Post: #1
Title: لِم ظلمتم الناس يا شيخ/ علي عثمان.. و الله يأمر بالعدل و الاحسان؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 07-30-2017, 04:23 PM
Parent: #0
03:23 PM July, 30 2017 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن- مكتبتى رابط مختصر
· يومَ قلت يا شيخ/ علي عثمان: - " الانقاذ جاءت في ليلة مباركة نظر الله فيها للسودان بعين الرضا!" .. ضحك الأحياءَ من شعب السودان، و تململ شهداء النظام في مقابرهم.. فقد كان افتراؤك من سلالة المضحكات المبكيات..
· كان الافتراء أكبر من أن يتحمل ثقله السودانيون ( الشهداء) الأحياء القابعون في بيوتهم وحدهم.. و لا بد من مشاركته مع الموتى ليكتمل الضحك و يعم البكاء..
· و مر أمامي شريط ستات الشاي و أطفال الدرداقات و كتل من النازحين و اللاجئين.. و المشردين و ضحايا رصاص الجنجويد و الفاقة المنتشرة بين سكان العاصمة المثلثة المعذبين و انتشار الشحاذين و ( حاجة آمنة اتصبري) و المتعففين.. فقهقهتُ قهقهةً دامعةً يا شيخ/ علي!
· و أنت تربأ بنفسك عن الاعتذار جراء ما ارتكبتم من فظائع في حق الشعب، ربما لاعتقادك أن الضحايا الموتى و الأحياء معاً يستحقون ما جرى و يجري لهم ( بإذن الله)!
· لا أريد أن أذكرك باعترافاتك أنت عقب ابعادك عن السلطة بأيام يا شيخ/ علي ، إذ عبرت وقتها عن اندهاشك مما رأيت من ضنك في عيشة الناس.. كنت وقتها تشاهد غمار الناس لأول مرة بعد أن زالت غشاوة السلطة التي كانت تعميك و لا تزال تعمي من هم في قمتها من رفاق دربك المفضي إلى الجحيم ( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).. صدق الله العظيم..
· أود، فقط، أن أتهمك بأن العزة بالإثم قد أخذتك فعكفت تدافع عن باطل مشهود من الملأ.. و كنت شهدت بما حدث للعامة في لحظة صدقك مع نفسك!
· عانى السودان معاناة قاهرة جراء الجفاف والتصحر اللذين ضرباه في بدايات ثمانينيات القرن الماضي.. و بينما دورة الجفاف و التصحر على وشك أن تكتمل و السودان ( الديمقراطي) يجاهد لالتقاط أنفاسه لسد الثغرات هنا و هناك.. و يقاوم تلاعبكم في سوق العملة و سوق العيش وغيرهما، و الدولار يكاد يلتهم 20 جنيه ( الجنيه الأصلي).. تهجمتْ دورة جفاف وتصحر و كبت و قتل و بعثرة لكينونة السودان و السودانيين في توالي شقاء أنكى، نتج من انقلاب أسميتموه ، اعتباطاً، ( ثورة الانقاذ الوطني)..
· و اليوم يضحك الدولار على ( أخيك) صلاح دولار فيتعدى سعر صرفه 200 ألف جنيه ( الجنيه الأصلي)، باعتبار سنة الأساس، أي 1989! و بدون الأصفار التي مسحتموها من يمين الجنيه لتغييب وعي الشعب عن واقع الجنيه المزري..
· لا أريد أن أكرر المكرر فأذكرك بأنكم بدأتم الظلم يوم رفعتم شعار الصالح العام و شعار التمكين و شعارات أخرى كثيرة ضد المجتمع السوي.. و عطلتم عجلات الانتاج و شنقتم من قال " لا!" في وجهكم و ضربتم الأبرياء بالرصاص و القنابل و كل ما تيسر لكم من أسلحة إبادة جماعية... و ضيقتم على المنتجين و شردتم عمال اليومية و أغلقتم المشاريع الزراعية و أكثرتم من الرسوم و الجبايات على المصانع فتعطلت و شردت العمال و ضاقت الشوارع بالعطالى و ازداد الفقراء من أرباب الأسر فقراً..
· هرب العديد من أرباب الاسر من بيوتهم فصار الطلاق اسهل من الزواج.. و تعددت أسباب الطلاق في المحاكم الشرعية.. و تولى النساء والأطفال إعالة الأسر.. وكثير من تلك الأسر كانت قد هجرت قراها بحثاُ عن حياة أفضل في المدن.. و ثمة أسر بكاملها سقطت في قيعان مدن بلا كان لها قلب، لكنكم قتلتم قلبها..
· إذا شاهدت نساءً تركن بيوتهن و فرشن سلعاً في الاسواق، فاعلم أن وراءهن ظل رجل هارب من بيته و من عيال لم يعد يطيق حمل مسئوليته عنهم.. و اعلم أن وراء هروب الرجل نظام حكم مستبد ظل يضيق على الرجل الخناق يوماً بعد يوم إلى أن وهنت عزيمته.. فتوقف عن المقاومة و ولى الأدبار إلى المجهول..
· قال:-" الانقاذ جاءت في ليلة مباركة نظر الله فيها للسودان بعين الرضا!"، قال!
· و إذا شاهدت أطفالاً خارج حجرات الدراسة في يوم دراسي يشمون خرقة ثوب مضمخة بالبنزين أو السليسيون.. أو شاهدت أطفالاً في ذاك اليوم يقودون ( درداقات) في سوق الخضار و الاسواق الأخرى بهمة و نشاط، فاعلم أن ثمة رجالاً حمّلوا اولئك النساء و الأطفال مسئولية بيوت هجروها إلى المجهول.. إنها ظاهرة تفشت بشكل مخيف!
· تفشت بشكل مخيف! و السبب هو انقلابكم المشئوم يا شيخ/ علي، و مع ذلك تصر على عدم الاعتذار!
· كنتُ في مقابر حمد النيل ذات فجرِ قبل أشهر، و كانت إحدى ستات الشاي تقوم بتجهيز مكانٍ تحت ( عريشة) استعداداً للعمل اليومي المعتاد: اعداد الشاي و القهوة و اليانسون و الكركدي.. سألتها عن مكان سكنها و كان ردها أن مكان سكنها ( ود البشير) في أطراف مدينة ام درمان.. فسألتها عن كيف وصلت و متى وصلت و متى تعود إلى كوخها.. و توصلتُ إلى أنها تكاد ألا تعرف طعم النوم في حياتها!
· الزمن القاسي دفعها إلى تحدي واقعها و التشبث بالأمل من أجل مستقبل أفضل لأبنائها.. تنام و تصحو على ايقاع ( كفتيرة) و ( شرقرق) و كبابي.. و مثلها نساء كثر هرب أزواجهن.. فتحملن المسئولية ( برجالة).. و لبعضهن أطفال في سن الدراسة تركوا فصول الدراسة و يتحملون مسئولية إخوتهم الاصغر ( برجالة)..
· و سعر صرف الدولار يرتفع في السوق الأسود.. و أسعار السلع الاستهلاكية تبعد الفقراء عنها، فينشط نظام ( قدر ظروفك) في ( كناتين) المناطق الشعبية..
· و شيخ/ علي عثمان يقول:" " الانقاذ جاءت في ليلة مباركة نظر الله فيها للسودان بعين الرضا"!
|
|