كفانا عُقداً !! بقلم صلاح الدين عووضة

كفانا عُقداً !! بقلم صلاح الدين عووضة


09-10-2017, 03:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505052423&rn=0


Post: #1
Title: كفانا عُقداً !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-10-2017, 03:07 PM

02:07 PM September, 10 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*تعبت...تعبت والله مثل تعب قريبتي مع نسيبها..
*وقريبتي هذه كان أحد أصهارها مزواجاً...لا يرسو على بر امرأة..
*وعقب كل زيجة يقدم عليها تقول له (مبروك يا ولدي)..
*تقولها على مضض، ولكنها تجتهد في أن تبدو أمامه متماسكة...لا يعنيها الأمر..
*وعقب الزواج الثالث طفح بها الكيل...فخرجت منها مباركة (نكتة)..
*قالت له (مبروك يا ولدي، إلا والله تعبنا من قولة مبروك دي)..
*وبعد فترة تعب هذا النسيب نفسه من الزواج...فكف عن تلقي تبريكاته..
*ثم تعب من الحياة ذاتها...فكف عن تلقي أنفاسها..
*وأنا تعبت والله من التنبيه إلى أن تفاعلنا مع كل ما عروبي وإسلامي مبالغ فيه..
*أو هو تفاعل غير منطقي...وغير موضوعي...و(غير طبيعي)..
*وعبارة (غير طبيعي) هذه ضعوا تحتها ما تقدرون عليه من خطوط حمراء..
*بأكثر من الخطوط الحمراء في عالمينا العربي والإسلامي..
*سواء في مجال الإعلام، أو السياسة، أو النشاط النقابي والطلابي..
*فهي إلى العقدة النفسية أقرب منها إلى أي شيء آخر...وتعبت من تكرار الكلام..
*ولكن قومي لا يتعبون أبداً...ولا يفترون...ولا يسأمون..
*فقضية فلسطين مثلاً...نحن إزاءها أشد عروبةً وإسلاماً من بقية العرب أجمعين..
*وأشد حماسةً من (حماس).......نفسها..
*علماً بأن غالب العرب هؤلاء (يطبِّعون) مع إسرائيل...ومنهم الفلسطينيون أنفسهم..
*بل إن الفلسطينيين يتلقون مقومات حياتهم من إسرائيل..
*ونتفاعل مع أهل فلسطين تفاعلاً تنسينا المبالغة فيه أحوالاً مماثلة داخل وطننا..
*فمن بني جنسنا من يعاني مثل معاناتهم...ولكنا لا نبالي..
*والآن من الفلسطينيين من يشتمنا على مواقع التواصل الاجتماعي شتائم (عنصرية)..
*و(نستاهل)...لأن فينا هبلاً من منطلق عقد نفسية مزمنة..
*وكذلك من بني جنسنا من يتعرض لمثل الذي يتعرض له سودانيون بالخارج..
*لمثل الذي يتعرضون له من شتائم...وإساءات...و(حقارات)..
*وآخرها ما تعرض له طبيب سوداني من تلقاء مسؤول سعودي..
*فإذا بنا نغضب لعروبتنا (المشتومة) بأكثر من غضبنا جراء شتيمة الطبيب..
*والدليل أننا لا نكترث لظاهرة الاعتداء على أطبائنا في الداخل..
*بل ولا نعتذر لهم (رسمياً) بمثلما اعتذرت الحكومة السعودية لطبيبنا المغترب..
*فما دامت عروبتنا (المدعاة) لم تُمس فما من مشكلة..
*والشيء ذاته ينطبق على قصة السوداني الذي تعرض لإساءات عنصرية بالعراق..
*وكذلك تم الاعتذار له هناك...ولكنا هنا لا نعتذر أبداً..
*والآن تخرج تظاهرات سودانية احتجاجاً على الوحشية تجاه مسلمي ميانمار..
*ولكن إن حدثت وحشية مشابهة عندنا فلا تخرج تظاهرة واحدة..
*فانفعالاتنا العروبية والإسلامية موجهة كلها نحو الخارج..
*وتعبت والله من قولة كفانا عُقداً !!!


assayha