حزب الصوفية لماذا..!! بقلم عبدالباقي الظافر

حزب الصوفية لماذا..!! بقلم عبدالباقي الظافر


08-04-2017, 02:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501853437&rn=0


Post: #1
Title: حزب الصوفية لماذا..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 08-04-2017, 02:30 PM

01:30 PM August, 04 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



عقب ثورة أكتوبر ١٩٦٤ حاول الشيخ بابكر كرار وآخرون تكوين حزب يجمع الفكر الإسلامي مع شعارات اليسار ذات البريق.. جمع الأضداد أثمر عن ميلاد الحزب الإسلامي الإشتراكي..ولأن الفكرة لم تؤسس على بنيان صلب انتهت بموت رائدها الشيخ بابكر كرار في نهاية الثمانينات..لكن من المؤكد لو أن بابكر كرار انخرط بدينماكيته المعهودة في حزب إسلامي أو حتى تقليدي لتحررت أسطورة المحجوب في السياسة السودانية ..لكن كرار اختار أن يبحر عكس التيار الطبيعي محاولاً توليد فكرة تشبه انتاج الشربات من الفسيخ.
بدأ البروفسور عبدالجبار الشيخ بلال الدعوة لتكوين الحزب الصوفي القومي وحشد لتلك الفكرة بعض الوجوه التي تبحث عن روافع سياسية..قبل الولوج في تفاصيل الفكرة دعونا نتوقف عند بيان التأسيس.. الشيخ عبدالجبار قال ان حزبه مفتوح للسلفية والشيوعيين والبعثيين وحتى المسيحيين..هنا يتضح خطل المنطق باعتبار أن الحزب الجديد أشبه بذات الأحزاب القديمة التي تدعي تمثيل الطيف السوداني..بمعنى ما أهمية وجود حزب بذات المواصفة القديمة.
لكن الحقيقة تبدو في أن بعض أبناء البيوتات الصوفية من أهل الطموح السياسي قد أصابتهم بعض من الغيرة السياسية والحكومة تتبسط مع التيار السلفي الصاعد..هنا حاولوا تجميع الصفوف عبر دغدغة عواطف جموع السودانيين ذات النزعة الصوفية والمحبة لأهل البيت النبوي ..هذا يعني أن المشروع سياسي يخدم أهداف منظريه وأن تُمسح ببعض اللبوس الصوفية .
في الحقيقة إن الصوفية موجودة في المسرح السياسي السوداني عبر عدد من الواجهات السياسية مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي ومن قبله حزب الشعب..حتى الآن يعتبر المؤتمر الوطني أكبر حاضنة لرموز الحركة الصوفية التي وحسب أدبياتها لا تفضل معاداة السلطان وإن كان ظالماً..إذن ما دام للصوفية منابر سياسية لماذا البحث عن منبر جديد..هذا ما يعزز أن الكيان الجديد مجرد مطية سياسية لمجموعة ناشطة تبحث عن أدوار ..لهذا تحفظت على الفكرة منذ أن كانت في المهد عدد من الشخصيات الصوفية البارزة.
في تقديري ..إن هذه الفكرة يجب أن تقرأ في سياق الجنوح نحو التعصب والتجزئة..قبل أيام برز للسطح كيان جديد باسم نداء الشمال..الكيان تطوير لنسخة أكثر تراجعاً حملت اسم الكيان النوبي..وربما بذات المنطق نصحو على منظومة تحمل اسم اتحاد رجال السودان وذلك مجاراة لاتحاد نساء السودان ..من المعروف أن القطاعات الواسعة وذات الأغلبية في المجتمع لا تحتاج لمثل هذه الواجهات للتعبير عن مطالبها أو تقديم أطروحاتها..مثلا الذين يقدمون نظرية الهامش والمركز يستندون أن هنالك مركز نيلي ظل مهيمنا على مفاصل الدولة منذ فجر الاستقلال..لهذا اي فكرة تحاول التعبير عن هذا الكيان الوهمي تمنح الاخرين شعورا بالظلم..ذات المنطق ينطبق على حزب الصوفية الذي يريد اختزال الحركة الاحتماعية الصوفية في مجرد لافتة حزبية.
بصراحة.. ليس مطلوب من القطاعات الاجتماعية ذات القواعد الواسعة سوى إرسال رسائل التطمين للأقليات أو القطاعات الأقل حجماً..أي اتجاه غير ذلك يصب الزيت على نار التعصب ويجعل الوطن على حافة الخطر.


assayha