قبل أشهر أعادت الشيخة موزا الاعتبار لتاريخ السودان..زيارة واحدة من سمو الأميرة القطرية جعلت العالم يلتفت إلى الأهرامات السودانية ..قبل ذلك كان الخيال المصري المتربص يصف تلك الأهرامات بأنها تماثل مثلثات الجبنة..لكن صغر حجم هذه الأهرامات يفيد بعراقتها وسبقها على الحضارة الفرعونية..رغم تلك الدفعة الإعلامية إلا أن سياحتنا ما زالت تحتاج إلى المزيد من الاهتمام..مواقعنا الأثرية معزولة عن الطريق العام المعبد ..البنية التحتية الجاذبة للسياح ما زالت فقيرة جداً..عدد الفنادق محدود وكذلك المرافق الصحية. في هذه الأيام يزور السيد رئيس الجمهورية مدينة طنجة المغربية في زيارة خاصة..زيارة فخامة الرئيس وجدت اهتماماً كبيراً من الصحافة المغربية التي تتبعته في حله وترحاله..كانت معه حينما تناول الكسكس المغربي ورافقته في شرب الشاي بالنعناع .من باب الترويج للسياحة المغربية كانت الصحافة هنالك تذكرنا كثيراً أن هذه الزيارة خاصة بغرض النقاهة والاستجمام. ماذا لو خصص الرئيس هذه الرحلة برفقة أسرته الكريمة لموقع البجراوية وقضى أسبوعاً هنالك..في هذا الأسبوع يتلقى الرئيس المعلومات المهمة من زملائه في الحكومة كفاحاً.. يتحتم على الزوار الأجانب أن يلتقوا فخامة الرئيس في مقر إقامته المؤقت جوار الأهرامات السودانية. مثل هذه الإجازات مهمة جداً لصناع القرار..لكن اختيار مكان الزيارة لم يعد مسألة مزاج بقدر ما هي رسالة يتم توجيهها إلى كل الناس..حينما يشد الرئيس الرحال إلى تلك البقاع يرافقه زخم الإعلام ..كل الخدمات ستأتي بعد ذلك..لأن هذه الزيارات تفتح أبواب الاهتمام للمدن المنسية والتاريخ الذي تم تجاهله. والي الجزيرة منذ سنوات يمضي في إجازة سنوية إلى مصر..وبما أن الوالي أيلا مهتم جداً بالاقتصاد السياحي..لو أن الوالي خصص هذه الإجازة في أطراف ولاية الجزيرة لصنع نموذجاً مهماً في هذا السياق..الناس على دين ملوكها والسياحة الآن علم يتم صناعته بالتجريد والتجريب. في تقديري.. من المهم جداً مراعاة الخاطر الوطني في هذه الزيارات الخاصة.. في هذه الأيام السودان موعود بكوارث الخريف .. في هذا الوقت مطلوب من الولاة أن يكونوا بين أهلهم ..بالطبع لم نورد التكاليف المادية الكبيرة لمثل هذه الزيارات ..القانون خصص وفصل هذه الامتيازات لأن من بيده القلم لايكتب نفسه شقياً. بصراحة..السياحة مورد مهم وقابل أن يكون مصدراً أساسياً إن وجد العناية والاهتمام.