سنة حِلوة يا جميل .. !! - بقلم هيثم الفضل

سنة حِلوة يا جميل .. !! - بقلم هيثم الفضل


09-11-2017, 02:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505091880&rn=0


Post: #1
Title: سنة حِلوة يا جميل .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-11-2017, 02:04 AM

01:04 AM September, 11 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

أعلن بالأمس برنامج التواصل الإجتماعي فيس بوك (عيد) ميلادي ، وللحقيقة فقد تفاجأت بالكم الكبير من التهاني والتبريكات التي إنهالت على صفحتي الشخصية ، وتبادر إلى ذهني ما كان غائباً عني في زحمة مشاغل الحياة وإلتزاماتها عن ماهية علاقاتي الإنسانية الإسفيرية والتي يسميها البعض (إفتراضية) بالرغم من أن بعض أبطالها هم شخصيات حقيقية تربطك بهم علاقات وأحداث وتداولات من شتى أنواع االتعاملات التي تسري بين الناس ، ولكن قد فات علي وفي خضم قبولي للآلاف من طلبات الأصدقاء أنني قد إنتميت نسبياً إلى فئةً عمرية من الشباب والشابات الذين سبقناهم في العُمر بعقود من الزمان ، جعلتنا مُجبرين غير مُختارين نختلف معهم في كثير من منظوراتهم الثقافية والسلوكية ، ولا أقول هذا كما جرت العادة لمن هم في مثل سني لأنتقد ما إستجد من ثقافات وسلوكيات شبابية لصالح الإعتداد التعصُبي (غير المُبرَّر) لقديمنا الذي على ما يبدو (تاه) إلى الأبد ، بقدر ما هو في الحقيقية المحضة نوع من (الإختلاف) الغريزي نتاج ما تربينا عليه ، وبالرغم من أنني وتماشياً مع صيِّغ العصر الحديث وما يسودُ فيه من عادات جديدة لا أمنع أبنائي وبناتي من الإحتفال بأعياد ميلادهم ، إلا أنني لا أستطيع وفي أغوار أعماقي القصية إلا أن أستهجن فكرة الإحتفال بعيد ميلاد شخص في أعتاب ولوجه إلى الخمسين من العمر ، كيف لا يكون هذا إتجاهنا الثقافي والسلوكي كجيل وقد تربينا في كنف آباء رغم أنهم كانوا من المتعلمين والمثقفين وأحياناً المبدعين ، إلا أنهم لم يكونوا في حوجة للتردُّد عن إعلان إعتبارهم إستعمال النظارة الشمسية لشاب أو صبي ليس سوى (جنصصة) وقِلة أدب ، وبعض آباءنا في ذلك الزمان كانوا يعتبرون إستعمال العطر في وقت مبكر من الصبا هو أيضاً نوعٌ من التجاوز الأخلاقي ، أما بخصوص أن يُقيم رجلاً (بشنبات) وربما (كرش كبير) عيد ميلاده بطقوسه وشموعه وأهازيجه التي نعرفها اليوم فلا أظن أن تصرف آباء ذلك العهد الغابر إزاء ذلك سيكون شيئاً غير إيداع (المُحتفى به) مستشفى المجانين أو الإحالة إلى (فكي) يقوم بحبسه وجلده وقراءة القرآن على رأسه في مسيد ، عموماً أنا سعيد جداً بكل تلك التهاني والتبريكات التي وافتني على صفحتي الشخصية بمناسبة (فقداني) سنةً أخرىمن عُمري الذي على ما يبدو يُسرع نحو ما يؤول إليه حال سائر العباد ، سائلاً المولى عز وجل أن يطيل في أعماركم وأنتم ترفلون في ثوب الصحة والعافية والعناية الإلهية وفي كنف الرضا الرباني ، إن أمد الله في الآجال أدعو الله أن (يُنقذ) البلاد والعباد من قبضة الغاصبين ، وأن يهُد حيل المفسدين ، وأن يبسط على وطننا العدل والرخاء والآخاء والتعاضد ، وأن تعود الديموقراطية عوداً حميداً في شكل ومضمونٍ جديد أهم مزاياه أن يكون خالياً من الخيانة والغدر والظلم والإستعلاء .