*موزة حين زارت السودان لم تزر الأسواق.. *لم تقل إنها تريد زيارة السوق العربي...ولا الإفرنجي...ولا سعد قشرة.. *وإنما زارت مواقع الآثار...والحضارة...والعمل الإنساني.. *ولذلك نحزن عندما يسخر بعض صحافيي العرب من صورة معاكسة من تلقائنا.. *من زيارات زوجات مسؤولينا لأسواق فاخرة بالخارج.. *وفي الأذهان سخرية الصحافي بقناة (الجزيرة) فيصل القاسم من زيارة بعينها.. *وأشار في سياق سخريته تلك إلى اقتصاد بلادنا المتأزم.. *قال إن شعب السودان (مش لاقي ياكل) ونساء مسؤوليه يتسوقن في الخارج.. *وسخر من جولة (بذخية) في أحد أسواق الدوحة.. *ولا أعرف عن زوجة أي مسؤول كان يتحدث...ولا يهمني أن أعرف.. *وإنما أعرف شيئاً واحداً فقط...لا للسخريات الخارجية منا.. *من بلدنا...أو من شعبنا...أو من مسؤولينا...أو من زوجات مسؤولينا.. *ولكنا ننتقد (داخلياً) كما نشاء...وإن دفعنا ثمن نقدنا.. *ومن قبل غضبنا حين سخر جهاد الخازن من الرئيس...ورددنا عليه.. *وهو الذي لا يقدر على السخرية من رئيس بلدية في بلده.. *سواء بلده الأصلي فلسطين...أو الذي هرب إليه لبنان...أو أي بلد عربي آخر.. *مجرد رئيس بلدية...دعك من وزير إعلام فما فوق.. *فنحن لا نقبل نقداً ممن لا يستطيع نقد مسؤول في بلده.. *أو في البلد الذي يستضيفه كحال فيصل القاسم المقيم بقطر...وقناة (الجزيرة).. *حتى وهو (هناك) يتهيب نقد الأسد...دعك من السخرية منه.. *ولكن في المقابل نرجو من مسؤولينا عدم تعريضنا لمثل هذه السخريات اللاذعة.. *فبلادنا فعلاً في حالة أزمة اقتصادية - ومعيشية - طاحنة.. *وإن كانوا هم خارج دائرة هذه الأزمة فلا (يُصدِّروا) ترفهم هذا إلى الخارج.. *عليهم ألا يحملونا رهق الدفاع عن شيء يصعب الدفاع عنه.. *يحملونا جميعاً - موالين ومعارضين- لأن (المصاب) في هذه الحالة واحد.. *عليهم تنبيه زوجاتهم بمراعاة خاطر السودان الجريح.. *وتذكيرهن بزيارات موزة لبلادنا...وهي التي إن أرادت لاشترت أسواقنا كلها.. *وتدريسهن بأن يقتدين بها عند زياراتهن الخارجية.. *بأن يزرن المواقع التاريخية...والتعليمية...والتنموية.....و(الإنسانية).. *فإن عجزن فليقرن في بيوتهن هنا...أو فنادقهن هناك.. *فكيف نبرر (هجومنا) على حصار أمريكا ونساء مسؤولينا (يهجمن) على الأسواق؟!.. *وكيف نطارد نساء (الطبالي) ونساء مسؤولينا يطاردن (اللآلئ).. *وكيف نطالب العالم بإلغاء (ديوننا) ونساء مسؤولينا يزدن في (ديوننا)؟!.. *ومن أشد أنواع الدفاع ألماً حين لا تكون مقتنعاً بما تدافع عنه.. *ولكنك تجد نفسك مضطراً إلى أن تفعل إزاء كل سخرية من الخارج.. *فمتى يتوقف سفر نساء مسؤولينا إلى الخارج؟!.. *فقد شبعنا سخريةً...و(هن لا يشبعن !!!).