وداعاً وهج الشرق ..!! بقلم الطاهر ساتي

وداعاً وهج الشرق ..!! بقلم الطاهر ساتي


09-11-2017, 03:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505139271&rn=0


Post: #1
Title: وداعاً وهج الشرق ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 09-11-2017, 03:14 PM

02:14 PM September, 11 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: محمد الحسن سالم حميد يتساءل بحزن أمام رحيل مصطفى سيد أحمد:
مالك رحيلك دون وداع زي الحرد ؟!
ثم يتساءل في ذات القصيدة :
بدلت كيف سعة الوجود بضيق لحد ؟!
:: وهذا حال البرغوثي أمام رحيل درويش :
وكأنه إذ مات أخلف ما وعد
وكأننا لمناه بعض الشئ يوم رحيله
وكأننا كنا اتفقنا أن يعيش إلى الأبد !!
:: أصدق الكلمات هي الصادرة عن قلوب الحزانى.. وإن كان أعذب الشعر أكذبه، فان أصدق الشعر هو شعر الرثاء .. والشعراء في نعمة بموهبة تروض وتترجم أحزانهم وتحولها إلى أشعار تفتح أبواب المشاطرة للناس، لتدخل - عبر مراثيهم - القلوب وتشاطرهم أحزان الفقد ..ويبدو أن هذا يخفف وطأة الحزن على قلوب الشعراء..
:: ثلاث مقدمات، ولا زلت عاجزاً عن رثاء الأخ الأستاذ أونور أوهاج، وهج الشرق الذي رحل بهدوء ضحى السبت..ليتني كنت شاعراً مثله، لتشاطرني قلوب الناس أحزان الفقد عبر مداخل القصائد.. كنت من رواد منتدى البرش، وكان هذا الفتى النحيل يأتي في موعده ، فاستقبله فرحاً : (أهلاً بالزول الرسالة، مرحباً بالزول القضية)، فيرد ضاحكاً بالبجاوية : ( إينينا والله)..
:: كانت الولاية عهدئذ بائسة، والمجتمع مغبوناً، وحاتم الوسيلة والياً، وكان منتدى البرش متنفساً للشباب والطلاب ونشطاء مؤتمر البجا وعمال الكلات وكل ملح الأرض ..وهناك يتحدث أوهاج - حديث أهل الوجع - معاتباً الاعلام على تجاهل قضايا الهامش : (معقول أنا افتح الجريدة القاكم عاملين صفحة واحدة لكل الولايات، و 15 صفحة للخرطوم؟)، ثم وكأنه يُعاقبني : ( الليلة ماعندي موضوع غير اعلامكم المركزي دا)..
:: ثم نطوي ساعات الليل - رغم أنف الظلام والناموس - بأشعار هذا الفتى الجميل، وحين ترهقه الترجمة يستنجد : ( ياجماعة ترجمو للدنقلاوى دا)، ثم يعقب : (والله انت خربتا أشعاري، باكاش لسة ما علمك البداويت؟).. أروع ما في أشعاره واقع الحياة بالشرق، وبالواقع يُناشد الوجدان والعقول بالتغيير نحو الأفضل .. !!
:: أشعار تدعوهم للعلم والعمل، وتحذرهم من الجهل والمخدرات وكل موبقات الحياة السوية .. أشعار، كما كما مؤسسات الإصلاح الإجتماعي، ذات أهداف سامية.. وكان الفتى النحيل - المصاب في أحداث 29 يناير- يتجول باشعاره في فيافي الشرق أغبشاً، ويترنم بها ما بين الجبال أغبراً، ويطل بها عبر الفضائية أنيقاً، ويفترش الأرض ويلتحف السماء في الصحاري لتوصيله رسالته.. أونورأوهاج كان يحب أهله صادقاً مخلصاً، فاغفر له وأرحمه يا الله .


fb