*اقرأوا كلمتي اليوم كما لو كنتم تشاهدون (وِلِّي).. *تحملوا (نطيط) قلمي من مشهد لآخر بمثلما (ينطط) ولي من حتة لأخرى.. *واضحكوا إن شئتم...لو كنتم تضحكون على صلاح ولي.. *أما إن كنتم تعتبرون ما يفعله (فناً) فكلمتنا هذه اليوم (قمة الفن).. *ولكن الفن السينمائي اليوم موضته سرعة (نطيط) الكاميرا...والمشاهد.. *وكذلك الفن التلفزيوني المواكب...لا مثل تلفزيوننا القومي.. *ولم أقحم هذا التلفزيون (المعسم) اعتباطاً...وإنما لأنه جزء من مشاهدنا هذه.. *ولولا ذلك لما عكرنا دمكم بسيرته في سياق حديثنا اليوم.. *حديثنا عن فن تصويري- وإنساني- مدهش.. *فسرعة الإيقاع هو الفن الذي يميز الأفلام - والبرامج التلفزيونية - الآن.. *والتعامل الإنساني هو الذي يميز الدول (الكافرة) الآن.. *والآن...لنبدأ (نطة) جديدة ونقول إن البداية كانت مشاهدة عرضية لبرنامج تلفزيوني.. *أو فقط بداية مشاهدة لبرنامج (كلامي) بتلفزيوننا القومي.. *وسرعان ما (نطيت) منه وأنا أغمغم بصوت مسموع (لا حول ولا قوة إلا بالله).. *كان شخصاً بلحية صغيرة يتكلم.....(أي كلام).. *وتوقفت عند قناة (محترمة) تعرض فيلماً توثيقياً عن محاولة اغتيال ريغان.. *وكانت مشاهد الفيلم (تتنطط) كما صلاح ولي...ولكن بفن.. *منذ لحظة ترشح ريغان...مروراً بمحاولة قتله...وانتهاءً بقتل الزهايمر لذاكرته.. *وثبات مشاهد رشيقة... تمسك بخناق المُشاهد...إلى آخر مشهد.. *كيف تُدار الدولة؟...وكيف تُدار الأزمات؟...وكيف يُدار التحقيق مع المتهم.. *فحتى التحقيق مع المتهم يُدار بفن...واحتراف...وإنسانية.. *والكاميرا تنقلنا من قلق إلى آخر إلى ثالث.....بإبداع مذهل.. *قلق المشفى...الرئاسة...الزوجة...الشعب...الكرملين...الشرطة...وأسرة المتهم.. *وحده المتهم هذا لم يكن قلقاً...لأنه ليس لديه عقل يقلق به.. *وكلما (نط) المشهد إلى المتهم وجدنا أمامه طعاماً...وشراباً...وتعاملاً راقياً.. *وفي المشهد الأول رفض التحدث إلى شرطة الولاية.. *فأتوا إليه بالشرطة الفيدرالية فرفض أيضاً...وقال إنه يريد الشرطة السرية.. *وحين أتت الشرطة السرية طلب منها إحضار محاميه.. *فاستُجيب لطلبه فوراً رغم أن محاميه هذا كان في ولاية بعيدة.. *ففي أمريكا- والدول المتحضرة- من حق المتهم ألا يتكلم إلا في حضور محامٍ.. *وفي المشهد الأخير نرى المتهم في (الإصلاحية).. *كان معتوهاً...كل همه أن يجذب انتباه حبيبته غير (المنتبه) له...ولو بقتل الرئيس.. *و(نط) بي مؤشر القنوات إلى قناة السودان مرة أخرى.. *فإذا بي أكرر ترديد عبارة (لا حول ولا قوة إلا بالله)...بصوت أعلى من الأول.. *فقد كان ذو اللحية الصغيرة لا يزال يتكلم...تصدقوا ؟!.. *فكل همه - كما يبدو- أن يلفت انتباه أحبابه في السلطة غير (المنتبهين) له.. *ولو أدى الأمر إلى قتل التلفزيون..... *و......(المشاهدين !!!).