من تسبَّبَ في مقتل امام مسجد ام بدة الحارة 12! بقلم عثمان محمد حسن

من تسبَّبَ في مقتل امام مسجد ام بدة الحارة 12! بقلم عثمان محمد حسن


09-10-2017, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505055291&rn=0


Post: #1
Title: من تسبَّبَ في مقتل امام مسجد ام بدة الحارة 12! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 09-10-2017, 03:54 PM

02:54 PM September, 10 2017

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر





· كتبت الراكوبة:- " عندما آب المصلون من زاوية فيصل بميدان الحارة
12 بمدينة أم بدة فجر أمس الأحد ثالث أيام عيد الأضحى وجدوا إمام زاويتهم
الراتب الشيخ الستيني عبد الدائم بشير صابر، واقعا على الأرض بعد ان قطع
له مجهول الطريق للزاوية، واعتدى عليه بنصل حاد...."

· و لا زال أهالي الحارة 12 بأم بدة يتحدثون عن الشيخ / عبد الدائم
بشير صابر- الإمام الراتب لزاوية فيصل بميدان الحارة 12 المقتول غيلة في
ثالث أيام العيد.. و يذكرون محاسنه و شهامته التي كانت السبب في مصرعه
بأيدي شباب من جيران له كما يقولون..

· و يُقال أنه كان عائداً إلى بيته بعد صلاة الفجر حينما أبصر ثلاثة
من الشباب يقومون بكسر إحدى الصيدليات، فاتجه نحوهم ناصحاً إياهم للإقلاع
عما يفعلون.. فما كان منهم إلا أن يتهجموا عليه بالمِدى بوحشية.. و
يردونه قتيلاً..

· كان القتلة من أبناء الحارة .. يعرفهم و يعرفونه.. ربما خشوا
افتضاح أمرهم في الحارة، فاغتالوه.. و يقال أن ثلاثتهم حضروا مراسيم
تشييع الجنازة بعد ذلك.. و شاركوا في الدفن!

· أبناء حارة يقتلون إمام زاوية في الحارة، دون ذنب سوى النُصح... و
يشاركون في تشييع الجنازة!!

· لا تتعجب، إنه مجتمع استحدث فيه المؤتمر الوطني نوعاً من
الأخلاقيات التي عناها القائل" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، و إن همو
ذهبت أخلاقهم ذهبوا!"

· إفرازات دولة التمكين جعلت أعاليها واطيها و العكس بالعكس.. ثم
خلقت فجوة اقتصادية مهولة بين الدولة و بين المجتمع السوداني بأسره.. و
لم تشأ أن تستوعب المجتمع الذي في هامش النشاط الاقتصادي.. و نشرت الفساد
في المجتمع بشكل غير مسبوق.. و تقبل المجتمع وجود الفساد كأمر لا مفر منه
فصار الامتلاك الجنائي حلالاً و الثراء الحرام وضع اللصوص على قمة الهرم
الاجتماعي..

· و اتسعت دائرة السرقات بالإكراه، يدفع المواطن الرشاوي في المكاتب
مكرها، و إلا، فلن يتحصل على ما يستحق الحصول عليه.. و ناس ( تُلُّب)
صاروا يرعبون الآمنين في البيوت.. حتى بيوت الجيران صارت مسرحاً
لعملياتهم الليلية..

· و تذكرتً أيام كانت الجيرة مقدسة لدى الجميع.. و مررت بأيامي في
الحلة الجديدة بمدينة ود مدني، حيث كنتُ أسكن مع إحدى الاسر الكريمة، و
خرجت من المنزل ذات مساء قاصداً محطة السكة حديد للقاء قريب لي قادماً من
مدينة واو في طريقه إلى الخرطوم..

