الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة

الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة


07-14-2017, 05:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500051495&rn=0


Post: #1
Title: الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-14-2017, 05:58 PM

04:58 PM July, 14 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*أول من لاحظ الظاهرة حاجة سعيدة..
*استيقظت مبكراً لتجهيز الشاي لابنها المسافر إلى المدينة..
*وهي تحلب معزتها انتبهت لشيء غريب في السماء..
*لم تكن هي سماء كل يوم...بل بدت وكأنها تغطت بثوب (زراق)..
*وحين تعود باللبن من الزريبة تتعثر...وينكشح منها على الأرض..
*ولم تدر إن كان جراء الخوف ، أو النعاس ، أو النظر تجاه السماء..
*وعندما عادت لتحلب مرة ثانية وجدت الضرع قد جف..
*ثم تبعها في ملاحظة الظاهرة عبد المجيد صاحب الدكان..
*ويحكي لزبائنه بهلع كيف إنه رأى لحظة زحف (الدخان) على سماء البلدة..
*وبعد أن (فجَّت الدنيا) تأكد من أنه ليس سحاباً...كما توهم بدءاً..
*ثم حين اشتم- ضحى- رائحة حريق من داخل متجره لم يكن توهماً..
*ثم كان ثالث الملاحظين سليم العريبي ريس المركب..
*قال إنه حين هبط المشرع لم يميز- أول الأمر- بين (البحر) والسماء..
*وعزا ذلكم الخلط - في البداية - إلى تأثير (دكِّاي) الليل..
*فعاد إلى (كرِّقته) لرشف مزيد من القهوة...ثم توجه تلقاء النهر مرة أخرى..
*ولكنه فوجئ بأن السماء ما زالت في لون النيل...والعكس..
*ولون النيل هو لون مياهه.......بما أن الأوان كان أوان (تساب)..
*ولما بلغ المركب وجد الماء يغطي ثلث مساحتها..
*وتوالت بعد ذلك - عند شروق الشمس- قصص مشاهدة الضباب..
*وتوالت - أيضاً - قصص الظواهر الغريبة..
*وأشهرها جفاف الزرع ...والضرع ........والدمع..
*فحتى الدموع بخلت بها المُقل حين احتاجها البعض...خوفاً وطمعاً..
*وهُرع الناس إلى المسجد علهم يجدون تفسيراً....وطمأنينة..
*حتى نونة...وحنونة...وزيتونة...هُرعن إلى هناك..
*ويضوع منهن ما بقي من آثار الليل....مثل (دكَّاي) سليم العريبي..
*وكان أكثر الناس هلعاً...وخوفاً...ورعباً...(كبير) البلدة..
*ولكن شيخ فتحي- إمام الجامع- كان هو نفسه ينتظر تفسيراً...وطمأنينة..
*ولما حان وقت صلاة الظهر لم يؤذن حاج صالح كعادته..
*كان الجميع مشغولين بالنظر إلى تغيُّرات بدأت تطرأ على الضباب..
*فقد طفق يتشكل بعضه ، في بعضه ، من بعضه...رويداً رويداً..
*وأول ملمح تشكل عليه كان وجه حسين (المقتول)..
*وتهامس البعض بأن قاتله هو (الكبير)...فور أن فرض نفسه (كبيراً)..
*ولكن القضية قُيدت ضد مجهول...وتبعتها قضايا أخرى..
*فكل من يتصدى لظلم (الكبير) مصيره القتل....يتواصل الهمس..
*ومن ينج من القتل منهم...يُضيَّق عليه في الرزق..
*ومع كل وجه ضحية يظهر من بين ثنايا الضباب يتعالى الصراخ..
*ويصيح الإمام: أعوذ بالله من غضب الله...ويردد خلفه الناس..
*وقبيل الغروب يختفي الضباب فجأة...كما ظهر فجأة..
*ويختفي........(الكبير) !!!


assayha