الناس تفاصيلها...وتفاصيل تفاصيلها..
*وخطب سياسية لست في حاجة إلى سماعها...لأنك سمعتها قبل أعوام..
*أو بطول سنوات النظام القائم؛ بكل وعودها...ووعيدها..
*وتقفز الدول من محطة إلى أخرى...ونحن محلك سر في محطة قطار الإنجليز..
*بل نستقل منها قطار الزمن لنعود إلى أيام حكم الخليفة..
*أيام انحصار كل الهم - والهمم - في كيفية الحفاظ على السلطة بأي ثمن..
*ثم لا (يهم) إن كنا نسير للأمام...أو الخلف...أو نقف في مكاننا..
*بل يمكن للزمن ذاته أن يتوقف...كما توقفت ساعتنا الآن (17) في محطة البكور..
*فلا أهمية للزمن عندنا...تماماً كما فعل حزب البعث البارحة..
*فعدا أنه نفسه حزب ينتمي لحزب عربي منقرض فهو ما زال يردد كلاماً منقرضاً..
*يقول كلاماً سمعناه منذ (27) عاماً...ثم يردد فيه إلى يومنا هذا..
*وفحواه أنه لن يشارك في أي حوار مع النظام القائم إلا بعد وقع الدهشة..
*أي بعد ذهاب النظام بفعل (مدهش)...علمه عند الله وحده..
*ثم نظل هو...ونحن...والشيوعي...والمهدي...والتاريخ...في انتظار هذه الدهشة..
*ولا أدري لم مُنحت عقولنا جواز سفر فلسفي لعوالم الدهشة..
*فهو يصلح لكل الأقطار (عدا السودان !!!).

assayha