النظر بعين واحدة في الاتجاه الخاطئ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

النظر بعين واحدة في الاتجاه الخاطئ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-14-2017, 05:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500051549&rn=0


Post: #1
Title: النظر بعين واحدة في الاتجاه الخاطئ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-14-2017, 05:59 PM

04:59 PM July, 14 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أصدرت حكومة شمال كردفان قراراً بأن يكون يوم الخميس القادم عطلة رسمية..في ذاك اليوم تحتفي كردفان بيوم الخيبة الوطنية حيث يعود هلال التبلدي محملاً بهزيمة من صنع أيدينا..بعد عدة أسابيع انصاعت الحكومة لشروط الاتحاد الدولي لكرة القدم..قدمت مكرهة التنازلات التي كان من المفروض أن تقدمها عن طيب خاطر من أجل المصلحة العامة..جاءت التنازلات بعد أن وقع فأس التجميد وحطم آمال الرياضيين وخرجنا من المولد بدون حمص.
كان لافتاً للأنباء صدور قرار جمهوري مساء الأربعاء الماضي يقضي بتجميد التعاون مع الولايات المتحدة لتسعين يوماً..القرار استبق اجتماع المكتب القيادي مساء ذات اليوم..لم ينتظر القرار اجتماع مجلس الوزراء الراتب صباح الخميس..العجلة كانت تعبر عن روح الغضب الذي اتسم به الرد السوداني..ولأن القرار الجمهوري افتقر الشورى الواسعة جاء موقف حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل متفهماً لروح القرار الأمريكي ودعا لمزيد من التريث.
أمس الأول حاورت اللواء حسب الله عمر القيادي الأبرز في جهاز الأمن في أصعب الأزمات..اللواء حسب الله قدم تحليلاً رصيناً يحوي قراءة عميقة لدواعي القرار الأمريكي القاضي بإرجاء رفع العقوبات بشكل نهائي..إدارة ترمب لم تكمل هياكلها، حيث لم تعين مساعد وزير الخارحية للشؤون الخارجية..كما ظل منصب مبعوث السودان شاغراً..لم يتم حتى الآن اختيار منسق شؤون السودان في مجلس الأمن القومي الأمريكي..كما أن الرئيس ترمب أراد أن يضع بصمته الخاصة على هذا القرار الذي وضع لبنته الأساسية الرئيس السابق أوباما..حتى حذف المادة (١١) والتي تلزم الرئيس الأمريكي بالتشاور مع المؤسسات الأمنية قبيل اتخاذ القرار، فتمت قراءته بشكل خاطيء..حيث أراد ترمب أن يكون متحرراً من كل القيود حين مراجعة القرار بعد تسعين يوماً.
لو أن الخرطوم استمعت لحكمة البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان الذي دعا إخوته أن يتفهموا القرار الأمريكي وأن لا يركبوا موجات الغضب إن حدث السيناريو السيء..نصيحة أخرى جاءت من خبير مختص ..رجل الأعمال أسامة داؤود قلل من الآثار الإيجابية لقرار رفع العقوبات..داؤود أكد أن العقدة في القرار الذي يصنف السودان كدولة راعية للإرهاب..هذا التصنيف يضع قيودا على السودان ومواطنيه في حلهم وترحالهم..فيما العقوبات الاقتصادية والتي الآن ومنذ ستة أشهر ظلت مرفوعة دون أن تحدث تأثيراً كبيراً في واقعنا الاقتصادي.. ولو رفعت بشكل نهائي لأن يتغير الواقع البائس على مسرح الاقتصاد بحيث ينعكس على عامة المواطنين.
في تقديري كان من المهم أن تتريث الدبلوماسية السودانية في رد فعلها. وأن تدير شورى واسعة تشمل البعيد والقريب والصديق قبل أن تعلق التعاون في مسارات التفاوض كافة..مثل هذا الموقف يعيدنا للمربع الأول خاصة أن الإدارة الأمريكية التي يقف على رأسها رجل متهور لا يأمن أحد رد فعله..حتى لو أردنا إبراز خيبة أملنا من القرار أو غضبنا منه كان من المفترض أن يصدر القرار من مستوى أقل حتى يمكن مراجعته إن قضى الحال وبدون حساسية.
بصراحة..سنكتشف بعد حين أننا نعاني من ضعف مؤسساتي في بناء القرارات الإستراتيجية مصحوب بقصر نظر سياسي..راجعوا أزمتنا مع (الفيفا) لتتبينوا مستقبل علاقتنا مع أمريكا.


assayha