زِفت الطين .. !! - بقلم هيثم الفضل

زِفت الطين .. !! - بقلم هيثم الفضل


09-10-2017, 00:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504998311&rn=0


Post: #1
Title: زِفت الطين .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-10-2017, 00:05 AM

11:05 PM September, 10 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
هيثم الفضل
في المرحلة المتوسطة بودمدني ، تتلمذنا على أيدي فطاحلة من المعلمين والتربويين ، كان من بينهم أستاذاً يدرِّسنا مادة الجغرافيا ، لقَّبناه سِرياً في ما بيننا (بِزفت الطين) ، لا لشيء غير أنه كان دائماً ما يٌكرِّرها ويُنادي بها تلاميذه ، خصوصاً هُم في حالة (هرجلة) وشغب أو في حالة تجاوز اللوائح والأعراف التربوية ، المهم وأنا أخوض مع الخائضين في أيام عيد الأضحى الإسبوع الماضي في أوحال العاصمة وقاذوراتها التي أبت إلا وأن تشارك بالتكدُس والإنتشار أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره فرحته المُقتضبة ، وأقصد بمُقتضبة كونها سريعاً ما ستتحوَّل إلى هموم بإعتبار الديون التي تراكمت على كاهل الضعفاء ومحدودي الدخل لمجابهة إحتياجات العيد من خروف وتوابع ، لأنه وبعد العودة من عطلة العيد ونشوة الفرحة (المُقتضبة) ، ستتسارع فعالية الدائنين في المطالبة بديونهم ولله الحمد على كل حال من قبل ومن بعد ، أعود لمصطلح (زفت الطين) الذي ذكرته سابقاً ، حيث ذكرني هذا المُصطلح بالعلاقة بين الزفت والطين ، فيما آل إليه أمر شوارع العاصمة في الخريف الذي دائماً ما يكشف العيوب والمستور ، حيث وبالتجربة الفعلية فإن الشوارع (المسفلتة) يعني الزفتيه وخصوصاً تلك التي أُنشئت في العشر سنوات الأخيرة كانت في هذا الخريف أكثر إحتواءاً على الحُفر والمطبات والطين والوحل من سائر الطرق الأخرى التي لم تطالها السفلته ولم يمسها الزفت اللعين ، وهذا بالطبع و ناتج عن إنشائها في عهد الفساد الشوارعي الزفتي ، فقد كانت لوائح وشروط ومواصفات المقاولات التي تدفع بها الحكومة لإنشاء وتأهيل الطرق الداخلية بالعاصمة (بؤرةً) مثالية للتلاعبات الفنية ومثاراً لشبهات الفساد بين المقاولين والجهات المنوط بها إستلام تلك الشوارع وتأكيد مطابقتها لمواصفات وشروط العقود المبرمة ، ذلك لأن العيوب التي تعاني منها الشوارع (الزفتية الطينية) المُسفلتة والتي تم إستلامها من قِبل (تماسيح) مقاولات الطرق فيها من العيوب والأخطاء ما لايمكن أن يقع فيه أجهل جاهل في مجال هندسة الطرق ومنطقية إنشائها ، وهي دلالات واضحة على أن مال الدولة يُسكب سكباً في أيدي المتلاعبين والفسدة دون رقيب ولا حسيب ، ولا حتى توجُس من عقاب أو مُساءلة ، فكما نعلم أن تكلفة سفلتة تلك الطرق كان بإمكانها ، إنشاء مدارس ومستشفيات وأشياء أخرى مفيدة للمجتمع ، ولها القدُرة على البقاء والإستمرارية في العطاء ، أليس من ما يدعو للتأمل أن شوارعاً تم تسليمها قبل ثلاث سنوات تصبح في خبر كان بعد خريفين أو ثلاثة ، ثم كيف يكون الخريف سبباً في أعطاب شوارع هي في الأصل مسفلتة ، إذا كان هكذا حال السفلتة والزفتته الطينية في بلادنا أدعو حكومتنا (الغافية) إلى إغلاق باب (مأكلة المال العام) عبر بوابة إنشاء وتأهيل الطرق الداخلية بالعاصمة ، كما أنصحهم أن يكتفوا (بالردميات) التقليدية لأنها أقل تكلفة وأثبتت قُدرة عالية في إحتمال مصاعب الخريف بالمقارنة بما يُسمى إعتباطاً طرقاً أسفلتيه .. والله من وراء القصد.