· و لما كانت المحطة على مقربة من المنزل، فقد يممتُ شطر المحطة
سيراً على الأقدام.. و كانت أمامي بعض الفتيات- كنت أسارع الخطى لألحق
المحطة قبل مغادرة القطار.. و حين قربتُ من الفتيات محاولاً تجاوزهن،
التفتت الي إحداهن قائلة، في استنكار:- " أجي يا عثمان! تشاغل بنات
حلتك!"، شعرتُ بحرج شديد و أنا أؤكد لهن أني لم أخرج على القاعدة
المجتمعية... و أن الظروف المحيطة بتصرفاتي ربما هي التي أوحت إليهن أني
كنت أطاردهن.. و أكدتُ لهن أن سيري الحثيث لم يكن سوى محاولة للحاق بقطار
قريبي.. ضحكن و تقبلن اعتذاري عن طيب خاطر..

· و واصلت السير نحو المحطة دون أن أخدش حياء المجتمع الذي كان إلى
مجتمع الملائكة أقرب منه إلى مجتمع أباليس المؤتمر الوطني..

· الأعراف السائدة بين الناس كانت ساتراً يقي المجتمع من التحرش
بالبنات.. و غيره من السلوك الضار بالمجتمعات القديمة.. و كانت الجيرة-
في ذلك الزمن الجميل- تعني كل بيت في الحارة و ضيوف الحارة ، بل و
الحارة المجاورة للحارة و ضيوفها.. كان المجتمع مجتمعاً مسالماً و
مسامحاً لأقصى درجة!

· حدثني أحد معارفي أن لصاً كهلاً صرح له، بعد توبته، أنه كان يربأ
بنفسه عن سرقة بيوت الجيران.. بل كان يمارس سرقاته في البيوت البعيدة عن
الحي.. مهما كانت درجة حاجته إلى المال!

· لم يكن المجتمع السوداني مجتمع ملائكة بل كان قريباً من ذلك
المجتمع في (معظم) تعاطي أفراده مع الحياة اليومية.. و على مجتمع ذلك
الزمن الجميل اعتمد المرحوم إمام مسجد الحارة 12 و هو ينصح شباب حارته
الذين كانوا يكسرون باب الصيدلية محاولين سرقتها مع الفجر..

· لم يكن المرحوم مواكباً للتحولات الجذرية و التصدعات في الاخلاق
التي أحدثها نظام البشير في المجتمع القديم الذي ترعرع فيه المرحوم..

· هاجرت الأخلاق .. بعد انتصار الشر على الخير في صراع بدأ في يونيو
1989، و ظل ينتصر في كل معركة يخوضها.. ويحتل مساحات و مساحات.. و الخير
يقاوم بعزم و اصرار.. و عقب كل معركة ينتصر فيها الشر، يتوهم الأشرار
أنهم قد كسبوا الحرب.. و لا يدرون أنهم يمدون الخير بمزيد من العزيمة
على النصر في نهاية المطاف..

· المشكلة الكبرى التي سوف توجه الخير، بعد انتصار المجتمع في
الحرب، هي كيف يعالج المجتمع ما خلفه النظام في النفوس الشابة من تصدعات،
و كيف يتم إحياء الأمل في تلك النفوس .. و معظم الشباب لا يرون الخير في
الانسان سوى من عيون لم تر طوال حياتها سوى الظلم تقوده قاطرة ( التمكين)
يحرسها الجنجويد و ميليشيات أخرى لا حصر لها..؟

· إنعدمت الثقة في التعامل بين الناس.. الشك صار القاعدة في
الاسواق و المكاتب حيث ( الكاش يقلل النقاش) فتحصل على ما تريد.. و بلغ
الشك مبلغه في نظرة الشباب لكل داعية اسلامي ،حتى و إن كان الداعية
صادقاً في دعوته.. فقد اختلطت الدعوة في الحياة المستحدثة بالكاش.. و
الكاش يجعل العديد من المتأسلمين يحركون مناهج الاسلام وفق ما يطلبه
القصر الجمهوري..!

· و يستمتع مَن في القصر الجمهوري بما يسمعه من علماء السلطان!

· و القافلة تسير نحو نهاية السلطان وعلماء السلطان بإذن الله و
عزيمة الشباب المدافعين عن غدهم و غد الاجيال القادمة من بعدهم و حقوقهم
في حياة كريمة و آمنة؟!