أمطار صديقة.. على وقاية النباتات! (1) بقلم محمد لطيف

أمطار صديقة.. على وقاية النباتات! (1) بقلم محمد لطيف


07-19-2017, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500469980&rn=0


Post: #1
Title: أمطار صديقة.. على وقاية النباتات! (1) بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 07-19-2017, 02:13 PM

01:13 PM July, 19 2017

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


أذكر جيداً أنني زرت السيد خضر جبريل في مكتبه بالإدارة العامة لوقاية النباتات عقب عودته لمنصبه بقرار رئاسي.. وعقب الإنجاز التاريخي لوقاية النباتات بتنفيذ قرارها الذي تمسكت به استنادا على جهد علمي مقدر قضى بضرورة إبادة فسائل النخيل التي كانت قد استوردتها شركة أمطار الإماراتية، وحاولت المستحيل لإدخالها إلى البلاد رغم أنف جهات الاختصاص.. مستغلة كل السبل.. ومحاولة توظيف القيادة السياسية في البلاد في أعلى مستوياتها.. ولكن جهات الاختصاص.. ونعني بها إدارة وقاية النباتات كانت يومها في مستوى المسؤولية.. ومستوى التحدي.. لم تنحنِ ولم تنكسر ولم تتراجع.. وكان مدهشا أن يستقبل القصر الجمهوري ذات يوم خبراء الحجر الزراعي لإقناع القيادة السياسية بعمل علمي بالدرجة الأولى.. وفي نزاع مع شركة خاصة.. ولكن فوزية عباس وزميلاتها اجتزن الاختبار بقدراتهن وإيمانهن بقضيتهن.. وإصرارهن على أداء رسالتهن على الوجه الأكمل.. في ذلك الوقت كان خضر جبريل خارج الإدارة العامة لوقاية النباتات.. وخارج المعركة.. يسعى للعودة..!
الشاهد أن خضر جبريل يوم زرته.. واستقبلني في مكتب المدير العام.. الذي عاد إليه لتوه.. كان فخورا بإنجاز الإدارة العامة لوقاية النباتات.. وحدثني في سرد يستبطن بطولة.. كيف أنه ذهب إلى الدبة.. مقر الشركة ومستودع فسائلها.. وكيف واجه الشركة وأحرق الفسائل.. وقد استحسنت كل ذلك.. وودعت الرجل وأنا على قناعة بأنه إنما يتبنى ما رأينا يومها أنه الصواب.. وأن تلك الفسائل كان ينبغي أن تباد..!
ثم نسيت وقاية النباتات وإدارتها.. وأمطار وفسائلها.. حتى فوجئت ذات يوم بمن يحدثني أن مدير وقاية النباتات قد شكل لجنة للتحقيق مع مسؤولة في الإدارة على خلفية إبادة فسائل أمطار.. قلت لمحدثي ولكن المدير أشرف بنفسه على حرق الفسائل.. قال لي الغريب في الأمر أن المدير قد تحدث عن أخطاء في الإجراءات.. ثم تنكب هو نفسه جادة الإجراءات.. حين شكل لجنة للتحقيق مع تلك المسؤولة.. من موظفين أقل درجة منها.. والأغرب من ذلك قال محدثي.. إن عضوا أساسيا في تلك اللجنة.. ومن خارج الإدارة.. قد (أفتى) بأنه ليس هناك ما يستدعي التحقيق.. بعد أن أنجز كل شيء على الوجهة التي ينبغي لها أن تكون..!
ثم تتداعى وقائع أكثر غرابة.. بما يشي بأن تشكيل اللجنة والحديث عن خطأ الإجراءات إنما كان مجرد غطاء.. فالمدير لا ينتظر نتائج اللجنة.. أو لا يأخذ بها.. فيمضي في حملته التأديبية ضد المسؤولة.. فيقرر نقلها من موقعها الذي باشرت منه معركة (ذات الفسائل) إلى موقع آخر.. وسيرتفع حاجب الدهشة عندك حين تكتشف أن المدير بقراره هذا قد (داس) على قرار صادر من وكيل وزارة الزراعة والغابات بتعيين المسؤولة أعلاه مديراً لإدارة الحجر الزراعي.. بل وتنوب عن المدير العام لوقاية النباتات.. ولا أدري كيف ستعبر عن دهشتك حين تعلم أن ذات المسؤولة والتي عينت في وظيفتها التي خاضت منها معركة (ذات الفسائل) بقرار من وكيل وزارة الزراعة والغابات.. قد نقلت إلى إدارة لا وجود لها في الهيكل التنظيمي للإدارة العامة لوقاية النباتات.. ما سردناه اليوم هو فقط سفح جبل الجليد.. فإلى الغد.


alyoumaltali