القضية ما قضية الغرامة بقلم نورالدين مدني

القضية ما قضية الغرامة بقلم نورالدين مدني


07-12-2017, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499881051&rn=0


Post: #1
Title: القضية ما قضية الغرامة بقلم نورالدين مدني
Author: نور الدين مدني
Date: 07-12-2017, 06:37 PM

05:37 PM July, 12 2017

سودانيز اون لاين
نور الدين مدني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كلام الناس


لم أفاجأ بما حدث للصحفية الناشطة أمل هباني التي شرفتنا واخرين بتقليدنا محجوب عروة وشخصي وشاح الصحفيين الديمقراطيين في إحتفال محضور بجامعة الخرطوم عقب خروجنا من سجن أمدرمان في قضية نشر مماثلة.
كان الشاكي ضدنا أيضاً جهاز الأمن بسبب مقال كتبته بعنوان "خلل سياسي وامني" في أعقاب إعتقال مجموعة من الصحفيين كانوا في مهمة صحافية لتغطية أحداث"كجبار" إبان المظاهرات التي إندلعت في المنطقة.
*لم افاجأ لأن المتغيرات السياسية التي تمت تحت مظلة مبادرة الحوار وما صحبها من قرارات إستبشر بها بعض قادة أحزاب المعارضة، أً جهضت حينها من داخل كابينة حزب المؤتمر الوطني صاحب المبادرة .. وتحول الحوار إلى صفقات ثنائية إنتهت إلى ما انتهت إليه من مخرجات منقوصة وغير متفق عليها حتى من بعض من تحمسوا للحوار.
* ما حدث للصحفية أمل هباني أكثر غرابة منذ ان تم إقتيادها إلى مباني جهاز الامن بعد رفضها تسليم جهاز الموبايل بحجة انها صورت أفراد الجهاز الذين كانوا في المحكمة.
*يعلم القاصي والداني ما حدث بعد ذلك، فقد صرحت أمل هباني بانها عوملت معاملة غير كريمة في مباني الجهاز وصفعها أحد افراد الجهاز على وجهها، وقد فتحت بلاغاً في مواجهته لدى المكتب الذي أعده الجهاز لاستقبال مثل هذه الشكاوى، لكن بدلاً من التحقيق معه تحول الجاني إلى شاكي.
نشرت أمل هباني قبل ساعات من نطق الحكم عليها في إحدى مواقع التواصل الإجتماعي رسالة وجهتها لمن يهمهم أمر العدل تذكرهم بأصل الحكاية عسى ولعل أن تجد من ينصفها ،لكن للأسف أصدرت محمكة الخرطوم شمال حكماً بتغريمها عشرة مليون جنيه وفي حالة عدم الدفع تسجن أربعة أشهر.
* هكذا تحولت الصحفية امل هباني من شاكية إلى ضحية في مسرحية هزلية الخاسر فيها السودان الذي لم يعد يهتم به ولا بأهله، الذين إستولوا على مقاليد الحكم هم ومن والاهم من الأجنحة المتكسرة من الاحزاب والأفراد المهزومين اللاهثين وراء مغانم السلطة والجاه.
* لذلك نقول إن القضية ليست قضية غرامة ولا حتى السجن إنما قضية السودان الذي أضاعوه حكامه وهم يحسبون انهم إنما يحسنون صنعاً، فرطوا في جنوبه دون ان يرمش لهم جفن ومازالوا يحيكون الفتن وسط مكونات أهله من أجل التمكين لأنفسهم دون اعتبار للأضرار المزدادة على المواطنين جميعاً.
*القضية لست قضية غرامة يمكن أن يدفعها فرد واحد ليغطي سوءة أحكامهم لكنها قضية سوء إستغلال القوانين وتسخيرها لترهيب وقمع الاخرين في محاولة لإسكات أصواتهم المطالبة بالسلام والحق والعدل و الخير للسودان والسودانيين.